وكان النائب عن حزب المحافظين طوم توغندات قد حذر من أن مساهمة الشركة الصينية في بناء البنية التحتية للاتصالات في بريطانيا سيمنح الحكومة الصينية الهيمنة على القرار البريطاني، في توافق مع رأي وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
إلا أن جونسون رفض هذه المزاعم ظهر اليوم، في إشارة إلى نيته المضي قدماً في التعاقد مع هواوي. وقال جونسون "أعتقد أنه نصر استراتيجي شديد الأهمية لبريطانيا. إن المضي قدماً يعني جلياً الحصول على نظام يمنح الناس في هذا البلد الخدمات التي يرغبونها من خلال تقنية الجيل الخامس، ولكن من دون أي تقويض للبنية التحتية القومية الحساسة، أو أمننا أو المخاطرة بالقدرة على العمل سوية مع أجهزة الاستخبارات الأخرى حول العالم".
وأضاف: "سنحاول الوصول إلى حل يسمح لنا بتحقيق الهدفين وهذه هي الطريق إلى الأمام. لا يوجد سبب يمنعنا من تحقيق التقدم التقني في بريطانيا، والسماح للمستهلكين والأعمال بالوصول إلى هذه التقنية الرائعة".
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت بريطانيا من التعاقد مع الشركة الصينية لتطوير تقنية الجيل الخامس فيها لما يحمله ذلك من مخاطر على التعاون الأمني بين البلدين وخاصة في إطار منظمة العيون الخمس للتعاون الأمني والتي تجمع بريطانيا والولايات المتحدة إضافة إلى كندا وأستراليا ونيوزيلندا.
وقال تيم موريسون، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، على شاشة بي بي سي اليوم، أن الكونغرس الأميركي قد يصوت ضد الاتفاق التجاري بين لندن وواشنطن في حال مضت بريطانيا في عملها مع الشركة الصينية.
وقال موريسون أنه في حال مضت لندن في منح هواوي حق بناء جزء من البنية التحتية الخاصة بالجيل الخامس للاتصالات، فإنه لا يعتقد أن الكونغرس سيقر صفقة تجارية بين بريطانيا والولايات المتحدة. ويعول جونسون على مثل هذا الاتفاق التجاري بعد بريكست ليعزز الثقة بالقرار البريطاني بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي. وأكد موريسون أن التعامل مع هواوي سيلحق ضرراً كبيراً بالعلاقة الخاصة بين البلدين.
وأشار موريسون إلى أن الأمر مماثل بالسماح للكي جي بي (المخابرات الروسية) بالدخول إلى شبكة الاتصالات البريطانية أو الأميركية خلال الحرب الباردة "إننا نتحدث عن السماح للحزب الشيوعي الصيني بالدخول إلى نظام الاتصالات، وبيانات الصحة، والمعلومات المالية الشخصية لجميع البريطانيين، وبكل صراحة، في قلب أكثر التحالفات الاستخبارية نجاحاً، العيون الخمس".
وأضاف موريسون، الذي غادر منصبه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن الأميركيين سيرون السماح البريطاني لهواوي ببناء بنية الجيل الخامس التحتية على أن بريطانيا تمنح الأولوية لحماية الاستثمارات الصينية على حساب العلاقة الأمنية مع الولايات المتحدة. وأشار إلى أن عدداً من نواب الكونغرس قد طالبوا بوقف التعاون الأمني مع لندن بناء على ذلك.
أما فيما يتعلق بالتبرير البريطاني القائل بأن هواوي ستشارك فقط في بناء الأجزاء غير المركزية من البنية التحتية الخاصة بالجيل الخامس للاتصالات، فكان رده "في الجيل الخامس لا توجد هوامش. هناك مركز فقط. وإذا حصلت هواوي على أي جزء من شبكتكم، فإنها ستدخل إلى جميع مكوناتها. وستكوّن بذلك خطورة على الولايات المتحدة، وأستراليا، وكندا وخطراً على غيرها من شركائكم الأمنيين".