صحافيون عراقيون يودّعون المالكي بعبارات التهكّم

16 اغسطس 2014
موالون للمالكي بمسيرة تأييد قبل يوم من تنحيه (Getty)
+ الخط -
ربما من حسن حظ العراقي الذي "خذلته" أحزاب الاسلام السياسي بمختلف اتجاهاتها الشيعية والسنيّة منذ عام 2003، أن معظم نخبه الصحافية والاعلامية ذات توجهات علمانية، تؤمن بالحرية والمساواة وتكافؤ الفرص، وهي بمجملها، تقريباً، بعيدة عن الاتجاهات الطائفية والإثنية.

غير أن ذلك لا يعني عدم وجود صحافيين ذوي ميول إسلامية، لكن الصحافيين العلمانيين هم أصحاب الصوت الأعلى، وهم الأكثر، والأشهر والأبرز من نظرائهم الاسلاميين، بل حتى أولئك الذين يعملون في مؤسسات وصحف ذات صبغة إسلامية ودينية، نجد الكثيرين منهم أصحاب توجهات علمانية. وهذه الصبغة دفعت بالكثيرين منهم الى الوقوف بحزم ضد التوجهات "التسلطية" والتجاوزات الدستورية التي ارتكبتها حكومة رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي.

وبمجرد إعلان الأخير تخليه عن التمسك بطموح "الولاية الثالثة"، مساء الخميس 14 آب/ أغسطس الجاري، حتى صدرت عن طبقة الكتّاب والصحافيين تعليقات وردود فعل مختلفة على الاعلان. وبرغم الكثير من ردود الفعل المشيدة والمرحّبة بإعلان التنحي على الصعيدين المحلي والدولي، إلا أن تعليقات الكتّاب والصحافيين عبر موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، جاءت على شكل "سخرية مُرّة" تارة، و"شماتة" ورغبة بـ"الصفح والتسامح" تارة أخرى.

الصحافي سرمد الطائي، الذي عُرف بكتابته اليومية، عبر جريدة "المدى"، التي تهاجم المالكي وتنتقد تصرفاته، الأمر الذي دفع بالمالكي الى رفع دعوى قضائية ضده، اضطر معها الى الهرب الى إقليم كردستان قبل أكثر من سنة، كتب عقب تنحي المالكي ما يشبه قصيدة النثر الساخرة التالية: "لم تكن طريقة الفرسان تليق به".

أما الصحافي ومراسل قناة "الحرة" الأميركية السابق، حسين أسد، الذي عُرف بانتقاده الشديد للمالكي هو الآخر، فقد كتب عبر صفحته في "فيسبوك": "كنت أتمنى لو أني قضيت هذا اليوم في بغداد، فبغداد والعراق من غير المالكي أجمل بكل تأكيد". وكان "اليأس" والمخاطر المتزايدة، قد دفع بحسين أسد الى مغادرة العراق قبل ثلاثة أشهر.

الكاتب والاكاديمي ميثم لعيبي، كتب في تعليقه على تكليف عضو حزب "الدعوة الاسلامية" حيدر العبادي بدلاً من المالكي قائلاً: "كانت لحسن صارت لحسين. لقد عادت لدولة القانون والدعوة من جديد"، في إشارة الى منصب رئاسة الوزراء الذي احتلته "الدعوة الإسلامية" للمرة الرابعة على التوالي، حيث كانت الاولى عام 2005، واستمرت سنة واحدة لزعيم الحزب حينذاك، إبراهيم الجعفري، ومرتين للمالكي من عام 2006 وحتى عام 2014.

أما الكاتب والصحافي حيدر قاسم، المقيم في محافظة الناصرية (380 كلم) جنوب بغداد، فيرى في تنحي المالكي لصالح العبادي درساً مهمّاً، ربما يساعد على تعزيز مسيرة الديمقراطية المتعثرة في بلد مثل العراق، ويكتب: "الدرس الأهمّ، بعد عشرة أعوام من التغيير، هو أن الاحتكام الى آليات ديمقراطية في إحداث عملية انتقال سياسي (سلس نوعاً ما) ممكن، إذا ما امتلكت الكتل السياسية إرادة حقيقية لهذا التغيير".

وبمجرد ما سمع الشاعر والكاتب المقيم في دولة الامارات، خالد مطلك، كلمة تنحي المالكي الأخيرة، علّق قائلاً: "يا إلهي، كمية الكذب هذه لا يمكن احتمالها، إلا بكمية تعادلها تماماً في الغباء"، في إشارة الى "المنجزات" التي أحصاها المالكي لفترة حكمه أثناء خطبته.

أما الصحافي العراقي الكردي نوزت شمدين، الذي اضطر الى الهرب من مدينة الموصل واللجوء الى ألمانيا قبل أشهر، فقد علّق على خطبة المالكي بالتالي: "المالكي يقول بأنه تنازل عن المنصب لكي لا يتسبّب بإراقة قطرة دم عراقية واحدة، وكأن "خديدة" المسكين هو الذي تسبّب بجريان أنهر الدم خلال حكم الثماني سنوات العجاف". و"خديدة" اسم كردي من عامة الناس، أراد به السخرية من ادّعاء المالكي.

المساهمون