صباحي ينهي دوره في مسرحية "الرئاسيات": أقرّ بخسارتي

29 مايو 2014
يرى البعض أن صباحي انتهى سياسياً (محمد الشهيد/الأنضاول/Getty)
+ الخط -
لم يكن مستغرباً خروج المرشح الرئاسي المصري، حمدين صباحي، اليوم الخميس، للإعلان عن قبوله بنتائج مسرحية الانتخابات الرئاسية بالرغم من عدم اعترافه بنزاهتها، بعدما ارتضى مؤسس التيار الشعبي منذ بدء المسرحية أن يلعب دوره كـ"كومبارس للعسكر"، على حد وصف كثيرين له.

صمّ صباحي أذنيه منذ قرر الترشح للانتخابات الرئاسية. رفض الاستماع إلى أي صوت يطالبه بعدم الترشح إلى انتخابات كان محسوماً أنها ستقود إلى قائد الانقلاب، عبد الفتاح السيسي.

وتجاهل أن المؤسسة العسكرية، التي أطاحت في انقلاب الثالث من يوليو/ تموز الماضي بالرئيس المنتخب محمد مرسي، لن تسمح بتكرار وصول رئيس مدني إلى السلطة مهما كلف الأمر.

على الرغم من كل تلك المؤشرات الواضحة، بدا صباحي، طوال الوقت، مصراً على لعب دور "المنقذ" للنظام المصري ولقائد الانقلاب.

وعندما أتيحت فرصة لصباحي للانسحاب بعدما ظهر أن إقبال الناخبين وتوجهاتهم لا تحمل أي مفاجآت في ما يتعلق بهوية مَن سينتقل إلى قصر رئاسة الجمهورية، وبعد مهزلة قرار تمديد الانتخابات ليوم ثالث لمحاولة رفع نسبة التصويت، مضى مؤسس التيار الشعبي في قرار الاستمرار بالانتخابات. وهو ما يجعل من انتقاداته، اليوم الخميس، لما شاب العملية الانتخابية وتبريراته لأسباب عدم انسحابه من السباق الانتخابي غير مقنعة.

وكان صباحي أقرّ، في مؤتمر صحافي اليوم الخميس، بخسارته الانتخابات الرئاسية، معرباً عن احترامه لاختيار الشعب المصري، الذي وصفه بـ"القائد والمعلّم".

وشكك صباحي في نزاهة العملية الانتخابية برمتها، وبالأرقام المعلنة بخصوص نسب الاقتراع. واعتبر أن تمديد التصويت ليوم ثالث قد ألقى بظلاله على نزاهة الانتخابات، وأن الأرقام المعلنة هي "إهانة لذكاء المصريين".

وبحسب تقديرات جهات شبه رسمية، فإن نسبة المشاركين في "مسرحية الانتخابات" بلغت نحو 25 مليون ناخب، من إجمالي 54 مليوناً ممّن يحق لهم التصويت، وذلك على الرغم من دعوات المقاطعة الواسعة، التي دفعت اللجنة إلى تمديد فترة التصويت لمدة ثلاثة أيام كاملة، في سابقة تعدّ الأولى في تاريخ البلاد.

وقال صباحي، الذي يصفه الكثير من المراقبين بـ"كومبارس العسكر"، بأن عدم انسحابه، على الرغم من ضغوط حملته، جاء حفاظاً على سلامة الوطن، معلناً عن تأسيسه تياراً سياسياً معارضاً.

إلا أن رئيس حزب الاستقلال والقيادي في التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، مجدي أحمد حسين، اعتبر في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مؤسس التيار الشعبي قد انتهى سياسياً، وتم حرقه خلال الانتخابات، ولم يعد له أي مستقبل سياسي في مصر.

وأضاف حسين، أن حديث صباحي عن تشكيل تيار سياسي معارض هو "كلام فارغ، يقوله لحفظ ماء وجهه، بعدما تم إذلاله بنتيجة الانتخابات وعدد الأصوات القليلة التي حصل عليها، وتراجعه للمركز الثالث خلفاً للأصوات الباطلة".

وبحسب حسين، فإن "صباحي خاض الانتخابات الاخيرة مجبراً من قبل أجهزة سيادية، إما بسبب وجود مستندات أو فضائح ضده لدى هذه الأجهزة، وإما طمعاً في مكسب مستقبلي، وهو ما خسره أيضاً".

ولفت إلى أن صباحي يعد ضحية طموحه في المناصب، الذي دفعه منذ البداية لدعم الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، مؤكداً أن الشباب المصري هم الأمل الحقيقي خاصة بعد نجاحهم في معركة المقاطعة الاخيرة.

من جهته، قال المتحدث باسم حزب الوسط، بلال سيد، لـ"العربي الجديد": لم نكن نحب أن يصل صباحي إلى هذه الدرجة من الانبطاح، وأن يستمر في أداء دوره في المسرحية المسماة بـ"الانتخابات".

وأضاف سيد: "بشهادة حملة حمدين، كانت الانتخابات مهزلة، وشهدت كل أشكال الانتهاكات، والنتائج تم تزويرها. فهناك مندوبون من حملته أدلوا بأصواتهم في لجانهم، التي ظهرت نتيجتها من دون أي أصوات لصالح مرشحهم، إضافة إلى التلاعب في أعداد المصوّتين".

وانتقد المتحدث باسم "الوسط"، موقف صباحي، الذي اعترف بالتلاعب في الانتخابات، وعلى الرغم من ذلك لم ينسحب، بل وأقر بنتائجها. وأوضح أنه "على الرغم من أن أعضاء حملته، وشباب القوى والحركات الثورية، طالبوه بالانسحاب مراراً، حتى يحافظ على تاريخه السياسي، إلا إنه أصرّ على استمراره "كمحلل فى المسرحية الهزلية"، على حد وصفه.

من جهته، وصف عضو جبهة "عهد الثورة"، مصطفى جميل، موقف صباحي بـ"الغريب والمحبط في الوقت ذاته"، معتبراً أن مشاركته في الانتخابات الرئاسية منذ البداية كان أمراً مريباً للغاية.

واعتبر أن حديث حمدين متناقض، فمن ناحية يلمح إلى تزوير نتائج الانتخابات، وأعداد المصوتين، ثم يتحدث عن "عُرس ديموقراطي، وفرحة المصريين". وأشار إلى أن المقاطعة أثبتت قوتها، عكس نظرية أنصاره التي ادعت إنها جاءت بهدف تشكيل كتلة معارضة قوية، في ظل الأصوات الهزيلة التي حصل عليها.

ورأى جميل أنه سواء كانت نية صباحي في خوض الانتخابات سليمة أم غير سليمة، "فهو أدى دوره كمحلّل لإعطاء شرعية زائفة للانتخابات، وللفائز فيها". وانتقد جميل تجاهله لدعوات شباب حملته، وباقي الشباب بالانسحاب من الانتخابات، وخصوصاً عندما تأكد أن هناك تلاعباً يحدث وأن هناك اتجاهاً للتزوير.

المساهمون