الأغنية العربيَّة الحديثة مرّت بمراحل عديدة، قبل أن تصل إلى واقعها الحديث. وفيما يلي استعراضٌ لأبرز عمالقة الموسيقى، الذين أثَّروا في نهضة الموسيقى العربية.
عبده الحامولي (1841-1901): كان والده من كبار تجار اللبن في مدينة طنطا، وقد قاوم رغبة ابنه في الغناء، ففرَّ عبده من والده إلى منية القمح، حيث التقى بالمعلم شعبان، وتعلم منه أصول الغناء، ثم رحل بصحبته إلى القاهرة، حيث عملا سويًا في قهوة عثمان أغا بحديقة الأزبكية، فعرفه الناس. ثم انفصل عن المعلم شعبان، وأنشأ فرقته الخاصة. ثم ذاع صيته حتى بلغ الخديوي إسماعيل، فقربه منه، بل إنه اصطحبه معه إلى تركيا.
يوسف المنيلاوي (1850-1911): ولد بالقاهرة لأسرة متدينة، دفعته لحفظ القرآن وتجويده. كان شغوفًا بالإنشاد الديني، حتى صار منشدًا مميزًا يستدعيه الناس لأحياء المولد النبوي وسهرات رمضان. استمع إليه عبده الحامولي ومحمد عثمان فأعجبا بصوته وشجعاه على غناء الأدوار؛ فأبدع فيها، وسجل منها "أكذب نفسي عنك فيما أرى"، و"من قبل أن أهوى الجمال" وغيرهما.
1 ــ سلامة حجازي (1852-1917)
ولد الشيخ سلامة بالإسكندرية، وكان مؤذنًا في مسجد الأباصيري قبل عصر الميكروفونات، فقويت أوتاره الصوتية. اتجه إلى الموسيقى عبر العزف على آلة "السلامية". وقد بدأ محمد عبد الوهاب حياته الفنية بألحان حجازي، مثل "ويلاه ما حيلتي"، و"عذبيني فمهجتي بين يديك"، و"أتيت فألقيتها ساهرة".
2 ــ إبراهيم القباني (1852-1927)
ولد بالقاهرة، وعشقَ الإنشاد الديني والعزف. عمل في وظيفةٍ حكوميّةٍ بعد حصوله على الابتدائية، ثم تركَ الوظيفة ليتفرَّغَ للغناء والموسيقى. طرق أنغامًا ومقامات لم يستخدمها أحد قبله، مثل: المستعار والبسنديده والسازكار والأوج.
3 ــ داود حسني (1852-1937)
اسمه الرسمي "دافيد حاييم ليفي"، ولد بالقاهرة لأسرة من طائفة اليهود القرائين، وتلقى تعليمه بمدرسة الفرير، التقى بعبده الحامولي، وتأثر بأسلوب محمد عثمان في الأداء والتلحين. يعدُّ أوّل من أسَّس لأوبرا عربيَّة كاملة حين قدم "شمشون ودليلة" و"ليلة كيلوباترا"، كما حول مسرحية "الست هدى" لأحمد شوقي إلى عمل أوبرالي.
4 ــ محمد عثمان (1855-190)
يرجع إليه الفضل في تطوير الدور الغنائي وتحديد ملامحه حين أدخل عليه حوارًا بديعًا بين المغني وجماعة المنشدين. سافر إلى تركيا في رحلةٍ فنيّةٍ، وكان أوّل من استخدم مقام "الشوق افزا" في الأغنية العربية.
5 ــ كامل الخلعي (1870-1938)
والده أحد الضباط بالإسكندرية. اهتمَّ بالثقافة والأدب والفن منذ سن صغيرة. كان يتردَّد على أمسيات تُعقد في دار السيد توفيق البكري؛ وهناك التقى بأحد أعلام الموسيقى بالشام هو الشيخ أحمد أبوخليل القباني، الذي اكتشف موهبته. ويُعدُّ من أوائل مؤلّفي الكتب الموسيقية، إذ له ثلاثة كتب، هي "الموسيقى الشرقية" و"نيل الأماني في ضروب الأغاني" و"الأغاني العصرية".
6 ــ أبو العلا محمد (1878-1927)
بدأ حياته قارئًا للقرآن، ثمَّ اتَّجه للغناء، وكان من القلائل الذين يجيدون أداء المواويل. لمعَ اسمه بين أشهر مطربي عصره، مثل سيّد الصفتي وعلي السبع. اتّجه للتلحين، وصار معلمًا للعديد من نجوم الغناء العربي، مثل أم كلثوم التي تعلمت على يديه في بدايتها، وغنت له العديد من الألحان مثل: "وحقك أنت المنى والطلب" و"الصب تفضحه عيونه".
7 ــ منيرة المهدية (1885-1967)
ولدت في الزقازيق، وتلقت مبادئها بمدرسة الراهبات. انتقلت للقاهرة، وغنت في بعض مقاهي شارع عماد الدين، فسمعها الشيخ سلامة حجازي، وقدم لها الدعم اللازم. انتقلت للتمثيل في فرقة عزيز عيد، قبل أن تكوّن فرقتها الخاصة التي قدمت من خلالها بعض الروايات المترجمة والمصرية. من أغانيها "أسمر ملك روحي" و"يمامة حلوة ومنين آجيبها".
إقرأ أيضاً:عن موجة فرق مستقلّة ملأت مصر بعد ثورة يناير
8 ــ سيد درويش (1892-1923)
كان والده نجارًا بسيطًا، ألحقه بالكتاب ليحفظ القرآن. استكمل دراسته بالمعهد الديني، وكان شغوفًا بالإنشاد الديني. عمل في بعض المهن البسيطة، وكان يغني لزملائه في العمل، وتصادف أن سمعه أثناء ذلك الممثل أمين عطا، فأعجب بصوته ودفعه إلى الانضمام لفرقة أخيه أمين عطا المسرحية، حيث سافر مع الفرقة مرتين إلى الشام سنة 1909 و1912، فتهيأت له فرصة تعلم الموسيقى من عثمان الموصلي. تتميَّز ألحانه بأنها تعبر عن روح الشعب؛ فعالج مشكلاته في بعض أغانيه مثل "الشيالين" و"السقايين"، كما تفاعل مع ثورة 1919، فأسهم فيها بأغانيه الوطنية والحماسية.
9 ــ محمد القصبجي (1892-1966)
كان والده الشيخ علي القصبجي منشدًا وقارئًا وملحنًا معروفًا بالقاهرة. درس محمد في الأزهر لمدة عامين، وأتم تعليمه بمدرسة المعلمين. انضم إلى تخت محمد العقاد الكبير، ثم لحن لمنيرة المهدية بعض الطقاطيق سنة 1920 مثل "بعد العشا"، و"شال الحمام". تعرف على أم كلثوم سنة 1924 ولحن لها أكثر من 100 أغنية، كان آخرها "رق الحبيب".
10 ــ عبده بقطر (1894- 1971)
اسمه عبد الفتاح، والده أحد علماء الأزهر هو الشيخ مصطفى بقطر. حفظ القرآن في السابعة. وتعلَّم الموسيقى على يد الشيخ علي القصبجي، عاصر سيّد درويش وكامل الخلعي وتأثَّر بهما. اتجه للتلحين. ومن أشهر موشحاته "شاغلي بالحسن بدر" و"أنت سلطان الملا".
11 ــ زكريا أحمد (1896-1961)
ولد بالقاهرة، وتلقى تعليمه بالأزهر، وبدأ حياته الفنية منشدًا. وفي عام 1922 اتجه إلى تلحين بعض الطقاطيق لكبار المطربين أمثال منيرة المهدية ونعيمة المصرية. ثم اتجه للمسرح الغنائي بعد أن تعاون مع فِرَق مسرح علي الكسار وعكاشة وعزيز عيد. وقدم العديد من الألحان الوطنية الجادة المميزة مثل "يا أرض رجي وزلزلي عرض الطغاة الظالمين" من فيلم "قراقوش".
12 ــ إبراهيم شفيق (1896- 1966)
لقبه المصريون بـ"البلبل الصغير"، وُلد لأسرةٍ عريقة بالقاهرة، واهتمَّ مبكرًا بالفن. اعتزل الغناء في 1926، وانتخِبَ نقيبًا للموسيقيين في 1929، كما أنشأ معهدًا خاصًا لتعليم الموسيقى في 1934.
إقرأ أيضاً:هكذا تطوّر النشيد الوطني المصري
عبده الحامولي (1841-1901): كان والده من كبار تجار اللبن في مدينة طنطا، وقد قاوم رغبة ابنه في الغناء، ففرَّ عبده من والده إلى منية القمح، حيث التقى بالمعلم شعبان، وتعلم منه أصول الغناء، ثم رحل بصحبته إلى القاهرة، حيث عملا سويًا في قهوة عثمان أغا بحديقة الأزبكية، فعرفه الناس. ثم انفصل عن المعلم شعبان، وأنشأ فرقته الخاصة. ثم ذاع صيته حتى بلغ الخديوي إسماعيل، فقربه منه، بل إنه اصطحبه معه إلى تركيا.
يوسف المنيلاوي (1850-1911): ولد بالقاهرة لأسرة متدينة، دفعته لحفظ القرآن وتجويده. كان شغوفًا بالإنشاد الديني، حتى صار منشدًا مميزًا يستدعيه الناس لأحياء المولد النبوي وسهرات رمضان. استمع إليه عبده الحامولي ومحمد عثمان فأعجبا بصوته وشجعاه على غناء الأدوار؛ فأبدع فيها، وسجل منها "أكذب نفسي عنك فيما أرى"، و"من قبل أن أهوى الجمال" وغيرهما.
1 ــ سلامة حجازي (1852-1917)
ولد الشيخ سلامة بالإسكندرية، وكان مؤذنًا في مسجد الأباصيري قبل عصر الميكروفونات، فقويت أوتاره الصوتية. اتجه إلى الموسيقى عبر العزف على آلة "السلامية". وقد بدأ محمد عبد الوهاب حياته الفنية بألحان حجازي، مثل "ويلاه ما حيلتي"، و"عذبيني فمهجتي بين يديك"، و"أتيت فألقيتها ساهرة".
2 ــ إبراهيم القباني (1852-1927)
ولد بالقاهرة، وعشقَ الإنشاد الديني والعزف. عمل في وظيفةٍ حكوميّةٍ بعد حصوله على الابتدائية، ثم تركَ الوظيفة ليتفرَّغَ للغناء والموسيقى. طرق أنغامًا ومقامات لم يستخدمها أحد قبله، مثل: المستعار والبسنديده والسازكار والأوج.
3 ــ داود حسني (1852-1937)
اسمه الرسمي "دافيد حاييم ليفي"، ولد بالقاهرة لأسرة من طائفة اليهود القرائين، وتلقى تعليمه بمدرسة الفرير، التقى بعبده الحامولي، وتأثر بأسلوب محمد عثمان في الأداء والتلحين. يعدُّ أوّل من أسَّس لأوبرا عربيَّة كاملة حين قدم "شمشون ودليلة" و"ليلة كيلوباترا"، كما حول مسرحية "الست هدى" لأحمد شوقي إلى عمل أوبرالي.
4 ــ محمد عثمان (1855-190)
يرجع إليه الفضل في تطوير الدور الغنائي وتحديد ملامحه حين أدخل عليه حوارًا بديعًا بين المغني وجماعة المنشدين. سافر إلى تركيا في رحلةٍ فنيّةٍ، وكان أوّل من استخدم مقام "الشوق افزا" في الأغنية العربية.
5 ــ كامل الخلعي (1870-1938)
والده أحد الضباط بالإسكندرية. اهتمَّ بالثقافة والأدب والفن منذ سن صغيرة. كان يتردَّد على أمسيات تُعقد في دار السيد توفيق البكري؛ وهناك التقى بأحد أعلام الموسيقى بالشام هو الشيخ أحمد أبوخليل القباني، الذي اكتشف موهبته. ويُعدُّ من أوائل مؤلّفي الكتب الموسيقية، إذ له ثلاثة كتب، هي "الموسيقى الشرقية" و"نيل الأماني في ضروب الأغاني" و"الأغاني العصرية".
6 ــ أبو العلا محمد (1878-1927)
بدأ حياته قارئًا للقرآن، ثمَّ اتَّجه للغناء، وكان من القلائل الذين يجيدون أداء المواويل. لمعَ اسمه بين أشهر مطربي عصره، مثل سيّد الصفتي وعلي السبع. اتّجه للتلحين، وصار معلمًا للعديد من نجوم الغناء العربي، مثل أم كلثوم التي تعلمت على يديه في بدايتها، وغنت له العديد من الألحان مثل: "وحقك أنت المنى والطلب" و"الصب تفضحه عيونه".
7 ــ منيرة المهدية (1885-1967)
ولدت في الزقازيق، وتلقت مبادئها بمدرسة الراهبات. انتقلت للقاهرة، وغنت في بعض مقاهي شارع عماد الدين، فسمعها الشيخ سلامة حجازي، وقدم لها الدعم اللازم. انتقلت للتمثيل في فرقة عزيز عيد، قبل أن تكوّن فرقتها الخاصة التي قدمت من خلالها بعض الروايات المترجمة والمصرية. من أغانيها "أسمر ملك روحي" و"يمامة حلوة ومنين آجيبها".
إقرأ أيضاً:عن موجة فرق مستقلّة ملأت مصر بعد ثورة يناير
8 ــ سيد درويش (1892-1923)
كان والده نجارًا بسيطًا، ألحقه بالكتاب ليحفظ القرآن. استكمل دراسته بالمعهد الديني، وكان شغوفًا بالإنشاد الديني. عمل في بعض المهن البسيطة، وكان يغني لزملائه في العمل، وتصادف أن سمعه أثناء ذلك الممثل أمين عطا، فأعجب بصوته ودفعه إلى الانضمام لفرقة أخيه أمين عطا المسرحية، حيث سافر مع الفرقة مرتين إلى الشام سنة 1909 و1912، فتهيأت له فرصة تعلم الموسيقى من عثمان الموصلي. تتميَّز ألحانه بأنها تعبر عن روح الشعب؛ فعالج مشكلاته في بعض أغانيه مثل "الشيالين" و"السقايين"، كما تفاعل مع ثورة 1919، فأسهم فيها بأغانيه الوطنية والحماسية.
9 ــ محمد القصبجي (1892-1966)
كان والده الشيخ علي القصبجي منشدًا وقارئًا وملحنًا معروفًا بالقاهرة. درس محمد في الأزهر لمدة عامين، وأتم تعليمه بمدرسة المعلمين. انضم إلى تخت محمد العقاد الكبير، ثم لحن لمنيرة المهدية بعض الطقاطيق سنة 1920 مثل "بعد العشا"، و"شال الحمام". تعرف على أم كلثوم سنة 1924 ولحن لها أكثر من 100 أغنية، كان آخرها "رق الحبيب".
10 ــ عبده بقطر (1894- 1971)
اسمه عبد الفتاح، والده أحد علماء الأزهر هو الشيخ مصطفى بقطر. حفظ القرآن في السابعة. وتعلَّم الموسيقى على يد الشيخ علي القصبجي، عاصر سيّد درويش وكامل الخلعي وتأثَّر بهما. اتجه للتلحين. ومن أشهر موشحاته "شاغلي بالحسن بدر" و"أنت سلطان الملا".
11 ــ زكريا أحمد (1896-1961)
ولد بالقاهرة، وتلقى تعليمه بالأزهر، وبدأ حياته الفنية منشدًا. وفي عام 1922 اتجه إلى تلحين بعض الطقاطيق لكبار المطربين أمثال منيرة المهدية ونعيمة المصرية. ثم اتجه للمسرح الغنائي بعد أن تعاون مع فِرَق مسرح علي الكسار وعكاشة وعزيز عيد. وقدم العديد من الألحان الوطنية الجادة المميزة مثل "يا أرض رجي وزلزلي عرض الطغاة الظالمين" من فيلم "قراقوش".
12 ــ إبراهيم شفيق (1896- 1966)
لقبه المصريون بـ"البلبل الصغير"، وُلد لأسرةٍ عريقة بالقاهرة، واهتمَّ مبكرًا بالفن. اعتزل الغناء في 1926، وانتخِبَ نقيبًا للموسيقيين في 1929، كما أنشأ معهدًا خاصًا لتعليم الموسيقى في 1934.
إقرأ أيضاً:هكذا تطوّر النشيد الوطني المصري