شمال سيناء بلا كهرباء وماء واتصالات منذ أسبوعين

21 يوليو 2017
تعرّضت القوى الأمنية لاعتداءات عدة أخيراً (أحمد السيد/الأناضول)
+ الخط -
مع استمرار المعارك بين الجيش المصري وتنظيم "ولاية سيناء" (الذي بايع داعش) في مدينتي رفح والشيخ زويد، انتقلت اعتداءات الأخير إلى مناطق جنوب العريش، في معضلة جديدة بالنسبة للجيش. وازدادت الاعتداءات من دون أن تردعها عشرات الكمائن والارتكازات الأمنية المنتشرة. وكان آخر تلك الاعتداءات، تفجير مدرعة على الطريق الساحلي مما أسفر عن مقتل خمسة عسكريين وإصابة آخرين.

في هذا السياق، أشار مراقبون من أبناء المنطقة، إلى أن "الجيش لم يتمكن من السيطرة على مناطق واسعة وقعت في يد التنظيم، منذ سنوات جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، رغم التفوق العددي والعتاد لصالح الجيش، واستعانته بمجموعات عسكرية قبلية، لتعويض ما يحتاجه من معرفة بجغرافيا ودروب سيناء. إلا أن ذلك لم يغير من الواقع".

وفي تفاصيل الوضع الميداني جنوب العريش، قالت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" إن "خلايا التنظيم باتت تتمركز منذ عامين تقريباً في منطقة الطريق الدائري لمدينة العريش، وتحديداً في مناطق المسمي وأبو طبل وجنوب قرية السبيل، ومزارع الزيتون المنتشرة في تلك المنطقة". وأوضحت المصادر أن "التنظيم يتحرك في مناطق الجنوب بشكل شبه مريح، كتحركاته جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، لناحية استخدام السيارات رباعية الدفع، والتنقل إلى وسط المدينة والعودة بكل أريحية". وأشارت إلى أن "قوات الجيش حاولت مراراً الوصول إلى تلك المناطق، إلا أنها فشلت بسبب صدّ التنظيم للحملات العسكرية وإلحاق أضرار بشرية ومادية في صفوف الجيش، وكذلك تأثير التجربة السلبية في الهجوم البري على التنظيم في مناطق جنوب رفح والشيخ زويد طيلة السنوات الماضية".

وذكرت بأن "الجيش يكتفي غالباً بالضربات الجوية بين الفينة والأخرى، إلا أنها من الواضح لا تؤتي ثمارها، في ظل استمرار اعتداءات التنظيم، ومعرفة تحركات قوات الأمن، عبر قتل عشرات أمناء الشرطة من خلال الاغتيال عبر معرفة أماكنهم ومواعيد تحركهم. فمنذ أيام، يحاول الجيش المصري فرض السيطرة على المنطقة، من خلال توجيه ضربات جوية لها، وإغلاق مداخل ومخارج المدينة، إلا أن هجمات التنظيم ما زالت مستمرة، إذ فجر خلال الأيام الثلاثة الماضية 5 آليات للجيش والشرطة، أدت إلى مقتل وإصابة 25 عسكرياً".



وتزامن ذلك، مع قطع متعمد وللمرة الأولى لشبكات الإنترنت والاتصالات مدة فاقت 48 ساعة شبه متواصلة، بينما حلقت الطائرات الحربية على مستويات منخفضة في كافة أرجاء مدينة العريش، مع استنفار أمني كامل لقوات الجيش والشرطة.

ولليوم الـ14 على التوالي، ما زالت مناطق محافظة شمال سيناء تعاني انقطاعاً تاماً في التيار الكهربائي والمياه، وانقطاع شبه دائم لشبكات الإنترنت والاتصالات. وذلك تزامناً مع دعوات إخلائها، بعد الهجوم الإرهابي على ارتكاز البرث الأمني الذي أدى لمقتل وإصابة عشرات العسكريين. فمنذ أسبوعين تعيش مدينتا رفح والشيخ زويد والقرى التابعة لها، أوضاعاً إنسانية حرجة؛ في ظل انقطاع الكهرباء والماء، بسبب استمرار العمليات العسكرية لقوات الجيش والشرطة وإضرارها بشبكات الكهرباء والماء الواصلة للمدينتين.

وأكدت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" أن "الجيش المصري يتعمّد منع طواقم الصيانة من الوصول إلى شبكات الكهرباء التي أصابتها الأعطال بسبب القصف المدفعي المتكرر على مناطق جنوب العريش وتتسبب بأضرار أيضاً على القطاعات الخدماتية في المنطقة. ويساور القلق أهالي سيناء، في ظل هذه السياسة المتعمدة في وقف أبسط مقومات الحياة من كهرباء وماء واتصالات، والتي تتزامن مع دعوات متنامية بضرورة إخلاء بقية مناطق رفح والشيخ زويد، بعد هجوم البرث الإرهابي".

في هذا السياق، اعتبر أحمد سعيد أحد سكان مدينة الشيخ زويد لـ"العربي الجديد"، أن "ما يجري يعتبر سياسة تطفيش متعمدة للسكان من مدينتنا ومدينة رفح المجاورة، وإلا ماذا يُسمُّى تركنا 14 يوماً من دون كهرباء، أو ماء، أو اتصالات".

مع العلم أنه ترتبت على أزمة الكهرباء وانقطاعها، أزمة في وصول المياه لمنازل المواطنين، بعدم القدرة على ضخ المياه إلى المنازل أو إيصالها عبر شبكات المياه المهترئة أصلاً في ظل عدم إعادة ترميمها من قبل الدولة المصرية. وقال أحد العاملين في شركة الكهرباء لـ"العربي الجديد" إن "العمليات العسكرية في سيناء تسببت في إلحاق أضرار جسيمة في شبكات الكهرباء والمياه، من خلال تجريف أعمدة الكهرباء وشبكاتها، وكذلك الحال مع خطوط المياه". وأوضح أن "قوات الأمن لا تهتم باتصالات الشركة في حال طلب تنسيق لدخول طواقهما للعمل في مدينتي رفح والشيخ زويد، مما يدفع المواطنين إلى الاعتماد على الجهود الشخصية في حل الأزمات".

ولفت إلى أن "أزمة الكهرباء في سيناء يمكن حلها في حال توافر قرار لدى قوات الأمن المسؤولة عن المنطقة بصفتها منطقة عسكرية مغلقة، أو بتدخل من إدارة المحافظة، لكن الواضح أنه هناك تعمّد في إبقاء المناطق في رفح والشيخ زويد في أزمة مستمرة، لم تكن موجودة قبل صيف 2013".


المساهمون