بدأت شركات النفط في نيجيريا تفقد الثقة في التوصل إلى اتفاق قريب مع المسلحين الذين تسببوا في خفض إنتاج البلاد من الخام، وهو ما ألقى شكوكا على تعافي الإنتاج في نيجيريا التي تعرف عادة بأنها أكبر بلد مصدر للخام في أفريقيا.
ومنذ الهجوم الكبير على خط أنابيب نفطي قبل ستة أشهر، توالت سلسلة من الهجمات التي أدت إلى فقد ما يزيد على 700 ألف برميل يوميا من النفط الخام، وهو أعلى مستوى في سبع سنوات.
وتحولت دفة الحديث في نيجيريا من التفاؤل بوقف إطلاق النار وتأكيد شركات النفط بأن الإصلاحات جارية، إلى تصريحات متحفظة من الحكومة وصمت من الشركات النفطية الكبرى.
وقال مصدر في قطاع النفط: "الناس يفقدون الأمل في المدى القصير"، متحدثا عن استئناف تصدير خامات النفط الرئيسية مثل فوركادوس وكوا إبوي.
وتابع: "لا نستطيع معرفة أي شيء بشأن توقيت عودة شركات النفط الكبرى مثل شل وشيفرون وإكسون موبيل وإيني".
وفي يونيو/حزيران، قال مسؤولون نيجيريون في أحاديث خاصة، إن هناك وقفا لإطلاق النار. لكن التفاؤل انحسر مع تصريحات وزير النفط إيمانويل إيبي كاتشيكو للصحافيين هذا الأسبوع، حينما قال "نجري محادثات، لكنها ليست بالأمر السهل. نحتاج إلى وقف لإطلاق النار"، في تناقض مع الاعتقاد السائد بسريان وقف لإطلاق النار.
وترجع تلك الأوضاع إلى مشكلات عميقة الجذور في منطقة دلتا النيجر التي تنتج الجزء الأكبر من نفط نيجيريا، حيث تشكو المجتمعات المحلية من التلوث وشح الفرص وما يقولون إنه نصيب غير كاف من إيرادات النفط الدولارية.
وإضافة إلى ذلك فهناك أزمة اقتصادية وحرب تخوضها الحكومة ضد تنظيم بوكو حرام في الشمال.
وقالت إيزابيلا دونيللي الباحثة في برنامج أفريقيا لدى كاثام هاوس بلندن: "من المرجح أنها البداية"، مشيرة إلى الاضطرابات. وتابعت "لن يأتي الحل بسرعة".
واستأنفت الحكومة هذا الشهر المدفوعات النقدية للجماعات التي توقفت في فبراير/شباط، أي قبل وقت قصير من اندلاع أسوأ أعمال عنف منذ بدء الدفع بموجب عفو يرجع لعام 2009. لكن الهجمات استمرت على أي حال.
وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها منتقمي دلتا النيجر، مسؤوليتها عن الجزء الأكبر من الهجمات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.