شكاوى من جودة النفط تهدد خطط زيادة الإنتاج بالعراق

09 ابريل 2014
حقل نفط بالعراق (Getty)
+ الخط -

تزايدت وتيرة شكاوى العملاء، في آسيا، من جودة النفط العراقي، مما قد يطرح خطط العراق بشأن التوسع في الإنتاج والمبيعات أرضاً، بعد سنوات من الاجتهاد سجلت خلالها الدولة المتهالكة مستويات قياسية عندما صدّرت للأسواق العالمية في فبراير/شباط الماضي نحو 2.8 مليون برميل.

وعزز تنامي الطلب العالمي طموح عضو أوبك في زيادة إمداداتها من خام البصر بنحو الثلث خلال العام الجاري، 2014، بعد ما تمكن من التغلب على مشكلات في الإمداد تسببت في الحد من صادرات خام البصرة الخفيف من مرافئ النفط في جنوب البلاد العام الماضي.

 لكن منذ ديسمبر/ كانون الأول، شكا ثلاثة مشترين في شمال آسيا من بينهم شركتا نفط حكوميتان في الصين من ارتفاع نسبة المياه في خام البصرة، وهو ما قد يعكس الحاجة إلى مزيد من التحديث للبنية التحتية النفطية في العراق، وإلا اضطر إلى إبطاء معدل التحميل مجددا.

وقال أحد المشترين، بعد أن طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، "الإنتاج أعلى في الواقع ولكن الوقت اللازم لفصل الرواسب والمياه ليس كافيا... كل ما يفعلونه هو نقل مشكلاتهم إلينا."

وقال المشترون الثلاثة إن نسبة المياه تراوحت بين 0.3 و1% في عدة شحنات يبلغ حجم كل منها مليوني برميل، وهو ما يسبب خسائر تصل إلى ثلاثة ملايين دولار لكل شحنة على فرض أن سعر الخام 100 دولار للبرميل.

ويمكن أن تقبل معظم المصافي نسبة المياه التي تصل إلى 1.0%، وعادة ما تترك هذه الشركات الخام الذي يحتوي على نسبة عالية من المياه في صهاريج لإتاحة الوقت لفصل السائلين والتخلص من المياه.

ولم يتضح على الفور سبب ارتفاع نسبة المياه في بعض شحنات خام البصرة الخفيف منذ ديسمبر/ كانون الأول رغم أن العراق يعمل على تدشين حقول نفطية جديدة لتعزيز إنتاجه.

وقال مسؤول بشركة نفط الجنوب الحكومية التي تشرف على إنتاج خام البصرة الخفيف إنه سيتعين إجراء المزيد من التحديثات لمنشآت معالجة النفط لحل هذه المشكلة.

 وأضاف المسؤول أن محطات المعالجة الحالية، للخام المنتج من حقول النفط الجنوبية في العراق، مصممة لمعالجة النفط الجاف وليس الممتزج بالمياه.

وظهرت مشكلة المياه قبيل بدء وصول صادرات جنوب العراق إلى مستويات قياسية جديدة بعد كفاح استمر سنوات للوفاء بالتزامات الإمداد رغم المرافئ المتقادمة وسعة التخزين غير الكافية.

 ووصلت صادرات خام البصرة الخفيف إلى أعلى مستوياتها في 35 عاما في فبراير/شباط حين بلغت 2.5 مليون برميل يوميا بزيادة بنحو الربع عن الشهر السابق، قبل أن تسجل تراجعا طفيفا في مارس/ آذار.

 ويتوقع أن تتعافى صادرات المرافئ الجنوبية في أبريل/ نيسان لتتجاوز 2.5 مليون برميل يوميا.

 وبدأت شركة لوك أويل الروسية الإنتاج التجاري من أحد أكبر حقول النفط غير المستغلة في العالم في نهاية مارس/ آذار مع اقتراب بغداد من هدف إنتاج هذا العام البالغ أربعة ملايين برميل يوميا. ومن المتوقع أن يصل إنتاج حقل غرب القرنة-2 العملاق الذي ينتج خام البصرة الخفيف إلى 1.2 مليون برميل يوميا في النهاية ارتفاعا من 120 ألف برميل في البداية.

 ومن شأن أعمال التطوير المقرر استكمالها في مرافئ نفط جنوبية في وقت لاحق هذا العام وتشغيل وحدات إنتاج جديدة أن يتيح للعراق شحن المزيد من الخام، وقد يستطيع الوفاء بالتزامات التعاقد التي تصل إلى 2.8 مليون برميل يوميا من خام البصرة الخفيف في النصف الثاني من 2014.

ووقع مشترون آسيويون بقيادة الصين والهند عقودا سنوية لشراء نحو 60 في المائة من صادرات خام البصرة هذا العام، أي كل الزيادة تقريبا في إنتاج العراق عام 2014 تحت إغراء السعر التنافسي الذي وضعته شركة تسويق النفط الخام.

ولكن مع ظهور مشكلة المياه وتباطؤ معدل التحميل في بعض الأحيان يواجه العراق خطر اهتزاز سمعته التي اكتسبها على مدى السنوات القليلة الماضية.

المساهمون