شربل خليل... الجدل ليس بالأمر "الجديد"

16 أكتوبر 2018
أساء خليل قبل أشهر للاجئين السوريين في لبنان (فيسبوك)
+ الخط -
منتصف الأسبوع الماضي، عرض برنامج "قدح وجم" على قناة الجديد اللبنانية مشهداً كوميدياً، وصف بأنه استهزاء بالمقدسات الإسلامية، والكعبة. لم تكن المرة الأولى لمحاولة معد ومقدم هذا البرنامج، شربل خليل، الإساءة للأديان. تاريخ شربل خليل في هذا النوع من البرامج حافل، وينم عن قلة دراية في كيفية تناول بعض المقدسات، وإثارة النعرات الطائفية التي يدينها القانون في لبنان، وحتى التهجم على اللاجئين، كما أنه يحصد انتقادات لاذعة كل مرة.
بعد تقديم الحلقة، بدأت التعليقات على صفحات الميديا البديلة التي تطالب باعتذار من قبل المحطة وصولاً إلى اتخاذ قرار بإيقاف البرنامج، وعمد البعض إلى نشر فيديوهات تطالب بالاقتصاص من خليل بسبب ما قام به.
قبل سنوات، بدأ شربل خليل ببرنامج نقدي ساخر على شاشة lbci اللبنانية، وانتقل بعدها إلى برنامج آخر بعنوان "دمى قراطية"، حيث كان ينتقد السياسيين بطريقة جيدة في مواقفهم، أو ظروف معينة يجتازها لبنان أو المنطقة. أما اليوم، تأتي محاولات شربل خليل للسخرية كنوع من المواقف الشخصية ضد هؤلاء أو ضد مواقفهم، من دون محاولة المراجعة لما يترتب على "نكتة" أو "سكيتش" كوميدي، بحسب مفهوم خليل، من تداعيات بعضها كاد يشعل الشارع في لبنان، وآخرها حمّل خليل والمحطة التي يعمل بها مزيداً من ردود الفعل القاسية، لتصدر قناة الجديد اللبنانية بيانًا تعتذر فيه من الذين أساء لهم "سكتش" خليل مؤخراً.
أمس، ظهراً، تقدم مجموعة من المحامين اللبنانيين بشكوى قضائية ضد شربل خليل وقناة الجديد، بتهمة إثارة النعرات المذهبية والعنصرية والحث على النزاع بين الطوائف، وطالب المحامون بتشديد العقوبات وإحالة القضية أمام المراجع المختصة وتوقيف المتهمين الذين شاركوا في المشهد والغناء.
ليست المرة الأولى التي يقع فيها شربل خليل في فخ الإساءة للأديان أو للأشخاص. قبل ثلاثة أشهر، اتُّهم خليل بالإساءة إلى الطائفة الشيعية بعدما تناول الكلام عن حادث سير أدى إلى اختراق سيارة واجهة صيدلية في الضاحية الجنوبية في بيروت، حيث اقتحمت سيارة مسرعة تقودها سيدة صيدلية تسمى "القائم"، محولاً الحادث إلى مادة في برنامجه مع إيحاءات جنسية، من خلال اللعب على اسم الصيدلية، باعتباره سبب جنوح السيارة عمداً باتجاهها متناولاً اسم "القائم" بطريقة تهكمية؛ الأمر الذي رفضه كثيرون نظراً إلى أن الاسم واحد من ألقاب المهدي وفق معتقدهم، ولم تهدأ النفوس إلا بعد أن قامت محطة الجديد بالاعتذار من الذين أُسيء لهم، كما فعلت أمس، لكن يبدو أن الدعوى المقدمة من قبل محامين لم تأخذ اعتذار الجديد على محمل الجدّ ووضعت ضمن القضية اسم مالك المحطة وممولها تحسين خياط واتهامه بأنه يعطي خليل مجالاً للتطاول على الناس والسير بالاتجاه الطائفي.
وطالب مفتي الجمهورية في لبنان عبد اللطيف دريان وسائل الإعلام، وخاصة المرئية، بعدم التعرض للمقدسات الإسلامية والمسيحية بأي شكل من الأشكال، لأنها تمس مشاعر جزء من اللبنانيين وتستفزهم، وتشعل نار الفتنة في برامج اعتبروها مرفوضة أخلاقياً ووطنياً ودينياً، ودعا قناة الجديد إلى إيقاف مثل هذه البرامج المسيئة، والاعتذار من جمهور المسلمين والمواطنين عن هذه الخطايا التي تخدم أعداء الوطن وتساهم في الفوضى، وطالب القضاء اللبناني المختص أن يعتبر هذا الموقف إخباراً لإجراء المقتضى ومحاسبة كل من هو متورط في هذا العمل المشين.

المقطع الذي دفع بعض المحامين إلى شكوى كان قبل يومين من اتهام خليل بالذكورية بعدما قدم "سكتشاً" آخر اعتبر أنه إساءة للنساء. وكذلك عرض خليل في إبريل/نيسان الماضي أغنية اعتبرت اساءة للاجئين السوريين في لبنان حملت عنوان "صرنا نحنا المغتربين" وبينت عن عنصرية تصدى لها رواد المواقع الإلكترونية. لكن، في المقابل، كثير من المتابعين، حتى وإن اختلفوا مع ما يقدمه خليل، يبقى الأمر بالنسبة إليهم مرتبطاً بسؤال الحريات، وأحقية أحدٍ ما في محاكمة خليل.
المساهمون