شاهدة تكشف عن تفاصيل في ملف أموال ليبيا المنهوبة

29 يونيو 2016
مبنى غولدمان ساكس في نيويورك الأميركية (Getty)
+ الخط -

قالت شاهدة محكمة، مساء الثلاثاء، إن النائب السابق لرئيس صندوق الثروة الليبي صرخ وسب في وجه مصرفيي مصرف غولدمان ساكس الاستثماري الأميركي، خلال اجتماع عاصف بشأن تداولات مشتقات جرت بناء على نصيحة البنك، قبل أن يتضح في نهاية المطاف أنها عديمة القيمة.

وتحاول المؤسسة الليبية للاستثمار، في الدعوى المنظورة أمام المحكمة العليا في لندن، استعادة 1.2 مليار دولار من غولدمان ساكس تتعلق بتسعة تداولات محل نزاع جرت في 2008.

وتقول المؤسسة إن غولدمان ساكس استغل سذاجتها المالية، بأن كسب ثقتها في بادئ الأمر، ثم شجعها على القيام باستثمارات عالية المخاطر وبلا قيمة.

وينفي غولدمان ساكس هذه المزاعم، حيث يقول إن التداولات المذكورة "لم تكن عصيّة على الفهم".

واستدعت المؤسسة كشاهد أخير لها، كاثرين مكدوغال، المحامية السابقة في مكتب المحاماة ألين آند أوفري، الذي انتدبها في يوليو/تموز 2008، لمساعدة المؤسسة الليبية في تقييم فريقها القانوني، وتوفير التدريب له.

وقالت مكدوغال إنها استشفت من أحاديثها مع طاقم المؤسسة الليبية للاستثمار، خاصة أعضاء قسم الأسهم، "أنهم لا يعلمون بالضبط ما الذي اشتروه. كان لديهم انطباع بأنهم اشتروا أسهما أو "أشباه أسهم".

وقالت إنها تحدثت عن ذلك مع المؤسسة ومع ألين آند أوفري، وأيضا مع غولدمان ساكس بعد ذلك.

وأوضحت مكدوغال للمحكمة أن خبرتها في المشتقات كانت محدودة في ذلك الوقت، لكن خبرة المسؤولين التنفيذيين في المؤسسة الليبية بدت أقل منها، مؤكدة أنهم لم يكونوا على علم بطريقة عمل المشتقات، ولا بخيارات البيع والشراء.

وأضافت، أن رد أحد مسؤولي المؤسسة عندما سألت في يوليو/تموز 2008 عن نوع الفحص الفني، الذي تم قبل إجراء المعاملات، كان: "فحص ماذا؟". لكنها قالت إن ذلك جرى خلال اجتماع، وإنها لا تذكر اسم المسؤول.


وقالت، في شهادتها، إنها شعرت بأن "غولدمان ساكس استغل، بطريقة غير عادلة، نقص الخبرة لدى المؤسسة الليبية للاستثمار... وباعها ما قيمته مليار دولار من منتجات مشتقات لم يكن بوسع المؤسسة فهمها".

لكن روبرت مايلز، المحامي عن غولدمان ساكس، قال ردا على مكدوغال إن مسؤولي المؤسسة تظاهروا بعدم فهم التداولات "من أجل إعفاء أنفسهم من المسؤولية".

وقالت مكدوغال إن فريق الأسهم في المؤسسة الليبية بدا واثقا ثقة عمياء في يوسف كباج، المصرفي الذي كان حلقة الاتصال الرئيسية بين غولدمان ساكس والمؤسسة الليبية، وإنهم اعتمدوا بشكل تام على مشورته.

وأضافت: "أعتقد أنهم لم يفهموا قدر ما قد يجنيه السيد كباج شخصيا من علاقته معهم. كانوا منفتحين جدا ومرحبين جدا ووثقوا بالناس. اعتقدوا أنه كان صديقا لهم".

ولم يعد كباج يعمل لدى غولدمان ساكس، لكنه وقّع اتفاق محافظة على السرية مع البنك. وقد تحدث مرة إلى وسائل الإعلام، لكنه رفض تكرار ذلك متعللا باتفاق السرية.

ويقول غولدمان ساكس، إن علاقته مع المؤسسة الليبية للاستثمار كانت في كل الأوقات "علاقة طرفين مستقلين يقفان على قدم المساواة".

وأكدت مكدوغال، في شهادة مكتوبة، أنها أبلغت مصطفى زرتي، نائب رئيس المؤسسة آنذاك، أنها لا ترى "أي ميزة" في المعاملات.

وأشارت إلى أنها حضرت اجتماعا بين زرتي وكباج وزميله نيك بينتريث، لافتة إلى أن زرتي فقد أعصابه وسبّ الرجلين، مهددا "بإلحاق الأذى بعائلتيهما".

وتابعت: "احمر وجهه كما في فورة غضب ووثب فجأة أمامي... ثم بدأ يصرخ في وجه السيد كباج والسيد بينتريث، ويسبهما سبا شديدا".

ولم يعد زرتي يعمل في المؤسسة الليبية للاستثمار.

وأشار مايلز إلى وثائق قدمها غولدمان ساكس للمؤسسة أظهرت طبيعة الصفقات، وشرحت بوضوح الملابسات التي قد تسفر فيها التداولات عن خسائر مالية.

ويبدأ غولدمان ساكس دفاعه يوم غد الخميس.

المساهمون