شانتال آكرمان.. انتحار من الجهة الأخرى

06 أكتوبر 2015
(1950 - 2015)
+ الخط -

انتحرت المخرجة السينمائية البلجيكية، شانتال آكرمان، في وقت متأخّر من ليلة أمس الإثنين في باريس، عن عمر يناهز 65 عاماً، واضعةً حدّاً لمسيرة إبداعية "طليعية" وعشرات الأفلام الروائية والوثائقية طبعت المشهد السينمائي في بلجيكا وفرنسا.

كانت آكرمان، المولودة في بروكسيل عام 1950، دخلت عالم السينما مبكّراً وبطريقة عنيفة ومُزَلزِلة - وعمرها لم يتجاوز 17 عاماً - بفيلم قصير أثار ضجّة كبرى آنذاك، بعنوان "أفجّر مدينتي" (1968).

في الفيلم، صوّرت آكرمان نفسها في المطبخ وهي تدمّر محتوياته بعنف، لتضع في النهاية رأسها في الفرن مُشعلة عود ثقاب ومُحدِثة انفجاراً يعقبه ظلام دامس، وهو المشهد الذي يحيل بشكل فاجع وغريب إلى قرارها وضع حدّ لحياتها بالانتحار بعد 47 عاماً من كتابتها لهذا المشهد وتجسيده.

طيلة مسيرتها السينمائية، كانت مسكونة بهاجس البحث عن أسلوب شخصي، فتقارَب أسلوبها مع أعمال السينمائيين الأمريكيين التجريبيين، مثل مايكل سنو وستان براكاج وآندي وارول. كما استلهمت الكثير من أعمالها من الرواية والفن المعاصرَين؛ حيث أظهرت في أفلامها متابعة لهما قلّما نجدها لدى سينمائيين آخرين.

أخرجت آكرمان عشرات الأفلام الروائية والوثائقية، وكانت تفاجئ النقاد والمتتبّعين في كل عمل جديد. من أهم أفلامها "أنا، أنتَ، هو وهي" (1974) و"جان ديلمان، 23 رصيف التجارة" (1975) و" الثمانينيات الذهبية" (1986) و"السجينة" الذي اقتبسته عن قصة للكاتب الفرنسي مارسيل بروست.

كما أخرجت ثلاثية وثائقية مهمّة استلهمت فيها طرق الاشتغال في الفن المعاصر، حملت عناوين "من الشرق" و"جنوب" ثم "من الجهة الأخرى".

لعل العمل السينمائي الذي كرّسها كصوت أصيل في المشهد السينمائي الأوروبي والعالمي كان فيلم "1080، بروكسيل" (1975) حين تناولت الحياة اليومية لربة بيت تلتجئ إلى ممارسة الدعارة لإطعام طفلها الصغير، وكان له تأثير كبير على عدد من المخرجين العالميين.

من المنتظر أن ينزل فيلمها الأخير "نو رود موفي" إلى صالات العرض الفرنسية في الأسابيع القادمة، وتتناول فيه الأيام الأخيرة لوالدتها، وهو الفيلم الذي عُرض مؤخراً في مهرجان "لوكارنو" السينمائي.



اقرأ أيضاً: يوست زفاخرمان: أن لا تختفي أبداً

دلالات
المساهمون