شاشة ضارية

05 ابريل 2015
لقطة من "حكايات ضارية"
+ الخط -

في الحكاية الأولى من فيلم "حكايات ضارية" (Wild tales)، لمخرجه وكاتبه الأرجنتيني دميان سيفرون، والذي انطلقت عروضه في صالات السينما العالمية شباط/ فبراير الماضي، يقوم غابرييل (الموسيقي المغمور قبل أن يصبح طياراً) بإرسال تذاكر رحلة مجانية إلى صديقته السابقة وصاحبه الذي خانه معها، ومعلمته في المدرسة، والصحافي الذي كتب نقداً سيئاً عن موسيقاه ذات يوم، وزميله أيام المدرسة، ومديره في العمل وآخرين غيرهم.

يجمعهم في طائرة، هو قائدها، يقفل قمرة القيادة، ويهوي بها واضعاً حداً لحياة من خذلوه ولحياته بالطبع.

في واقعنا، الضاري أيضاً، تابعنا الأسبوع الماضي تفاصيل سقوط الطائرة الألمانية. أندرياس لوبيتز مساعد الطيار المسؤول عن المأساة، كان قد أقفل قمرة القيادة، بالضبط كما فعل غابرييل في "حكايات ضارية"، وتعمّد إسقاطها لتتحطّم فوق جبال الألب وعلى متنها 150 راكباً.

تزامُن مأساة الطائرة مع خروج فيلم سيفرون إلى صالات السينما، يجعلنا نتساءل إن كان لوبيتز قد شاهد هذا الفيلم قبل أن يقدم على فعلته، أم أنها محض "صدفة" (وأي صدفة)، ونكاد نميلُ بشدةٍ نحو الخيار الأول، ونفكّرُ كم هي ساحرة هذه الشاشة الذهبية، وكم هي مبدعة.. في التدمير.

دلالات
المساهمون