شادي المخترع الصغير الذي يحلم بالانضمام لـ "ناسا"

13 ابريل 2016
يحلم شادي بمواصلة مسيرة الابتكار والهجرة من مصر(Getty)
+ الخط -
بإصرار وعزيمة يعلن بوضوح أن جائزة نوبل ليست حلما بل هدف يسعى إليه بجهد وخطوات ثابتة، ورغم ما يواجهه المخترعون الصغار من عراقيل في مصر، إلا أنه يؤمن أن الفرد وإن لم يكن باستطاعته تغيير الرياح، يمكنه التحكم في شراع مركبه وتوجيهه إلى المكان الذي يريده. هو المخترع الصغير، شادي مصطفى (14 عاما) من مواليد محافظة السويس ويقيم حاليا في الإسكندرية ويدرس بالصف الثالث الإعدادي. 

يقول شادي لـ "العربي الجديد": بدأت اختراعاتي عندما كنت في العاشرة من عمري، حيث صممت نموذجا لمروحة كهربائية صغيرة تقوم بدور التهوية والشفط، وحصلت بها على لقب المخترع الصغير من الإدارة التعليمية بالسويس، شجعتني أمي على الاستمرار والسماح بفك كل الأجهزة المنزلية وإعادة تركيبها وحثتني على البحث وقراءة المجلات العلمية، كما أن قربي من مكتبة الإسكندرية ساعدني كثيرا في الاطلاع حتى تعمقت وأحببت الفيزياء الفلكية.

ويوضح سبب تعلقه بالفيزياء الفلكية فيقول: طريق الابتكارات يبدأ "بالتشتت" حيث يقوم الباحث بتجارب في مجالات مختلفة حتى يستقر في تخصص يجد نفسه فيه، وقد اكتشفت شغفي بالفيزياء الفلكية وتعمقت في فيزياء الكم والنظرية النسبية ونظرية الأوتار، وأقوم بتقديم برنامج "الكون" على موقع يوتيوب.

ويتابع: وبسبب ميلي للبحث في الفضاء حاولت شراء تليسكوب لمتابعة النجوم والكواكب ولم أتمكن لارتفاع ثمنه، فحاولت صنعه بنفسي بعد البحث عن أساسيات صناعة التليسكوب لغاليليو، وقمت بشراء المواسير والاستعانة بمتخصصي صناعة عدسات النظارات، للحصول على عدسات بأبعاد بؤرية مختلفة حتى كان آخر ابتكار توصلت إليه؛ وهو "تليسكوب فضائي" من النوع الكاسر أطلقت عليه اسم "غاليليو2" وتمكنت من خلاله من رصد أربعة كواكب ( زحل- المشتري- الزهرة- المريخ) بالإضافة إلى سديم الفراشة وبعض الأجرام السماوية، ويتميز غاليليو 2 بأنه صغير الحجم وغير مكلف.



ويضيف: أمتلك حوالي عشرة ابتكارات ومنها، مكيف كهربائي يعمل بالثلج، وجهاز كشف المعادن والألغام، وبروجكتور يعمل بعدسات بأبعاد بؤرية مختلفة، وبسبب تكرار حوادث سقوط المنازل في الإسكندرية، توصلت إلى روبوت صغير الحجم يعمل بالطاقة الشمسية لإنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض، يدخل عبر فتحات صغيرة جدا للوصول إلى الأحياء وبالتالي يرسل إشارات لفريق الإنقاذ حتى لا تقترب الجرافات منهم والتي غالبا ما تكون السبب في وفاتهم، وكذلك صيدلية روبتية يتم التحكم بها عن بعد لمساعدة كبار السن في المنزل.

تم تكريمي من قبل وزارة التربية والتعليم ومكتبة الإسكندرية وحصلت على العديد من شهادات التقدير والدروع، وحصلت على تكريم من جامعتي الزقازيق والإسكندرية عن بحثي عن الكائنات الفضائية، بعد رصد رسوم في معبد أبيدوس توضح طبقاً طائراً وكائنات غريبة قد تكون هي من ساعدت القدماء المصريين في بناء حضارتهم، وأعد نفسي للاشتراك في مسابقة إنتل إيسف العام القادم بمشروع "ساتر هوائي" لحماية المدن من الفيضانات نصفه في الهواء والنصف الآخر على الأرض.

ومع هذا النجاح يفصح شادي المخترع الصغير، عن إحساسه بالإحباط بين الحين والآخر، يقول: المجتمع يقتل الباحثين ويدفعهم للهجرة، فمصر معروفة بهجرة علمائها بسبب إهمال الدولة للبحث العلمي وصعوبات الحصول على براءة اختراع، والتي قد تمتد لعامين وربما لا يُراجع وتتم سرقته، أضف إلى ذلك تحملي لتكاليف كل ما أحتاجه في أبحاثي، ودراسة مناهج شعارها "نعم للحفظ لا للفهم" تمثل إحباطا للباحثين العلميين، ولهذا تقدمنا نحن فئة صغار الباحثين بطلب لوزير التربية والتعليم بإضافة عشر درجات إلى المجموع أسوة بالرياضيين ولم يهتم بمطالبنا.

ولهذا كله أتمنى أن أنتهي من دراسة الثانوية العامة وأسافر لاستكمال دراستي بالخارج، ومواصلة حلم الالتحاق بوكالة ناسا الفضائية.

دلالات
المساهمون