سيغريد كاغ: نتطلّع إلى اتفاق لبناني قبل موعد الانتخابات

29 سبتمبر 2016
لبنان ليس محور الاهتمام الدولي حالياً (حسين بيضون)
+ الخط -
تنظر المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، سيغريد كاغ، بقلق أممي إلى الأوضاع العامة، وتحذر من استمرار المسؤولين اللبنانيين في إضاعة الفرص خلال هذه اللحظات الحرجة التي يمر بها العالم أجمع، بسبب ارتدادات الأزمة السورية على البلدان المحيطة وعلى التزامات المجتمع الدولي تجاه الشعب السوري والبلدان المضيفة لهم. وتؤكد كاغ أن "لبنان ليس محور الاهتمام الدولي، وهناك الكثير من الدول المؤثرة في العالم غير معنية بأوضاع لبنان الداخلية حالياً".

وقد تصدر الهاجس الأمني حديث المسؤولة الأممية خلال حوار جمعها والمنسق المقيم للأمم المتحدة، ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، فيليب لازاريني، مع ممثلي وسائل الإعلام في لبنان، أمس الأربعاء. وتحدثت فيه عن حالة الهدوء على حدود لبنان الجنوبية مع فلسطين المحتلة وعن جهود مكافحة التطرف. وأكدت كاغ أن "التسليم بأمر الأمن في لبنان واعتباره مضموناً ودائماً غير صائب. والهدوء على حدود لبنان الجنوبية لا يعني الاستقرار، والدبلوماسية المباشرة والناعمة هي التي تعزز تطبيق القرار 1701 وتبقي حدود لبنان الجنوبية هادئة".

ومع اكتشاف كميات تجارية من النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية والإسرائيلية، تنظر كاغ إلى هذا الأمر بصفته عاملاً مشجعاً على الاستقرار "لأنه يحقق الإنماء في لبنان وكذلك في إسرائيل"، على حد تعبيرها.
وبالنسبة للخطر الأمني الثاني الذي يأخذه المجتمع الدولي بعين الاعتبار في لبنان، وهو التطرف، شددت كاغ على الدعم المباشر والجدي للجيش اللبناني نتيجة التواصل الدائم مع نائب رئيس الحكومة، وزير الدفاع، سمير مقبل، وأكدت الاهتمام بملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ودعت إلى مقاربة شاملة لاستراتيجية مكافحة التطرف، وعدم حصر الأمر بالجهد الأمني فقط، "بل العمل اجتماعياً وإنسانياً وتعزيز مفهوم الدولة لمكافحة أسباب نشوء هذا التطرف".

وقد أشار لازاريني في حديثه إلى أن "70 في المائة من اللاجئين السوريين والنسبة نفسها من اللاجئين الفلسطينيين، وحوالي 40 في المئة من اللبنانيين، يعيشون تحت خط الفقر في لبنان، وهذه النسب هي مفتاح للتوتر".
وفي مقابل استراتيجية "السياسات المبنية على الوقائع" التي تنتهجها الأمم المتحدة، تعرب المسؤولة الأممية عن خيبتها من "تأثير الخلافات السياسية على عمل النظام اللبناني". واعتبرت أنه "من غير المقبول أن أشهد شخصياً على خلاف علني لوزيرين يُفترض أنهما جزء من حكومة موحدة صاحبة خطة واحدة للتعامل مع أزمة اللجوء".

ورداً على سؤال لـ"العربي الجديد"، أكدت المسؤولة الأممية أن الدول المعنية بلبنان ومنظمات الأمم المتحدة مستعدة لمساعدة الحكومة، و"لكننا نحتاج للتعاطي مع حكومة موحدة، تتخذ قرارات جدية وتتابع تنفيذها".
وحذّرت كاغ مما اعتبرته مؤشراً خطيراً على تفكك النسيج الاجتماعي في لبنان "مع ملاحظة تغيّرات سكانية واسعة مبنية على أساس الانتماء الطائفي والسياسي للسكان". ودعت إلى "الالتزام بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدد (مايو/ أيار العام المقبل)، وعدم اللجوء لذريعة الوضع الأمني بهدف عدم إجراء الاستحقاق". وأعربت عن "تطلع المجتمع الدولي نحو تحقيق اتفاق داخلي قبل موعد الانتخابات"، ونوهت بـ"عقد رئيس مجلس النواب، نبيه بري، لطاولة الحوار الوطني التي ناقشت قضايا سياسية مهمة كقانون الانتخابات والانتخابات الرئاسية واللامركزية الإدارية وإنشاء مجلس الشيوخ". كما أعلنت كاغ عن قيامها بجولة قريبة تشمل طهران وموسكو والرياض لتشجيع البحث عن حل للأزمة، "لكن القرار في نهاية الأمر هو للبنانيين أنفسهم، والأمر ليس معقداً كعلم الصواريخ".

المساهمون