سيارات قاتلة في قفص الاتهام

01 ابريل 2014
ماري باري رئيسة جنرال موتورز (Getty)
+ الخط -

تتوالى أخبار في الصحف منذ سنوات عن سحب شركات السيارات العالمية بعض أنواع السيارات من الأسواق. يمر الخبر بشكل عادي، يظنه القارئ أنه يدخل من ضمن إجراءات استباقية لحماية المستهلك من حوادث السير، إلا أن الواقع في مكان آخر. إذ أن عيوب التصنيع في هذه السيارات تؤدي الى وفاة عدد من سائقيها، قبل سحبها من السوق من الشركة.

شركة "جنرال موتورز" تواجه المحكمة اليوم. وتواجه أيضا أهل ضحايا من توفي نتيجة عيوب السيارات التي أنتجتها.
وتحت عنوان "جنرال موتورز تواجه أسئلة عن العيوب المميتة في مفتاح تشغيل سياراتها من عائلات أعلنت الحداد على الأرواح التي زهقت" كتب، مايكل فليتشر، في واشنطن بوست اليوم الثلاثاء، مستعرضاً العيوب في صناعة السيارات ونتائجها المميتة.

الموت ليس صدفة

يقول تقرير الواشنطن بوست، أن، سارة تراوتفاين، 19 عاماً، فقدت السيطرة على سيارة الشيفروليه كوبالت الزرقاء، طراز 2005، على الطريق السريع قرب مدينة تشارلستون. وذلك بعد خروجها من منزلها متوجهة إلى زيارة الأصدقاء في يونيو/حزيران 2009.

قالت السلطات: إن سيارتها خرجت عن الطريق، فاصطدمت بشجرة. ​​توفيت، سارة فوراً.
ظنت عائلتها، أنها توفيت بسلام، بعدما نامت خلال قيادتها السيارة. ولكن، اهتزت عائلة، سارة، في الأسابيع الأخيرة، عندما علمت عن حوادث مماثلة مرتبطة بعيوب في مفتاح تشغيل السيارة في طرازات "كوبلت" وسيارات أخرى تنتجها "جنرال موتورز"، إضافة الى حوادث توقف السيارات خلال سيرها، وتصلب الفرامل وأنظمة التوجيه إضافة الى تعطّل أكياس الهواء.

"هذا موضوع جديد كلياً". يقول، فيل تراوتفاين، شقيق سارة "هذا نوع من الجنون".
في الأسبوع الماضي، علمت العائلة أن كيس الهواء في سيارة، سارة، لم يفتح عندما حصل الحادث، كما كان الحال بالنسبة لـ 13 شخصاً، لقوا حتفهم في حوادث تتعلق بعيوب في سيارات "جنرال موتورز".
ومع تعيين موعد لجلسات الاستماع العلنية، اليوم الثلاثاء، التي تتعلق بتعامل جنرال موتورز مع قضية العيوب في مفاتيح تشغيل السيارات، تراوتفاين، كان من بين أكثر من 20 شخصاً سافروا إلى واشنطن في ذكرى أقاربهم الذين لقوا حتفهم في سيارات جنرال موتورز.
اجتمع أفراد الأسرة مع الرئيسة التنفيذية لجنرال موتورز، ماري بارا، في مكاتب العاصمة لصناعة السيارات.
"لم تكن هناك عين جافة في الغرفة" قال، بوب هيليارد، المحامي الذي رفع دعوى ضد جنرال موتورز نيابة عن عائلات الضحايا.

التأخر في الإعلان عن العيوب

ويتابع تقرير، واشنطن بوست، أنه هذه المرة الأولى التي تستجوب فيها، بارا، حول السبب الذي أدى الى عدم معالجة العيب في سيارات شركتها.
وقالت، بارا، في شهادة مكتوبة، يوم أمس الاثنين، إلى المحققين في الكونجرس إنها تطرح السؤال نفسه: لا أستطيع أن أقول لكم، لماذا استغرق الأمر سنوات، كي يعلن عن العيوب المتعلقة بالسلامة. قالت بارا، التي تولت منصب الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال موتورز في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي. واعتذرت، بارا، عن إجراءات جنرال موتورز، وأضافت: أستطيع أن أقول لكم، إننا سوف نعرف الاسباب.
وقالت بارا: إنها ستستند الى "نتائج تحقيق داخلي يقوده المدعي العام الفيدرالي السابق، انطون فالوكاس، لمساءلة المسؤولين وللمساعدة على ضمان أن لا يحدث هذا الأمر مرة أخرى.
وتتوقع بارا، أن تواجه أسئلة صعبة من المشرعين تتعلق بأسباب تركيب مفاتيح التشغيل على الرغم من أنها لا تلبي جميع المواصفات الفنية لصناعة السيارات.
"هذه المعلومات تثير تساؤلات جديدة مهمة عمّا تعرفه جنرال موتورز، وعن آلية التعامل مع المخاطر الناجمة عن العيوب في مفاتيح التشغيل"، هذا ما كتبه النواب، هنري واكسمان، (كاليفورنيا)، ديانا نسهم (كولورادو) وجان شاكوسكي (ايلينوي)، في رسالة الى بارا، يوم الاثنين.

مشكلة أكياس الهواء

ويشير تقرير واشنطن بوست إلى أنه استدعي، ديفيد فريدمان، القائم بأعمال رئيس الادارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة، للادلاء بشهادته. فهذه الإدارة، هي تحت النار أيضاً لعدم بذل المزيد من الجهد، فيما يتعلق بالكشف عن العيوب، على الرغم من تزايد التقارير المتعلقة بالحوادث، وشكاوى المستهلكين، وأيضاً توصية رفعها عام 2007 أحد الموظفين لإجراء تحقيق واسع النطاق. ورفضت هذه التوصية بعد مراجعة لجنة من المسؤولين في إدارة السلامة المرورية.
"كان هذا الوضع صعباً بالنسبة للخبراء في مجال الفحص والتحقيقات والتكنولوجيا التي تنطوي على أكياس الهواء التي تم تصميمها للانتشار في بعض الحالات، ولكن ليس في الحالات التي لا تكون هناك حاجة إليها"، قال فريدمان في شهادته المعدة.
وأضاف، فريدمان، أن إدارة السلامة المرورية تشتبه بأن "جنرال موتورز لم تقدم المعلومات في الوقت المناسب ما يعد انتهاكاً للقانون الاتحادي، ويزيد من تعقيدات معالجة هذه المشكلة".

إلا أن الدعاوى القضائية، دفعت جنرال موتورز الى تجميع فريق من المهندسين لعرض المشكلة التي تشمل 2.6 مليون سيارة "شيفروليه كولبات" وخمسة نماذج سيارات صغيرة أخرى.

يوم الاثنين، أصدرت جنرال موتورز إشعاراً، حيث قالت الشركة: إن أكثر من 1.3 مليون سيارة في الولايات المتحدة تواجه خطر فقدان غير متوقع لنظام التوجيه المعزز آلياً، وأنها ستسحبها من السوق. وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي للسيارات التي تواجه العيوب الى أكثر من 6 ملايين سيارة.

تنبيه بعد الموت

توفيت، آمبر ماري روز، 16 عاماً، قبل ساعات من فجر 29 يوليو/تموز 2005، في مقاطعة تشارلز في ولاية ماريلاند. وروز، كانت تشرب الكحول ولم ترتد حزام الأمان. ولكن ضابط الشرطة أشار إلى أن كيس الهواء الذي كان يمكن أن ينقذ حياتها، لم يفتح خلال الحادث.
"قال الشرطي إنه كان لا بد من وجود مشكلة في السيارة" حسب والدة روز، تيري ديباتيستا.
استعانت الأسرة بمحقق، تبين معه وجود عيب في السيارة. إذ أن كيس الهواء لم يفتح لأن مفتاح تشغيل السيارة تعطل وتوقف عن العمل.
"إنه لأمر فظيع أن جنرال موتورز تعرف كل هذا وسكتت، ومات كل هؤلاء الناس بسبب ذلك" قالت ديباتيستا.
وقالت، سوزان هايس، أنها تلقت إخطاراً في فبراير/ شباط الماضي يتعلق بعيب في سيارة ابنها من نوع " شيفروليه كوبالت". ولكن كان ابنها، ريان كويجلي ، 23 عاماً قد توفي وصديقه في حادث في سيارته منذ عامين بعدما كان قد اشترى السيارة قبل 4 أشهر فقط من الحادث.
بعد وقوع الحادث، علمت هايز، أن ابنها كان قد شرب الكحول، وأنه لم يكن يرتدي حزام الأمان. إلا أن صديقه لم يكن مخموراً وكان يربط حزامه، ولكن توفي أيضاَ.
وعلمت هايز، منذ نحو شهر، أن ابنها توفي مع صديقه لأن أكياس الهواء لم تفتح أبدأ.

دلالات
المساهمون