تركت سوليان إبراهيم فكرة الطب البيطري مفضّلة أن تولي الحيوانات حبها بطريقة ثانية من دون أن تعالجها بشكل خاص، والتحقت بمدرسة متخصصة في تعليم الفنون المسرحية، ومنها استطاعت دخول كونسرفاتوار الفن الدرامي الذي تخرجت منه ممثلة محترفة. وبسبب حيويتها الفنية، سرعان ما عثرت على أدوار في مسرحيات درامية لدى فرق من القطاع الخاص. وفي الوقت نفسه، وكي تكسب عيشها في فترات الركود بين عملين فوق المسرح، حصلت الفنانة الشابة على وظيفة في مسرح "لا كوميدي فرانسيز" الذي يضم الفرقة الفرنسية الوطنية المرموقة التي تحمل الاسم نفسه، والتي أسسها رائد المسرح الفرنسي موليير قبل 400 سنة. لكن الوظيفة التي حصلت عليها سوليان هي استقبال المتفرجين وإيصالهم إلى مقاعدهم ورفض البقشيش لأنه غير مسموح به في هذه المؤسسة العريقة. وبقيت سوليان تتفرج في كل سهرة على ممثلات الفرقة وتحلم بأن تتحول في يوم ما إلى بطلة لأحد أعمال شكسبير أو موليير.
وتدخّل الحظ في حياة سوليان إبراهيم من خلال الممثلة الكبيرة كاترين هيغل، وهي واحدة من أهم أعضاء فرقة "لا كوميدي فرانسيز"، إذ لاحظت وجود سوليان الدائم والخجول في كواليس المسرح خارج أوقات استقبالها للجمهور. وتحدثت هيغل إلى سوليان مرة ومرتين وثلاث مرات، إلى أن قررت النجمة التردد ذات مساء إلى المسرح الصغير الذي كانت تمثل فوق خشبته سوليان في مسرحية مأساوية لمؤلف معاصر. وهناك لاحظت هيغل أنها تشهد ميلاد ممثلة كبيرة شرط أن يتولى أحدهم أمرها على الصعيد الفني ويساعدها في صقل موهبتها التمثيلية. وبما أن هيغل كانت تؤمن بضرورة قيام المرء بأداء واجباته بنفسه فضلاً عن الاعتماد على الغير، أوصت رئيسة فرقة "لا كوميدي فرانسيز" في ذلك الحين، مورييل ماييت، بضرورة منح هذه الشابة الموظفة في قسم استقبال المتفرجين وإيصالهم إلى مقاعدهم فرصة الوقوف فوق خشبة المسرح، وإن كان الأمر في إطار دور صغير جداً قد يسمح لها بممارسة المهنة في جو مهني رفيع وبالتالي تنمية موهبتها الفذة، مسلطة الضوء على كون سوليان خريجة كونسرفاتوار الفن الدرامي في باريس.
وبما أن هيغل شغلت منصب رئيسة الفرقة قبل ماييت لم تستطع الأخيرة سوى تلبية رغبتها. وهكذا وجدت سوليان نفسها تنظر إلى الجمهور من أعلى الخشبة بدلاً من أن تصطحبه إلى مقاعده. وعلى رغم صغر الدور الذي تولت سوليان أداءه في أول تجربة لها في إطار الفرقة الوطنية، لاحظها النقاد وأهل المهنة وانهالت عليها مقالات المدح وعروض العمل في التلفزيون والسينما ومسرحيات أخرى، إلا أن العقد الذي ربطها بالفرقة لم يسمح لها بقبول أي من هذه الفرص، ذلك أن الممثل في "لا كوميدي فرانسيز" هو عبارة عن موظف لا يحق له العمل في الخارج إلا في ظروف استثنائية تتلخص في إبرام اتفاق خاص بين الفرقة والجهة الخارجية التي ترغب في تعيينه مؤقتاً. وللسبب نفسه غادرت الممثلة الجزائرية الأصل رشيدة براكني، زوجة لاعب كرة القدم إيريك كانتونا، الفرقة الوطنية، بعدما أمضت أكثر من خمس سنوات في خدمتها، وراحت تجرب حظها في السينما، ونجحت.
لم تندم سوليان بسبب هذه الناحية شبه الديكتاتورية من نشاطها، ذلك أن أدوارها في الفرقة سرعان ما كبرت إلى درجة أنها صارت إحدى نجمات المسرح الوطني الفرنسي، واستحقت في عام 2016 لقب "فنانة شريكة"، وهو شرف كبير، بعدما كانت "نزيلة"، كما يطلق على المبتدئات.
اقــرأ أيضاً
وتدخّل الحظ في حياة سوليان إبراهيم من خلال الممثلة الكبيرة كاترين هيغل، وهي واحدة من أهم أعضاء فرقة "لا كوميدي فرانسيز"، إذ لاحظت وجود سوليان الدائم والخجول في كواليس المسرح خارج أوقات استقبالها للجمهور. وتحدثت هيغل إلى سوليان مرة ومرتين وثلاث مرات، إلى أن قررت النجمة التردد ذات مساء إلى المسرح الصغير الذي كانت تمثل فوق خشبته سوليان في مسرحية مأساوية لمؤلف معاصر. وهناك لاحظت هيغل أنها تشهد ميلاد ممثلة كبيرة شرط أن يتولى أحدهم أمرها على الصعيد الفني ويساعدها في صقل موهبتها التمثيلية. وبما أن هيغل كانت تؤمن بضرورة قيام المرء بأداء واجباته بنفسه فضلاً عن الاعتماد على الغير، أوصت رئيسة فرقة "لا كوميدي فرانسيز" في ذلك الحين، مورييل ماييت، بضرورة منح هذه الشابة الموظفة في قسم استقبال المتفرجين وإيصالهم إلى مقاعدهم فرصة الوقوف فوق خشبة المسرح، وإن كان الأمر في إطار دور صغير جداً قد يسمح لها بممارسة المهنة في جو مهني رفيع وبالتالي تنمية موهبتها الفذة، مسلطة الضوء على كون سوليان خريجة كونسرفاتوار الفن الدرامي في باريس.
وبما أن هيغل شغلت منصب رئيسة الفرقة قبل ماييت لم تستطع الأخيرة سوى تلبية رغبتها. وهكذا وجدت سوليان نفسها تنظر إلى الجمهور من أعلى الخشبة بدلاً من أن تصطحبه إلى مقاعده. وعلى رغم صغر الدور الذي تولت سوليان أداءه في أول تجربة لها في إطار الفرقة الوطنية، لاحظها النقاد وأهل المهنة وانهالت عليها مقالات المدح وعروض العمل في التلفزيون والسينما ومسرحيات أخرى، إلا أن العقد الذي ربطها بالفرقة لم يسمح لها بقبول أي من هذه الفرص، ذلك أن الممثل في "لا كوميدي فرانسيز" هو عبارة عن موظف لا يحق له العمل في الخارج إلا في ظروف استثنائية تتلخص في إبرام اتفاق خاص بين الفرقة والجهة الخارجية التي ترغب في تعيينه مؤقتاً. وللسبب نفسه غادرت الممثلة الجزائرية الأصل رشيدة براكني، زوجة لاعب كرة القدم إيريك كانتونا، الفرقة الوطنية، بعدما أمضت أكثر من خمس سنوات في خدمتها، وراحت تجرب حظها في السينما، ونجحت.
لم تندم سوليان بسبب هذه الناحية شبه الديكتاتورية من نشاطها، ذلك أن أدوارها في الفرقة سرعان ما كبرت إلى درجة أنها صارت إحدى نجمات المسرح الوطني الفرنسي، واستحقت في عام 2016 لقب "فنانة شريكة"، وهو شرف كبير، بعدما كانت "نزيلة"، كما يطلق على المبتدئات.