سوق المعدن الثمين ناشطة في الكويت

24 ديسمبر 2014
سوق الذهب تشهد نمواً في الكويت (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -
مع استمرار انخفاض أسعار النفط ‏للشهر الثالث على التوالي، والهبوط الكبير في سوق الكويت للأوراق المالية، بدأت تتجه أنظار المستثمرين إلى سوق الذهب. ويعتبر الذهب القطاع ‏الأكثر أماناً في السوق. وتحتل الكويت المرتبة الـ 37 على مستوى ‏العالم في ما يتعلق باحتياطاتها من الذهب البالغة 79 طناً، ويتراوح سعر الذهب في الكويت بين 31.72 دولاراً للغرام عيار ‏‏18 قيراطاً، ويصل إلى 78.46 دولاراً للغرام عيار 22 قيراطاً.
في هذا الإطار، أشار المدير المساعد لتنمية التجارة في وزارة التجارة والصناعة عبد الله العلي، إلى أن قسم المعادن ‏الثمينة بلغ نحو ثلاثة أطنان من الذهب خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لافتاً إلى أن الشركات العاملة في قطاع الذهب في الكويت تقسم إلى فئتين، الأولى تتعلق بالشركات ‏والمؤسسات المحلية التي يسمح لها بعرض المجوهرات والمشغولات الذهبية التي تم فحصها وختمها ‏وإعتمادها من الوزارة. والثانية تتعلق بالشركات الأجنبية التي تقيم معارضها ومتاجرها في الكويت، عن ‏طريق وكيل كويتي لديه ترخيص لمزاولة تجارة الذهب والمجوهرات في مناطق الدولة.‏
وقال العلي لـ"العربي الجديد": تصل كميات الذهب التي دخلت إلى السوق الكويتية في العام الحالي إلى نحو 40 طناً، وتم ‏تصريف أكثر من 80% من كمية الذهب حتى نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، مؤكداً أن وزارة ‏التجارة تلجأ إلى مراقبة الأسعار لحماية المستهلكين.‏
ويتمركز تجار الذهب في الكويت في مناطق السالمية وحولي وشرق الكويت. توجد في الكويت حوالي ‏‏900 شركة تقدم مختلف أنواع الذهب، وتستورده من بلدان عديدة منها إيطاليا وأميركا والهند، بالإضافة ‏إلى بعض البلدان العربية.‏
ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة سبائك لتجارة الذهب والمعادن الثمينة رجب حامد، إن السوق ‏الكويتة تعد من أكثر الأسواق إقبالاً على شراء الذهب في المنطقة. ويصل حجم ما تستورده الشركات إلى ‏الكويت نحو 25 طناً شهرياً من عيار 18 و21 و22 الخاصّة بالتداول التجاري، و24 قيراطاً للقطاع ‏الاستثماري، ونحو 15 طناً من العيارات الأخرى عيار 12 و14 قيراطاً والتي يجري التداول بها على نطاق ‏ضيق.‏
وأضاف حامد في تصريح له لـ"العربي الجديد"، أن سعر الذهب في سوق الكويت وغيرها من الأسواق ‏مرتبط بالأسواق العالمية، مبيناً أن كلفة شحن كيلو الذهب إلى السوق الكويتية تتراوح بين 1750 دولاراً ‏لكل طن، وتصل إلى 10 آلاف دولار للكميات التي تتجاوز 100 طن.‏ وبيّن حامد أن وزارة التجارة والصناعة تقوم بمراقبة كميات الذهب في السوق المحلي. ‏وتراقب عمليات وصول الذهب إلى السوق عبر توفير مندوبين لها في المنافذ الحدودية والمطار. وأشار إلى أن ‏الذهب الذي يباع في السوق يحوز على ترخيص رسمي من إدارة المعادن الثمينة في الوزارة، ما ‏يحول دون التلاعب بالنوعية، ويحافظ على حقوق العملاء والزبائن.‏
وأفاد حامد بأن الوزارة والسلطات المالية باتت تسمح بشراء الذهب وحفظه والاستثمار به بعد الأزمة ‏المالية العالمية. ووضعت الوزارة عدداً من الشروط على التداول بالذهب، أهمها أن يكون التداول عبر أحد ‏المصارف أو الشركات الاستثمارية، وألا تقل الكمية التي يستمر بها العميل عن كيلو غرام واحد. مبيناً أن ‏العائد على الكيلو في العادة يصل إلى 10% كل ستة أشهر، ما يضمن للعميل أن يحصل على أرباح عالية ‏لا تقل عن 400 دولار على كل كيلوغرام.‏
وأشار حامد إلى أن سوق الذهب يتأثر بعوامل عديدة، ومن بينها المشاكل الجيوساسية في دول ‏الجوار، خصوصاً أن التجار يلجأون إلى رفع الأسعار من 10% إلى 15% مع ارتفاع حدة الأزمات. ‏لافتاً إلى أن الأزمة التي حصلت في أوكرانيا أخيراً أثرت على القطاع، إذ ارتفعت الأسعار بنحو 10% ‏إلى 25%.‏
وقال رئيس ومؤسس شركة المنال للذهب عيسى الشبيب لــ"العربي الجديد"، إن عدد ‏الشركات العاملة في تجارة الذهب في الكويت يصل إلى نحو 900 شركة. وأن المبيعات الشهرية تتراوح ‏بين 30 ألف دولار للشركات الصغيرة، وتصل إلى نحو مليون دولار للشركات الكبرى، التي يكون أغلب ‏عملائها من كبار رجال الأعمال والوزراء والنواب.‏
وتابع الشبيب، أن مستوى الدخل العالي في الكويت، يساعد على تحقيق نسبة مبيعات عالية، مبيّناً أن ‏الكويتيين يشكلون نحو 59% من زبائن الذهب في السوق المحلية، في حين يحتل المصريون ‏والأميركيون المرتبة الثانية بنسبة 12% لكل منهما.‏
وذكر الشبيب، أن فترة الصيف وإعلان النتائج الرسمية للجامعات والمدارس تشكل فترة الذروة في السوق ‏الكويتية، إذ ترتفع فيها المبيعات بنحو 40% إلى 60%، كما أن فترة العروضات خلال شهر فبراير/شباط ‏وفي نهاية العام ترتفع المبيعات بنحو 20%.‏
وأشار إلى أن ارتفاع الإقبال على الذهب يعود إلى ثقة الزبائن بأن قيمته ستبقى ‏مرتفعة، على عكس الأسهم والعقارات التي تتعرض أسعارها للتذبذب، منوهاً إلى أن ‏بعض المصارف بدأت بإطلاق حسابات الذهب التي تتيح للعملاء شراء الذهب وتخزينه، وبيعه في الأسواق ‏متى ارتفعت أسعاره، لقاء منح العملاء عوائد لا تقل عن 3% في حدها الأدنى، وتصل في حدها الأقصى ‏إلى 10%، وهو ما يشجع العملاء على شراء الذهب والاستثمار به.‏
وذكر الشبيب أن الأطقم الذهبية هي الفئة الأكثر إقبالاً في السوق اليوم، إذ تتراوح أسعارها بين 4000 ‏دولار في حدها الأدنى، و50 ألف دولار في حدها الأقصى.
المساهمون