سوق الطيور المحظور.. أشهر معالم عمان

11 ابريل 2015
زبائن في سوق الطيورالأسبوعي وسط العاصمة عمّان (العربي الجديد)
+ الخط -

يفتح الشارع الفرعي الموازي لشارع قريش، أحد أقدم شوارع وسط العاصمة الأردنية عمّان، عينيه فجر كل يوم جمعة، على امتزاج أصوت الطيور المتنوعة مع أصوات الباعة الذين يحتلون أرصفة الشارع الممتدة أمام المحال المغلقة لعرض بضائعهم التي تتعدى الطيور ومستلزماتها إلى الحيوانات الأليفة.

مضى على السوق العشوائي، المحظور وفقاً لتعليمات أمانة العاصمة - الجهة المسؤولة عن إدارة المدينة - قرابة الخمسة عشر عاماً، ورغم الحظر علقت الأمانة قبل أشهر لافتة للدلالة على موقع السوق، وهي اللافتة التي استغرب وجودها العاملون في دائرة البيع العشوائي الذين يقع السوق ضمن اختصاصها والتي سبق لها أن نفذت العديد من الحملات للقضاء على السوق، دون أن يتحقق لها ذلك.

موسى العبد، كان يعبر بجانب اللافتة، خارجاً من السوق وقد اشترى طعاماً لطيوره وأعشاش بلاستيكية ومشارب مياه، كشف أنه يأتي إلى السوق منذ أكثر من عشر سنوات، وهو مقتنع أن السوق لا يحتاج إلى لافتة لتدل عليه، لكنه يحتاج إلى ترتيب وتنظيم وترخيص حتى "لا نبقى مثل الحرامية (اللصوص) نخاف من مداهمة موظفي الأمانة" على حد قوله.

يدافع الأربعيني عن السوق، في وقت توجد فيه مئات الأسواق والمحال المرخصة لبيع الطيور والحيوانات الأليفة في حدود العاصمة عمّان، بقوله "الأسعار هنا أفضل"، فالأسعار في المحال المرخصة تبلغ أضعاف السعر الموجود في هذا السوق، حسب تقديراته.

اقرأ أيضا: نزل وادي فينان.. المحمية البيئية التي يفتخر بها الأردنيون!

لا تحتاج منذ لحظة وصولك إلى اللافتة الدالة على السوق، سوى خطوات قليلة تقطعها لتجد نفسك وسط المهرجان الأسبوعي، لكنك تحتاج في ذروته الصباحية إلى جهد لتجد موضعاً لقدمك وسط تزاحم أقدام الباعة والمشتركين والمتفرجين، الذين يتحركون ببطء شديد.

تجد نفسك محاصراً من اليمين واليسار، بمئات الأقفاص التي تحتوي في داخلها أنواعاً مختلفة من الطيور ذات الألوان المتعددة، إلى جانب العديد من البسطات المعروضة عليها مستلزمات الطيور كالأقفاص والأعشاش ومشارب المياه والخرز الملون الذي يوضع في أرجل الحمام، وغيرها من المستلزمات متعددة الأشكال والألوان، فيما يوجد القليل من المحال المخصصة لبيع الطيور ومستلزماتها والتي فتحت بعد أن أصبح المكان نقطة جذب للمهتمين.

ولا يمنع الاسم "سوق الطيور" من وجود حيوانات أليفة كالكلاب والقطط، والسناجب والسلاحف والهامستر، وغيرها، التي يوجد لها زبائن مغرمون باقتنائها وتربيتها.
على أحد أرصفة السوق كان إبراهيم أبو صالح يحمل قفصاً يحتوى زوجين من طير الكناري يعرضهم للبيع وينادي بصوت مرتفع يعلو على صوت تغريد طيوره لجذب الزبائن، الذين يغريهم بأن ثمن الطيور يشمل القفص.

اقرأ أيضا: فلفل.. قط أردني مدلل يحصد الإعجاب على فيسبوك

يقول أبو صالح "هذا الزوج من الطيور فقس عندي"، وهو اليوم يريد بيعهم لأنه يعمل في تربية الطيور وتكثيرها، مؤكداً "هذا مصدر دخلي الوحيد"، ويرى سوق الطيور الأسبوعي هو المكان الأفضل لبيع وشراء الطيور حيث يتواجد فيه عدد كبير من الهواة.

وفي الوقت الذي تبرر فيه "دائرة البيع العشوائي" في أمانة عمّان، إجراءاتها المتكررة ضد السوق، بالخوف من الأمراض التي تحملها الطيور في ظل عدم وجود رقابة عليها من قبل الجهات المختصة، إضافة إلى التلوث الذي يتسبب فيه السوق للمدينة، نتيجة النفايات التي يخلفها مرتادوه خلفهم، يعتقد أبو صالح أن "يوماً واحداً في الأسبوع لا يتسبب بتدمير المدينة" ويدافع عن سلامة وصحة الطيور بقوله "من زمان ونحن نأتي إلى السوق ونربي الطيور ولم يحدث لنا شيء".

الحركة النشطة التي يشهدها السوق في ساعات الفجر، تتراجع تدريجياً كلما اقترب موعد صلاة الجمعة التي تعتبر إيذاناً بانتهاء السوق، ومع تراجع حركة البيع والشراء، تبدأ المزادات العلنية، حين يقدم من لم يحالفهم الحظ ببيع جميع معروضاتهم بتنظيم مزادات تفتح شهية المشترين الذي يحيطون بصاحب البضاعة. يفتتح المزاد على الطيور أو الحيوانات الأليفة التي يرفعها البائع بيده عالياً ليشاهدها المشاركون بدينار واحد، وتكون البضاعة من نصيب من يستقر عليه السعر الأعلى.

وينظر رواد السوق إلى المزادات فرصة مناسبة للبائع الذي يتخلص من بضاعته يرغب ببيعها، والمشتري الذي يحصل على طلبه بأقل الأسعار، أو حسب موازنته.
خلال سنوات مضت فشلت كل محاولات القضاء على السوق المحظور، الذي أصبح أحد معالم العاصمة، والذي أصبح يتمتع بحكم اللافتة باعتراف ضمني وأن لم يكن رسمياً.


اقرأ أيضا:
غزة: هواة يجمعون أغرب أصناف حَمام الزينة
المساهمون