في سوق يحكمها المشترون ويقدم المنتجون تنزيلات في المتاجر وسط تخمة المعروض وأزمة النمو الاقتصادي التي تضرب الصين وأسواق المال، من الطبيعي أن تنهار الأسعار.
وعندما تنهار أسواق العقود الآجلة للنفط كما حدث هذا الصيف، تتحرك الأسواق الحاضرة عادة في الاتجاه المعاكس مع مسارعة شركات التكرير إلى انتهاز فرصة النفط الرخيص للتخزين.
ولكن تجار النفط من شتى البقاع يقولون إن السوق الحاضرة ما زالت ضعيفة رغم كل شيء في دليل جديد على الصعوبة الشديدة في تصريف تخمة المعروض العالمي من النفط الخام.
وقال تاجر بسوق البحر المتوسط لـ"رويترز" "لا أذكر أنه خلال أي تصحيح من هذا القبيل (في العقود الآجلة) ظلت فروق الأسعار والقيم في السوق الحاضرة بهذا الضعف. ينبئني هذا بشيء واحد وهو أن تخمة المعروض ما زالت تثقل كاهل السوق".
وهوت أسعار النفط إلى حوالي 40 دولاراً للبرميل من ذروة 2014 البالغة 115 دولاراً، حيث تفاقمت تخمة المعروض الناجمة عن طفرة النفط الصخري الأميركي بفعل قرار أوبك الضخ بأقصى طاقة للدفاع عن الحصة السوقية وكبح إمدادات المنتجين ذوي الكلفة المرتفعة.
ومع بدء تراجع الأسعار، سارع تجار النفط الروسي والأذربيجاني والكازاخستاني والنيجيري والأنغولي إلى طرح خاماتهم بتخفيضات كبيرة في مسعى للعثور على مشترين.
وقال تاجر روسي "طلب قوي؟ لو كان بالقوة التي يتحدث عنها الجميع لكان من الممكن تصريف الشحنات بشكل أسرع بكثير".
ويباع خام الأورال الروسي بحسم يراوح بين دولار ودولارين للبرميل عن خام برنت القياسي في شمال أوروبا مقارنة مع حسم أقل من دولار معظم فترات 2009 عندما بدأت العقود الآجلة للنفط تتعافى من المستويات المتدنية التي بلغتها في 2008.
ويباع الخام الأذربيجاني الخفيف بسعر لا يبعد كثيراً عن أضعف علاوة سعرية له فوق برنت منذ 2010، ويحوم خام
كوا إبوي النيجيري، أحد أبرز ضحايا طفرة النفط الصخري، الذي حل محله بشكل شبه كامل بالأسواق الأميركية - غير بعيد عن أدنى علاوة سعرية له فوق برنت في عشر سنوات.
وقال عدة تجار في الخام الأنغولي إن الصين تكبح الشراء بما يترك كميات كبيرة من النفط في السوق بينما كانت تحميلات أكتوبر/ تشرين الأول هي الأضخم منذ فبراير/ شباط.
ولا توجد حتى الآن سوى سبع شحنات من الخام الأنغولي في طريقها إلى المشترين بعقود محددة المدة مقارنة ما بين 12 و15 في الأشهر الماضية.
اقرأ أيضاً: العرب وأزمة الصين.. مكاسب أكثر من الخسائر