سوري يتلقى نبأ وفاة ابنه عبر "فيسبوك"

05 مايو 2016
(فيسبوك)
+ الخط -

كان المهندس السوري مصطفى زيتون يتابع بشكل طبيعي حسابه في "فيسبوك" حين قرأ اسم ابنه، البالغ من العمر 20 عاماً بين أسماء الذين قضوا بالقصف المدفعي لقوات النظام على قرية عندان في ريف حلب. ومن وقع الصدمة لم يصدق الأب السوري أن المقصود هو ولده، فسأل صاحب المنشور بتروٍ "السلام عليكم، من حسين؟"، فرد عليه: "ولدك أستاذ".

ربما لا يتوقع أب في هذا العالم أن يتلقى نبأً كهذا من منشورات أحد الأصدقاء أو صفحة "فيسبوك" يفترض أنه يتصفحها بغرض التسلية والتواصل مع الناس. وهذا النوع من المفارقات قد لا يحدث اليوم إلا مع السوريين، التي تحولت صفحاتهم على وسائل التواصل إلى خيم عزاء أو ساحات اعتصام وتضامن، أكثر من كونها منصة تواصل.


"في الواقع، يتوقع كل سوري أن يجد على صفحته خبراً مأساوياً عن أحد أصدقائه أو أقربائه". يقول يحيى، وهو لاجئ سوري يعيش في ألمانيا: "من فيسبوك عرفت باعتقال أعز صديق لي، واستشهاد أحد أساتذتي في الجامعة، حين جئت مع عائلتي إلى هنا ظننت أننا ابتعدنا عن المآسي، لكنها تلاحقنا، وكأنه مصير علينا أن نعيشه أينما كنّا".

أما جمانة، التي تعيش في تركيا، فتقول "أتابع صفحة أخبار بلدتي على فيسبوك. أتلقى إشعاراً مع كل خبر ينشر عليها. أعرف عن كل قذيفة تسقط، وأقرأ أسماء الضحايا كل يوم عشرات المرات لأطمئن أنني لا أعرف أحداً. في كل مرة أسمع فيها الإشعار أشعر بقلبي يقفز من صدري، وأسأل نفسي ماذا لو قصف بيتنا؟ ماذا لو كان اسم أحد إخوتي بين الضحايا؟ ذات مرّة فوجئت بوالدي يظهر وهو يمشي بين الأنقاض في إحدى الصور، أمضيت أطول ساعة في حياتي حتى علمت أنّه كان يساعد في إنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض".

المساهمون