واصل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، تقدمه في دير الزور، شرقي سورية، وسيطر على أربع قرى في الريف الشمالي للمحافظة، يوم الأربعاء، في وقت بايع فيه قياديون من "جبهة النصرة" في البوكمال، على الحدود السورية ـ العراقية، "داعش". الأمر الذي أثار مخاوف في صفوف قيادات المعارضة المسلحة في المنطقة الشرقية، التي رأت أن تقدم مقاتلي التنظيم سيفقد المعارضة المعتدلة نحو ثلثي سورية.
وقال الناشط الإعلامي، محمد الخليف، لـ"العربي الجديد": إن "داعش" سيطر على قرية الحريجي في ريف دير الزور الشمالي من دون مقاومة، في حين حصلت اشتباكات مع مقاتلي "مجلس شورى المجاهدين"، في قرى ضمان وماشخ والطكيحي، قبل أن ينسحبوا باتجاه حقل العمر النفطي وبلدة الشحيل، ويتمكن "داعش" من السيطرة على المناطق المذكورة.
في المقابل، استعاد "مجلس الشورى" قرية السكارة في الريف الشرقي، والتي كان مقاتلو "داعش" سيطروا عليها صباح الأربعاء.
ويتكون "مجلس شورى المجاهدين" من عدد من القوى العسكرية التي تقاتل في صفوف المعارضة السوريّة المسلحة، ومن أبرزها "جبهة النصرة"، "جيش الإسلام"، حركة "أحرار الشام"، فضلاً عن فصائل تابعة لـ"الجيش الحر" والعشائر.
قادة النصرة تبايع "داعش"
في هذه الأثناء، أفادت مصادر المعارضة المسلحة أن قادة في "جبهة النصرة" في البوكمال، بايعت "داعش"، وهو الأمر الذي أثار مخاوف المعارضة من إمكان سيطرة "داعش" على المدينة.
وقال المتحدث باسم "هيئة أركان الجيش الحر للجبهة الشرقية"، عمر أبو ليلى، لـ"العربي الجديد"، إن "27 عنصراً من النصرة في البوكمال، معظمهم مهاجرون، بينهم القيادي العسكري، والشرعي، المكنى بأبي يوسف المصري، بايعوا داعش"، لكن أبو ليلى نفى دخول الأخير البوكمال.
وأشار إلى أن "الجيش الحر" قام بـ"عرض عسكري، أمس الثلاثاء، لإيصال رسالة إلى "داعش"، بعدم قدرته على الاقتراب من المدينة".
وفي السياق، يرجع قائد الجبهة الشرقية السابق، المقدم محمد العبود، تقدم التنظيم في ريف دير الزور، إلى "المعنويات العالية لدى عناصره، في ظل التقدم الأخير لهم في العراق، بينما معنويات المعارضة ضعيفة، في ظل الحصار المطبق عليهم، والتهميش والإهمال من الجهات كافة، محلية وعربية ودولية".
وحذر القيادي، الذي كان أحد الموقعين على بيان استقالة جماعية من هيئة أركان "الجيش الحر"، قبل نحو عشرة أيام، في تصريح لـ"العربي الجديد"، من أنه "في حال لم يوجد دعم نوعي لما تبقى من جيش حر، في دير الزور، ستحصل كارثة، ولن تصمد المحافظة أكثر من أسابيع، وستفقد المعارضة ثلث سورية تقريباً".
وكان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطر، الاثنين، على حقل التيم النفطي، الذي يعتمد عليه "الجيش الحر" في التمويل والتسليح. كما سيطر قبل خمسة أيام على مدينة موحسن القريبة من المطار العسكري، التي كانت خزاناً لضباط جيش النظام.
ويسعى "داعش" إلى الوصول إلى معبر البوكمال الحدودي مع العراق، والسيطرة على كامل ريف محافظة دير الزور الشرقي، المحاذي لمحافظة الأنبار العراقية، حيث يسيطر على أجزاء كبيرة منها.