وفي الوقت الذي تصدت فيه قوات المعارضة لمحاولة جديدة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، من أجل اقتحام مدينة مارع، في ريف حلب الشمالي، وأجبرته على الانسحاب، بادرت بشكل متزامن، إلى مهاجمة قوات النظام على خطوط اشتباك عدة، جنوب وغرب مدينة حلب، بهدف تشتيت قوات النظام، التي تحاول التقدم شمال المدينة، من أجل فرض الحصار عليها.
وتمكنت قوات المعارضة المتمثلة بـ"حركة حزم"، و"حركة نور الدين زنكي"، و"الجبهة الإسلامية"، و"جيش المجاهدين"، من اقتحام المباني التي حاصرتها، بعد تحصّن قوات النظام بها، في القسم الشمالي الشرقي من منطقة الملاح، ولم تبقَ سوى ثلاث مزارع فقط، بأيدي قوات النظام، حسب ما أفاد أحد القادة الميدانيين في "الجبهة الإسلامية" في المنطقة، والمدعو "أبو البراء".
وكانت قوات النظام قد تقدمت في منطقة الملاح، مدعومة بمجموعات من المقاتلين الايرانيين والأفغان، ومجموعات "حزب الله" اللبناني، في محاولة للسيطرة على المنطقة الاستراتيجية، التي تعني قطعهم طريق الكاستلو، الذي بات يُعتبر منذ أشهر، آخر خطوط امداد قوات المعارضة. وإذا حصل ذلك، تكون قوات النظام قد حاصرت قوات المعارضة في حلب بالكامل.
وبثت مختلف فصائل المعارضة في الأيام الأخيرة، كمية كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو، التي تُظهر أعداداً كبيرة من قتلى قوات النظام وقتلى الميليشيات الأجنبية، التي تُقاتل إلى جانبها، الذين سقطوا إثر المعارك العنيفة، في الملاح.
كما صدّت قوات المعارضة هجوماً لقوات النظام، المتمثلة بـ"لواء القدس الفلسطيني"، حاول التقدم نحو مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين، الواقع جنوب بلدة حندرات التي تسيطر عليها قوات النظام. أفشلت المعارضة محاولة قوات النظام السيطرة على المخيم، الذي يعني سقوطه، الاقتراب من أحياء حلب الشمالية، التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وكانت "حركة حزم"، أحد أكبر تشكيلات قوات المعارضة في المنطقة، قد أعلنت الجمعة، عن تمكنها من تفجير مبنيين كانت تتمركز بهما قوات النظام في منطقة التلال الواقعة بين حندرات ومخيم حندرات، كما أعلنت عن تمكنها من أسر عدد من مقاتلي قوات النظام في المنطقة.
يجري كل ذلك في الوقت الذي يواصل فيه "داعش" هجومه على نقاط تمركز قوات المعارضة السورية في مدينة مارع، الواقعة على بعد 30 كيلومتراً إلى الشمال من حلب، حيث هاجم التنظيم نقاط تمركز قوات المعارضة، على محور تل مالد، الواقعة جنوب شرقي مدينة مارع، لتندلع اشتباكات عنيفة بين الطرفين بالرشاشات المتوسطة والثقيلة، وتتمكن قوات المعارضة إثر ذلك من التصدي لهجمات "داعش".
ويحاول "داعش" احراز المزيد من التقدم نحو عمق ريف حلب الشمالي، الذي ما يزال تحت سيطرة قوات المعارضة، والذي يُعتبر منفذها في حلب على الحدود التركية، وذلك من خلال معبر باب السلامة الحدودي، الذي تديره "الجبهة الاسلامية" وفصائل "الجيش السوري الحرّ" في ريف حلب الشمالي.
ويسعى "داعش" منذ أكثر من ستة أشهر، إلى التقدم في المنطقة، بهدف السيطرة في النهاية على مدينة أعزاز، أكبر مدن ريف حلب الشمالي، وبالتالي السيطرة على معبر باب السلامة وقطع جميع إمدادات قوات المعارضة في حلب وريفها.
في سياق آخر هاجمت قوات المعارضة المتمركزة جنوب مدينة حلب مقرات قوات النظام الواقعة في محيط كتيبة الصواريخ في منطقة خان طومان، لتعلن غرفة عمليات قوات المعارضة في المنطقة، عن تمكنها من تدمير مبنى قيادة قوات النظام في المنطقة، وتدميرها آليات عدة تابعة لقوات النظام.
وكانت قوات النظام قد حاولت التقدم في خان طومان منذ أيام، من دون أن تنجح، قبل أن تشن قوات المعارضة السورية، متمثلة بكل من "الجبهة الإسلامية" و"فيلق الشام" و"لواء الحق" و"حركة البيان" و"جيش المجاهدين"، بالإضافة لـ"جبهة النصرة"، هجوماً معاكساً يوم الجمعة، وتكبّد قوات النظام خسائر فادحة.