تعاني مدينة الحسكة من أزمة مياه، نتيجة توقف ضخّ المياه عنها منذ أكثر من 20 يوماً، ما دفع الأهالي إلى البحث عن حلول بديلة، منها اللّجوء إلى الصهاريج التي تزوّد الأهالي بمياه غير صالحة للشرب، لقاء أسعار مرتفعة نسبياً.
وكالعديد من سكّان المدينة، تشتكي سميّة العمر، المقيمة في المربع الأمني بمدينة الحسكة، من أزمة المياه التي تعيشها المدينة، وتقول لـ"العربي الجديد": "المياه كانت تنقطع منذ شهر رمضان، لكنها مقطوعة بالكامل منذ أكثر من عشرين يوماً. وفي الوقت الحالي، نعتمد على الصهاريج للحصول على المياه، وعملية الاتفاق مع صهريج لتزويدنا بالمياه تستغرق عدة أيام، نلاحق خلالها صاحبه ونتتبّعه ونتلقى وعوداً كثيرة، حتى نتمكن في النهاية من الحصول على المياه. ونتيجة هذا الأمر، ليست لدي أنا وعائلتي مياه منذ أكثر من خمسة أيام".
وتضيف العمر: "كلّ صهريج يفرض سعراً مختلفاً عن الآخر هنا لنملأ خزاناتنا، أمّا مياه الشرب فنشتريها بشكل يومي من البقالات، وحالنا حال الجميع في المدينة".
بدورها، تتحدث سعاد أم محمد (44 عاما)، عن مشكلة المياه وتقول لـ"العربي الجديد": "تعبنا من هذه الأزمة، لا أحد يلتفت لنا، وكثيراً ما تحدّثوا عن مشروع لبناء خزّانات تغذي المدينة بالمياه للخلاص من هذه الأزمة، لكن لا شيء يطبّق على أرض الواقع. إلى متى سننتظر ومتى سيكون هناك حلّ؟ يصل سعر حمولة صهريج المياه إلى سبعة آلاف ليرة، كيف لنا أن نؤمّن مصاريفنا ونحن ندفع ما نملك ثمناً لمياه الصهاريج ومياه الشرب، وأمبيرات الكهرباء، كيف لنا أن نعيش في هذه الأوضاع الصعبة؟".
ولجأ بعض الأهالي إلى حفر آبار سطحية في الحسكة، وفي المناطق التي لا تزال المياه مقطوعة عنها، كحلّ بديل للمشكلة التي يعانون منها، نتيجة توقف محطة الضخ في منطقة علوك عن تزويد المنطقة بالمياه، بسبب الخلافات بين الإدارة الذاتية والجيش الوطني. ويفترض أن تقوم الإدارة الذاتية بتزويد المحطة والمناطق القريبة منها بالكهرباء، مقابل تشغيل مضخات المياه في المحطة وتغذية المنطقة، المشكلة التي انعكست بشكل مباشر على الأهالي، سواء في مناطق سيطرة الجيش الوطني أو مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمال شرق سورية.
ومن لا يملك القدرة على شراء مياه الشرب، يلجأ إلى شرب مياه الصهاريج التي قد تنقل الأمراض له ولأفراد عائلته، كون المياه أصبحت حلماً، كما يقول عيسى أبو عمار، المقيم في مدينة الحسكة لـ"العربي الجديد". ويوضح أبو عمار أنّ المياه، وهي من أبسط الحقوق التي يحصل عليها المواطن، باتت من الأمور صعبة المنال.
وأضاف أبو عمار: "يحذروننا من تفشي فيروس كورونا ويدعوننا إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين، كيف نفعل ذلك ونحن نضطر إلى شرب مياه الصهاريج، وليست لدينا مياه كافية للاستحمام أو غسل اليدين. نحاول الاقتصاد قدر الإمكان بالمياه، فإمكاناتنا لا تسمح لنا بشراء المياه كلّ يوم. نريد حلاً لأزمتنا التي نمرّ بها، لا نريد كلاماً فقط ووعودا".
وتعود أسباب أزمة المياه في المنطقة لتوقف محطة الضخ في بلدة علوك، في منطقة رأس العين بريف الحسكة الغربي، وهي المحطة الرئيسية التي تغذي المنطقة وتضمّ نحو 30 بئراً، قرابة نصفها فقط صالح للعمل.