سورية: "داعش" يهاجم معقل جبهة "النصرة"

02 يوليو 2014
توقعات معارك عنيفة في قرية الشحيل (حسن أوزكال/الأناضول/Getty)
+ الخط -
توجّهت قوات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) إلى قرية الشحيل، في ريف دير الزور، التي تُعتبر معقل "جبهة النصرة" في المنطقة الشرقية، وحاولت اقتحام القرية منذ ساعات الفجر الأولى، من ثلاثة محاور، مستخدمة جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة.

وذكر القائد العسكري من مدينة الميادين المجاورة، المكنّى بـ"أبو أيوب"، لـ"العربي الجديد" أن "داعش يسعى إلى كسر شوكة جبهة النصرة في دير الزور، بعد استقدام العديد من الآليات والمقاتلين من العراق عبر الحدود التي سيطر عليها في منطقة القائم".

وأكد بأن "هناك الكثير من الكتائب في المنطقة ترفض الاستسلام لداعش وعددهم كبير، ما يشير إلى توقعات بمواجهات حامية خلال الفترة المقبلة ستلقي بظلالها على المدنيين والنازحين في المنطقة". وأشار إلى أن "داعش يحاول عقد صفقات مع بعض القادة العسكريين والحصول على البيعة، لتسهيل دخول عناصره دون قتال، ليتمكن التنظيم من السيطرة على كامل ريف دير الزور الشرقي الغني بآبار النفط والموارد الزراعية والمائية".

وتعتبر قرية الشحيل المركز الرئيسي والأهم لجبهة النصرة شرقي سورية، ويوجد فيها عدد كبير من عناصر الجبهة، بالإضافة إلى عدد من القياديين أبرزهم القائد العسكري والرجل الثاني في الجبهة، أبو ماريا القحطاني.

وأمام خطورة المعارك وامتداد نفوذ "داعش" في الأراضي السورية، أصدرت جبهة "الأصالة والتنمية المقاتلة"، بياناً هاجمت فيه "داعش"، ودعت "الائتلاف الوطني" السوري المعارض، و"هيئة الأركان" والدول الداعمة للشعب السوري، بتحمّل مسؤولياتهم، وعقد اجتماع طارئ لإنقاذ المنطقة الشرقية من تزايد نفوذ ما سمته بـ"السرطان المنتشر" وانعكاساته على الثورة السورية.

ويأتي ذلك بعدما سيطر التنظيم على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، المحاذية لمحافظة الأنبار، التي ينشط فيها التنظيم بشكل كبير، بعد معارك استمرت أربعة أيام مع المعارضة السورية المسلّحة التي كانت تسيطر على المدينة منذ نحو عامين.

وكان عدد من قادة "جبهة النصرة" في مدينة البوكمال، بايعوا "داعش"، الأسبوع الماضي، مما عزز فرصهم في السيطرة على المدينة.

ونتيجة للاشتباكات المستمرة في المنطقة الشرقية والقصف المستمر من "داعش" على المدن، أطلق المجلس المحلي في مدينة البوكمال نداء استغاثة، في بيان نشرته صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وأشار البيان إلى أن "400 عائلة من الأحياء التي تعرضت للقصف (ثكنة الهجانة والكتف والمساكن)، نزحت إلى خارج المدينة". ولفت الى أن "المدينة تعيش في حالة مأساوية، نتيجة توقف محطة المياه الرئيسية عن العملن، بعد انقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى نقص مادة الطحين وعدم توافر الوقود اللازم لتشغيل الفرن الآلي والأفران الخاصة في المدينة".

وكشف أن "المستشفى الوطني ومستشفى عائشة الخيري، توقفا عن العمل بشكل كامل، جراء وجودهما في منطقة الاشتباكات في محيط المدينة، ليتم تحويل الجرحى إلى مستشفيات خاصة كمستشفى الهناء ومستشفى الزبير، بالإضافة الى مستشفيات ميدانية في قرى العشارة والميادين".

المساهمون