استمع إلى الملخص
- عبدي يحذر من المخاطر الاقتصادية والتدخلات الخارجية التي تواجه المنطقة، مؤكداً أن الحصار والهجمات تعيق تقديم الخدمات وتسبب معاناة للسكان.
- "قسد" تأسست لمحاربة "داعش" بدعم من التحالف الدولي، وتسيطر على مناطق غنية بالثروات شرق الفرات، لكنها تواجه تحديات في الاعتراف بها من قبل النظام السوري.
أعلن مظلوم عبدي قائد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تسيطر على مساحات واسعة شمال شرق سورية أنه منفتح على الحوار مع النظام السوري، وقال في مقابلة نشرتها وكالة هاوار المقربة من "قسد"، اليوم الثلاثاء، إنه منفتح على الحوار مع الجميع وفي مقدمتهم النظام السوري ولديه إيمان بالتوصل إلى حل مع دمشق. كما أكد أن "قسد" على اتصال مع النظام داعياً الأخير إلى إعادة النظر بموقفه.
ولفت قائد "قسد" إلى وجود حقيقة لا يمكن إنكارها في المنطقة، وقال إنه "لا يمكن العودة إلى ما قبل 12 عاماً"، في إشارة لبداية أحداث الثورة السورية، ورأى أنّ المشاكل والخلافات بين النظام السوري وتركيا كثيرة، ومن الصعب توصلهما لأي اتفاق الآن. وكرر عبدي استعداده للحوار مع تركيا بشرط أن تنسحب وفصائل المعارضة السورية من "المناطق المحتلة" بحسب وصفه.
وحذر عبدي من مخاطر حقيقية تواجهها المنطقة، خصوصاً أنها محاصرة وهناك تدخلات خارجية على الصعيد الاقتصادي، مضيفاً "أنّهم يتعمّدون القضاء على موارد الإدارة الذاتية حتى لا تتمكن من خدمة الشعب، في العام الماضي استهدفوا مؤسساتنا الخدمية وأُلحقت بها أضرار كبيرة. بالطبع، جزء من هذه المشكلة هو أسلوب إدارتنا لكن هناك أيضاً حصار وهجمات، وهذا يتسبب بمعاناة شعبنا ويجبره على السفر".
ودعا عبدي، يوم الجمعة الماضي، إلى الحوار مع الجانب التركي للوصول إلى حل سياسي في سورية وقال في كلمة مصورة إنه "لا يمكن حلّ الأزمة السورية عن طريق العنف والحرب والقتال"، مبدياً الاستعداد لـ"الحوار مع جميع الأطراف وكل القوى، ومن ضمنها تركيا"، مؤكداً دعم قواته أي حوار يفضي إلى وقف الاقتتال والوصول إلى حل سياسي للحرب في سورية. وهذه ليست المرة الأولى التي تبدي فيها "قسد" استعدادها للدخول في حوار مع النظام السوري، إذ سبق أن دعت مرات عدة خلال الأعوام الأخيرة إلى هذا الحوار وقالت إنها مستعدة للانضمام إلى قوات النظام.
ويقود مظلوم عبدي (55 عاماً) "قسد" التي تأسست في نهاية عام 2015 لمحاربة تنظيم "داعش" بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. واستطاعت في معارك جرت بين عام 2016 وبداية عام 2019 طرد التنظيم من منطقة شرق نهر الفرات التي تشكل نحو ربع مساحة سورية وتعد الأغنى بالثروات. وتشكل الوحدات الكردية (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي) النواة الصلبة لهذه القوات التي تضم العديد من الفصائل الأخرى، وتحكم منطقة غالبية سكانها من العرب.
وجرت خلال الأعوام الفائتة جولات حوار بين مجلس سورية الديمقراطي (الذراع السياسية لقسد) والإدارة الذاتية من جهة، وبين النظام من جهة أخرى لحسم مصير شرق الفرات إلا أنها فشلت بسبب رفض النظام الاعتراف بـ "قسد" جزءاً من قواته وعدم الاعتراف بـ"الإدارة الذاتية" طرفاً في المعادلتين السياسية والإدارية في المنطقة.