منذ 43 عاماً، ولا تزال عائلة هواش في مدينة نابلس محافظة على صناعة ماكينات تحميص القهوة. تأسست مؤسسة هواش وأولاده لصناعة ماكينات البن والبهارات والمكسرات منذ عام 1973، وهي المؤسسة الوحيدة في فلسطين التي تصنع هذه الماكينات بتقنية عالية.
ففي منطقة رأس العين الممتدة من البلدة القديمة في مدينة نابلس، تقع ورشة تصنيع الماكينات. للوهلة الأولى يُعتقد أنها ورشة حدادة فقط، لكن عند الدخول إليها تظهر الماكينات والتصاميم وقطع الغيار، إضافة إلى عدد كبير من الدفاتر، إذ ما فتحتها وجدت فيها عشرات التصاميم لماكينات حسب طلب الزبائن.
يقول الحاج سميح هواش لـ "العربي الجديد": "ما زلت أتذكر أول ماكينة لتحميص البن، حيث عملنا بها لأشهر قليلة فقط، وبعدها بدأنا بصناعة ماكينات لتقطيع الصابون وفرن البسكويت، بالإضافة إلى صناعة منشار حجر، وكانت جميع هذه الماكينات تحت اسم Ditling المشابهة للماركة السويسرية Ditting الخاصة بصناعة ماكينات القهوة والبن والبهارات".
ويضيف: "خلال فترة عملي، لم أقم بتسجيل أي مكينة قهوة قمت بتصنيعها، فأنا على ثقة أنه لن يأتي أحد، ويقوم بتصنيع ماكينات كهذه، فصناعتها تتضمن العديد من الأسرار التي لا يعلم بها أحد، وقد قمت بتعليمها إلى ابني صالح (37 عاماً) منذ كان في السابعة عشرة من عمره، أما سامح (33 عاماً)، فقد بدأ يتعلم أسرار العمل منذ كان في الخامسة عشرة".
يسرد هواش حكاية هذه الصناعة، فيقول: "تعلمت صناعة الماكينات بمفردي، كنت أدرس في المدرسة الصناعية في نابلس، وعملت في عدد من المصانع في الداخل المحتل، وبدأت الفكرة منذ كان عمري 16 عاماً، وبعد 10 سنوات من التفكير والدراسة والعمل، افتتحت الورشة وأنتجت أول ماكينة دون مساعدة أي شخص".
اقــرأ أيضاً
يشير هوامش إلى أنه كان يتقن فن تفكيك الأشياء وإعادتها منذ صغره، فيقول: "كنت أقوم بفك الخزائن في المنزل ومن ثم أعيد تركيبها، ولم أتجاوز وقتها عامي الأول، وفي سن الثامنة، بدأت في تفكيك الدراجات الهوائية وتصليحها لأصدقائي، إضافة إلى تفكيك الراديوهات الصغيرة"، وفق ما يؤكده.
وعن صناعة وبيع الماكينات يقول: "نصنع ماكينات تحميص القهوة للسوق المحلية والداخل المحتل، كما أننا نصنع الآلات ونصدرها إلى الخارج، حتى وصلنا إلى الأرجنتين وأريتيريا".
أما أبنه صالح هواش فيقول: "سأعلم أبنائي هذه الصناعة وأشجعهم على الدراسة في الجامعة بما يتناسب مع صناعة الماكينات لتطوير عملنا، وصناعتنا هذه بأحدث الوسائل التكنولوجية وتحديث آليات العمل".
وإلى جانب صناعة الماكينات وتصليحها وتوفير القطع لها، يقول الحاج سميح هواش: "أقوم أيضاً بمساعدة الخريجين، خاصة الطلاب في السنوات النهائية، الذين يقومون بتنفيذ مشاريع التخرج من جامعاتهم".
الماكينات التي يصنعها هواش في ورشته، تتضمن ماكينات القهوة والمكسرات والبهارات والزعتر، بالإضافة إلى صناعة ماكينات البسكويت، والأفران، وماكينات تقطيع الصابون، فضلاً عن صناعة مناشير الحجر. ويقول هوامش "صنعت منشاراً واحداً فقط قبل نحو 20 عاماً، ولن أستطيع أن أعيد صناعة منشار آخر، فحينها كنت أستطيع حمل القطع وقص الحديد بأحجامه المختلفة، أما الآن فلا أستطيع، فعمري ناهز 75 عاماً".
داخل هذه الورشة تستقبلك دفاتر قديمة على رفوف خزانة صغيرة في الورشة، تتضمن عشرات التصاميم الهندسية لماكينات قام بتصميمها هواش للزبائن. قياسات كثيرة وماكينات مختلفة. ومشاريع أخرى لماكينات مستقبلية، يحضر هواش لصناعتها، ويتحدث عن مهارات تصميمها بشغف.
يواجه هواش العديد من الصعوبات، منها الاحتلال الذي يضيق على كافة القطاعات الاقتصادية وخصوصاً الصناعية والحرفية، ويقول "يعتبر التسويق من أهم وأبرز الصعوبات التي نواجهها في عملنا، لا توجد أسواق تستوعب ما نقوم بتصنيعه، ولا نستطيع التصدير بشكل كبير، فالأمر مكلف وبحاجة إلى تراخيص وإجراءات كثيرة، ولا يوجد أي جهة رسمية تساندنا في تصدير ما نقوم بصناعته، إضافة إلى قلّة قطع الغيار للماكينات التي نحتاجها للعمل".
يتمنى هواش توفير الإمكانات للتصنيع والقطع، فالماكينات الفلسطينية تتميز بمواصفات عالمية، يمكنها أن تغزو السوق العالمية. كما يحلم باستئجار قطعة أرض كبيرة ونقل ورشته وتوسيع عمله، مؤكداً أنه يملك الإمكانات الهندسية لصناعة ماكينات لم يتم تصنيعها حتى الآن، بسبب غياب الأسواق وانحصار الطلب وعدد الزبائن بالسوق المحلية.
اقــرأ أيضاً
ففي منطقة رأس العين الممتدة من البلدة القديمة في مدينة نابلس، تقع ورشة تصنيع الماكينات. للوهلة الأولى يُعتقد أنها ورشة حدادة فقط، لكن عند الدخول إليها تظهر الماكينات والتصاميم وقطع الغيار، إضافة إلى عدد كبير من الدفاتر، إذ ما فتحتها وجدت فيها عشرات التصاميم لماكينات حسب طلب الزبائن.
يقول الحاج سميح هواش لـ "العربي الجديد": "ما زلت أتذكر أول ماكينة لتحميص البن، حيث عملنا بها لأشهر قليلة فقط، وبعدها بدأنا بصناعة ماكينات لتقطيع الصابون وفرن البسكويت، بالإضافة إلى صناعة منشار حجر، وكانت جميع هذه الماكينات تحت اسم Ditling المشابهة للماركة السويسرية Ditting الخاصة بصناعة ماكينات القهوة والبن والبهارات".
ويضيف: "خلال فترة عملي، لم أقم بتسجيل أي مكينة قهوة قمت بتصنيعها، فأنا على ثقة أنه لن يأتي أحد، ويقوم بتصنيع ماكينات كهذه، فصناعتها تتضمن العديد من الأسرار التي لا يعلم بها أحد، وقد قمت بتعليمها إلى ابني صالح (37 عاماً) منذ كان في السابعة عشرة من عمره، أما سامح (33 عاماً)، فقد بدأ يتعلم أسرار العمل منذ كان في الخامسة عشرة".
يسرد هواش حكاية هذه الصناعة، فيقول: "تعلمت صناعة الماكينات بمفردي، كنت أدرس في المدرسة الصناعية في نابلس، وعملت في عدد من المصانع في الداخل المحتل، وبدأت الفكرة منذ كان عمري 16 عاماً، وبعد 10 سنوات من التفكير والدراسة والعمل، افتتحت الورشة وأنتجت أول ماكينة دون مساعدة أي شخص".
يشير هوامش إلى أنه كان يتقن فن تفكيك الأشياء وإعادتها منذ صغره، فيقول: "كنت أقوم بفك الخزائن في المنزل ومن ثم أعيد تركيبها، ولم أتجاوز وقتها عامي الأول، وفي سن الثامنة، بدأت في تفكيك الدراجات الهوائية وتصليحها لأصدقائي، إضافة إلى تفكيك الراديوهات الصغيرة"، وفق ما يؤكده.
وعن صناعة وبيع الماكينات يقول: "نصنع ماكينات تحميص القهوة للسوق المحلية والداخل المحتل، كما أننا نصنع الآلات ونصدرها إلى الخارج، حتى وصلنا إلى الأرجنتين وأريتيريا".
أما أبنه صالح هواش فيقول: "سأعلم أبنائي هذه الصناعة وأشجعهم على الدراسة في الجامعة بما يتناسب مع صناعة الماكينات لتطوير عملنا، وصناعتنا هذه بأحدث الوسائل التكنولوجية وتحديث آليات العمل".
وإلى جانب صناعة الماكينات وتصليحها وتوفير القطع لها، يقول الحاج سميح هواش: "أقوم أيضاً بمساعدة الخريجين، خاصة الطلاب في السنوات النهائية، الذين يقومون بتنفيذ مشاريع التخرج من جامعاتهم".
الماكينات التي يصنعها هواش في ورشته، تتضمن ماكينات القهوة والمكسرات والبهارات والزعتر، بالإضافة إلى صناعة ماكينات البسكويت، والأفران، وماكينات تقطيع الصابون، فضلاً عن صناعة مناشير الحجر. ويقول هوامش "صنعت منشاراً واحداً فقط قبل نحو 20 عاماً، ولن أستطيع أن أعيد صناعة منشار آخر، فحينها كنت أستطيع حمل القطع وقص الحديد بأحجامه المختلفة، أما الآن فلا أستطيع، فعمري ناهز 75 عاماً".
داخل هذه الورشة تستقبلك دفاتر قديمة على رفوف خزانة صغيرة في الورشة، تتضمن عشرات التصاميم الهندسية لماكينات قام بتصميمها هواش للزبائن. قياسات كثيرة وماكينات مختلفة. ومشاريع أخرى لماكينات مستقبلية، يحضر هواش لصناعتها، ويتحدث عن مهارات تصميمها بشغف.
يواجه هواش العديد من الصعوبات، منها الاحتلال الذي يضيق على كافة القطاعات الاقتصادية وخصوصاً الصناعية والحرفية، ويقول "يعتبر التسويق من أهم وأبرز الصعوبات التي نواجهها في عملنا، لا توجد أسواق تستوعب ما نقوم بتصنيعه، ولا نستطيع التصدير بشكل كبير، فالأمر مكلف وبحاجة إلى تراخيص وإجراءات كثيرة، ولا يوجد أي جهة رسمية تساندنا في تصدير ما نقوم بصناعته، إضافة إلى قلّة قطع الغيار للماكينات التي نحتاجها للعمل".
يتمنى هواش توفير الإمكانات للتصنيع والقطع، فالماكينات الفلسطينية تتميز بمواصفات عالمية، يمكنها أن تغزو السوق العالمية. كما يحلم باستئجار قطعة أرض كبيرة ونقل ورشته وتوسيع عمله، مؤكداً أنه يملك الإمكانات الهندسية لصناعة ماكينات لم يتم تصنيعها حتى الآن، بسبب غياب الأسواق وانحصار الطلب وعدد الزبائن بالسوق المحلية.