سليم سلامة... ثلاثة ألحان وثلاثة أصوات

11 ابريل 2019
عمار حسن انقلب بشكل ايجابي (فيسبوك)
+ الخط -
يحاول الملحن سليم سلامة العبور إلى ضفة لا تُشبه ما هو سائد في في خطّ الاغاني الشعبية، التي كرسته قبل سنوات واحداً بين قلة من الملحنين الشباب، في لبنان.

في السنوات العشر الأخيرة، ازداد الضوء حول سلامة، بعد نجاحات حققها مع إليسا في "ع بالي حبيبي"، وتعاونه مع نجوى كرم في "التحدّي" و"تعا خبيك"، وكذلك مع نانسي عجرم في "يا سلام"، وكان أحد المساهمين في إعادة الشعبية لـ فارس كرم، عبر "التنورة" و"نسونجي". يتمهل سليم سلامة اليوم في القبول بالتلحين، لكنه يفضّل اللون الشعبي، أو المغني الشعبي الذي يصل بألحانه إلى حيث النجاح.

خلال أقل من شهر، صدرت ثلاثة ألحان تحمل توقيع سلامة؛ "فوتي بعلاقة" للمغني السوري حسام جنيد، ولمواطنه ناصيف زيتون أغنية بعنوان "ما بظن"، وثالثة للفلسطيني عمّار حسن "بطريقة مختلفة".

تبدو محاولات فيها من الجديد ما قد يتناسب مع شخصيات المغنين الذين يؤدونها. بعض الجمل اللحنية تمتزج مع صوت وأداء الفنانين. الصوت المطواع عند حسام جنيد يحمله هذه المرة إلى الهروب من خطّ الأغنية "الساحلية" التي ينتمي إليها. جيد أن يستعرض جُنيد صوته عن طريق القليل من الطرب في الأداء والتوزيع الموسيقي الذي يتناسب مع الألحان والكلمات.

يرفع جنيد وتيرة أدائه، بطريقة مُريحة بعيداً عن الاستعراض أو العُرب التي يتقصدها غيره من الفنانين في الأداء. مرتاح جداً في استغلال لحن بسيط، ينقذ المستمع من رتابة الألحان، أو بمعنى آخر تشابهها مع بعضها. تنقل جنيد من أسلوب غنائي إلى آخر، ليصبح الأكثر متابعة من قبل جيل اليوم. حققت الأغنية التي نُشرت على منصة يوتيوب أربعة ملايين ونصف مليون متابع خلال 21 يوماً.




قبل يومين، أصدر المغني الفلسطيني عمّار حسن أغنية جديدة بعنوان "طريقة مختلفة" من ألحان سلامة. بدت موفقة، وتحمل مغنياً تميز بأدائه منذ ما يقارب خمسة عشر عاماً عندما حلّ في المرتبة الثانية برنامج "سوبر ستار" 2004. يؤدي عمار حسن الأغنية بحماسة عاطفية، في محاولة منه لكسر الطوق الذي فرضه على نفسه في السنوات السابقة، والاتجاه إلى عنصر الشباب. يُسرع سليم سلامة النمط مع عمار حسن، ويتجه إلى التوزيع الأسرع من زميله جنيد. نفَس موسيقي يتناسب مع تجدد أو هروب حسن من كلاسيكيات أو تكرار ضمن أعماله المغناة، ولو أن الكليب جاء على حساب الأغنية وظلمها.



أما ناصيف زيتون؛ فأصدر أغنية تحمل طابعًا عاطفيًا. صاحب "مش عم تظبط معي" يتحايل على صوته في كلمات جيدة. بعيداً عن الإيقاع السريع، يتجه زيتون وسلامة في لحن "ما بظن" إلى الرومانسية التي لا توفر الإيقاع الغربي المتداخل ضمن موسيقى مُتجددة. بطء اللحن يعطي الأغنية طابعًا كلاسيكيا من اللحظة الأولى، ويدخل في إطار نافر لما يقصده الكاتب أو الشاعر، وحتى الملحن؛ ليخرج بالنتيجة إلى جملة بطيئة، مقارنة مع شقيقتيها (طريقة مختلفة وفوتي بعلاقة)، لكنها حققت خلال أربعة أيام أكثر من مليوني متابع على موقع يوتيوب، لشهرة ناصيف زيتون التي اكتسبها منذ سبع سنوات.


أسئلة كثيرة تُطرح حول الإصدارات المقبلة، وهل بالإمكان أن تحمل جديداً يعزز صناعة وفن الموسيقى في العالم العربي الذي عانى لسنوات من إنتاج عشوائي؟ إنتاج أصاب الجمهور بنوع من البعد عن كثير من الأغاني التي تحفل بها مواقع التواصل الاجتماعي. ثمة أسئلة كثيرة تلوح في الأفق، عن السوق الغنائي العربي، وشركات الإنتاج التي تحولت إلى مجرد وسيط لبيع الإصدارات إلى المنصات العالمية. لكن ذلك لا يمنع وجود ملحنين يتوجهون إلى الجمهور من خلال بعض المغنين عبر إصدارات مميزة.
دلالات
المساهمون