سلمان ناطور يغادر مقعد الحكاية

15 فبراير 2016
(1949 - 2016)
+ الخط -

"ستأكلنا الضباع إن بقينا بلا ذاكرة.. ستأكلنا الضباع". عبارةٌ سرعان ما أخذت تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، لدى مجيء خبر رحيل صاحبها، الكاتب الفلسطيني سلمان ناطور، عن 67 عاماً، إثر أزمةٍ صحيّة ألمّت به في الأيام الأخيرة بعد إجراء في القلب. ومن المقرّر أن يُشيّع، مساء اليوم، في قريته، دالية الكرمل جنوب مدينة حيفا.

ولد ناطور في دالية الكرمل عام 1949 بعد عام من الاحتلال. أنهى دراسته الثانوية في بلدته، ثم درس الفلسفة في القدس، ثم عاد إلى حيفا، وعمل في الصحافة بين 1968 و1990؛ حيث حرّر الملحق الثقافي في جريدة "الاتحاد" الحيفاوية ومجلة "الجديد" الثقافية.

صدر لصاحب "ما وراء الكلمات" أعمالٌ في حقول أدبية مختلفة؛ المسرح، والقصة القصيرة، وأدب الطفل، والرواية، إلى جانب ترجمات أدبية عن اللغة العبرية. انصب عمل ناطور على الذاكرة الشفوية الفلسطينية والتفاصيل اليومية والحكايات التي يعيشها وعاشها الناس قبل وأثناء وبعد نكبة عام 1948.

من إصداراته: "أنت القاتل يا شيخ" (رواية، 1976) و"الشجرة التي تمتد جذورها إلى صدري" (قصص قصيرة، 1978) و"هل قتلتم أحداً هناك؟ نص من وعن الذاكرة" (2000) و"أريحا.. رحلة يوم وعشرة آلاف" (2000).

في واحدٍ من نصوصه كتب ناطور: "تخونني الذاكرة، وأفقدها يوماً بعد يوم. وقد يأتي يوم أسود، فأجد نفسي بلا ذاكرة. أتحرّك إلى لا مكان. أهيم في الشوارع والغابات، إلى أن يعثر عليّ صيّاد كان يوماً رفيق طفولة؛ فأخذ الحياة على علّاتها، واستقى منها فرحها، فصار ذاكرةً. ويمسك بيدي: أنا الذي نطح طواحين الهواء ففقد ذاكرته وصار لاشيء، تماماً لا شيء.

ويأخذني إلى البيت الذي وُلدتُ فيه، ويسلّمني إلى أهلي ويعود هو إلى أهله ليحدّثهم عن شيخٍ فقد ذاكرته. ويقول متفاخراً أمامهم: لولاي، لأكلته الضباع. ستأكلنا الضباع إن بقينا بلا ذاكرة، ستأكلنا الضباع".

اقرأ أيضاً: برهان كركوتلي.. حكواتي الثورة ورسامها

دلالات
المساهمون