سلاح التجويع دفع العائلات السوريّة إلى أكل الكلاب

12 مارس 2014
الوضع الانساني في سوريا
+ الخط -

تطرّق تقرير، أعدّته صحيفة "ذا تايمز"، إلى الأزمة السورية من زاويتها الانسانية، مسلطاً الضوء على استخدام النظام للمجاعة كسلاح لتركيع مواطنيه. وفي التقرير الذي حمل عنوان "سلاح التجويع السوري دفع العائلات السورية إلى أكل الكلاب"، للكاتب توم كوغلن، بعضٌ من فصول المعاناة اليومية للسوريين، وبشكل خاص عبر ناشط معارض للنظام.

يقول كوغلن: "أصبح واحداً من أبرز الأصوات داخل سوريا التي مزقتها الحرب، وهو ناشط متمرّد من إحدى ضواحي دمشق المحاصرة، قام بتوثيق حياة الناس في مجتمعه، حين تم الهجوم عليهم بالغاز وتجويعهم لأكثر من عام من قبل قوات النظام السوري".
ويضيف: "الآن بعد اختفائه منذ شهر مضى، الناشط المعارض من ضاحية المعضمية الذي أطلق على نفسه اسم قُصيّ زكريا، هرب الى لبنان ومن لبنان الى واشنطن، حيث سيلقي خطاباً في الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة حول التأثير المدمّر لما يسميه "سلاح التجويع".

قاسم عيد، هو الإسم الحقيقي له. وصف الحرب الأهلية بالمرتبكة، والتي يتزايد فيها تفكك جميع الأطراف، والتي ثوارها السوريون الأصليون أصبحوا محبطين ويشتبهون بدوافع البعض من حلفائهم، بالضبط كما كانوا يشعرون نحو نظام الأسد. وقال إن التنازل القبيح أصبح هو الوضع المعتاد في البلاد.

يقول عيد إن المجاعة تعمل بطريقة أقوى من الأسلحة الكيميائية، حيث أصيب هو شخصياً بأضرار صحية بالغة خلال الهجوم بغاز السارين في 21 أغسطس/ آب من العام الماضي. يضيف: "إنه أمر مؤلم للغاية. لقد ترك سلاح التجويع أثراً كبيراً على الناس، ودمّر الروابط الاجتماعية والعائلية".

وأشار الى موافقة ضاحية المعضمية، في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، على التعامل مع الحكومة السورية بعد أكثر من عام من الهجوم والقصف واستخدام الغاز والتجويع. وهي فترة تم فيها دفع العائلات السورية الى أكل العشب والكلاب.

وقامت العائلات برفع علم النظام السوري في مقابل السماح لهم من قوات الأمن بشراء الإمدادات الغذائية المحدودة، مشيراً الى أن هناك ضواحي أخرى قامت بعقد صفقات أخرى مع النظام. وأشار الى تحسن ظروف نحو 6 آلاف من النساء والأطفال العائدين خلال محادثات السلام في جنيف. ومنذ انتهاء المحادثات، انعكست هذه السياسة، وخلال الأسبوعين الماضيين، لم يسمح بدخول مواد غذائية جديدة.

وقال عيد إن وحدات الجيش السوري الحر تعرضت لضغوط من أجل التنازل عن هدفها المتمثل في إسقاط النظام، من خلال محاولتها إراحة السكان المحليين من الموت جوعاً، بدءاً من مقدرة المجتمع الدولي على المساعدة أم لا، وأيضاً الأجندات المختلطة التي تعمل تحت اسم الثورة السورية والفساد المألوف لدى الجميع في سوريا وخارجها. وقال إن الجميع يتحدثون عمّا يفعله الجيش الحر من أجل الثورة، في حين أنهم يعملون لمصلحتهم الخاصة.

وقال عيد إن السلطات قدّمت له وعداً بممرّ آمن إذا ترك منطقة المعضمية. في أوائل شهر فبراير/ شباط نُقل الى قبضة الجيش، شعبة 4، في دمشق.

وأشار الى وجود أجزاء مختلفة من الأجهزة الأمنية الحكومية، ولا سيما الجيش واستخبارات القوات الجوية المخيفة في سوريا. وعلى ما يبدو فإن كلاهما في منافسة مع الآخر، ومع ادعاء الجيش بعرقلة استراتيجية التفاوض عمداً من قبل العناصر الأكثر تشدداً.

واضاف: "إذا كانوا صادقين، فمن الواضح أننا نتعامل مع الكثير من العصابات المسلحة الكبيرة التي هي خارج نطاق السيطرة".

وقال عيد إن استخبارات القوات الجوية، التي اتُّهمت بتعذيب وإعدام السجناء، سعت إلى السيطرة عليه، ولكن قوبل طلبهم بالرفض من الجيش. بعد ذلك تمكن من الفرار في ظروف يرفض التصريح عنها. ولا يزال العديد من أقاربه موجودين في سوريا.

وقد جاء هروبه بعدما وافقت، أمس، كل من الحكومة وقوات المتمردين، على الإفراج عن 13 من راهبات الروم الأرثوذكس اللواتي تم القبض عليهن من قبل جبهة النصرة الموالية لتنظيم القاعدة. وكشفت لقطات مصورة لتسليم الراهبات، في مقابل 150 من السجينات لدى الحكومة، عن وجود ألفة مستغربة بين الراهبات وخاطفيهم.

وفي تقرير صدر أمس، اتهمت منظمة العفو الدولية الحكومة السورية بارتكاب جرائم حرب، مشيرةً الى موت ما يقرب من 128 شخصاً من الجوع في ضاحية اليرموك منذ بدء الحصار منذ عام مضى. ولقد فشلت الجهود المتكررة التي تبذلها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى المنطقة.

دلالات
المساهمون