كثيرة هي اللحظات التي يمكن أن نجعلها سعيدة. هناك لحظات هي نفسها تأتي عابقة بالسعادة محمّلة بصنوفها المختلفة التي تناسب مزاجنا وهوانا في اللحظة التي نكون جاهزين لاستقبالها. وهناك لحظات نسعى بأنفسنا إلى جعلها سعيدة إن عبر المخططات قبل فترة معينة وما فيها من اهتمام بكلّ تفصيل مهما كان صغيراً ودقيقاً، أو عبر مجرد التفرغ لها.
هي سعادة ينشدها كثيرون. ولا أقول إنّ الجميع ينشد السعادة فالبعض يختلف منظوره. كذلك، السعادة نفسها ليست واحدة مطلقة. هي تخالف منطق القدماء في فطريتها وبداهتها، فهي نسبية ككلّ حالة أخرى مهما كانت. ذاك الذي ينشد النكد ربما تكون سعادته نفسها فيه. وذلك الذي "يموت في" افتعال المشاكل قد يكون هواه في هذا الاتجاه، وقد يخلق له أيّما نشوة. ألم تنتبه أنّ عبارة "يموت في الشيء" قد تكون على النقيض من حالة حبّه، مع ذلك، تعبّر عنه بأعمق صورة ربما؟
الأعياد من تلك اللحظات السعيدة. وفي الأعياد لحظات سعادة أكبر من الفرد تقترن بالجماعة، بل بالجماعات. صلاة العيد شاهد عليها، ومعها أقراص المعمول الموزعة على باب المسجد، يرصد من يوزعها إن كنتَ ستضع تبرعاً في كيسه أم لا، فإن فعلت صدح بالمعايدة من شفتين اتخذتا ابتسامة لها وزنها الكبير في ميزان السلوك الاجتماعي. المعمول يستحق التبرع وحده، فبعد صلاة قد تطول خطبتاها بحسب الوضع السياسي الراهن الذي قد يمتد من بلدك ليصل إلى أقصى مشارق الأرض، تستحق بعض السكّر الذائب في حلقك كأنّها معايدة سعيدة حلوة مخصصة لك، مهما تشابه قرص معمولك مع أقراص الآخرين.
النظر إلى البحر، والاستمتاع بالطبيعة، وملاقاة الحبيبة، والسينما ومدينة الألعاب والأراجيح، كلّها من اللحظات السعيدة. الزيارات العائلية منها أيضاً، ولو أنّ قليلين يتحدثون فيها مع بعضهم البعض بقدر ما ينظرون في هواتفهم باحثين عن معايدات يرسلونها إلى أشخاص قد يكونون بعيدين جداً عنهم... وقد يكونون في الغرفة نفسها.
مفرقعات الصغار أيضاً من اللحظات السعيدة، حتى ولو فرغ جيبك أنت بالذات في سبيل شرائها. وبما أنّك فعلتها لا مانع من مشاركتهم فيها بصفتك خبيراً لطالما دمرت صغيراً قرى النمل بمفرقعاتك.
حتى المقابر نفسها فيها الكثير من السعادة. ترشدنا الثقافة الشعبية إلى سعادة الميت نفسه في زيارة الأهل له يوم العيد ناشرين الرياحين والعطور على قبره، وموزعين الحلويات عن روحه. وهي للأهل سعادة أيضاً في تذكّره مهما أحزنهم غيابه، وفي اجتماعهم حول بعضهم البعض بسببه هو بالذات، فكأنّها هديته لهم.
هي دروب السعادة التي ينشدها كثيرون من بيننا. وهي دروب السعادة التي يتمنون أن يصلوا إليها، في عيد أم في غيره.
اقــرأ أيضاً
هي سعادة ينشدها كثيرون. ولا أقول إنّ الجميع ينشد السعادة فالبعض يختلف منظوره. كذلك، السعادة نفسها ليست واحدة مطلقة. هي تخالف منطق القدماء في فطريتها وبداهتها، فهي نسبية ككلّ حالة أخرى مهما كانت. ذاك الذي ينشد النكد ربما تكون سعادته نفسها فيه. وذلك الذي "يموت في" افتعال المشاكل قد يكون هواه في هذا الاتجاه، وقد يخلق له أيّما نشوة. ألم تنتبه أنّ عبارة "يموت في الشيء" قد تكون على النقيض من حالة حبّه، مع ذلك، تعبّر عنه بأعمق صورة ربما؟
الأعياد من تلك اللحظات السعيدة. وفي الأعياد لحظات سعادة أكبر من الفرد تقترن بالجماعة، بل بالجماعات. صلاة العيد شاهد عليها، ومعها أقراص المعمول الموزعة على باب المسجد، يرصد من يوزعها إن كنتَ ستضع تبرعاً في كيسه أم لا، فإن فعلت صدح بالمعايدة من شفتين اتخذتا ابتسامة لها وزنها الكبير في ميزان السلوك الاجتماعي. المعمول يستحق التبرع وحده، فبعد صلاة قد تطول خطبتاها بحسب الوضع السياسي الراهن الذي قد يمتد من بلدك ليصل إلى أقصى مشارق الأرض، تستحق بعض السكّر الذائب في حلقك كأنّها معايدة سعيدة حلوة مخصصة لك، مهما تشابه قرص معمولك مع أقراص الآخرين.
النظر إلى البحر، والاستمتاع بالطبيعة، وملاقاة الحبيبة، والسينما ومدينة الألعاب والأراجيح، كلّها من اللحظات السعيدة. الزيارات العائلية منها أيضاً، ولو أنّ قليلين يتحدثون فيها مع بعضهم البعض بقدر ما ينظرون في هواتفهم باحثين عن معايدات يرسلونها إلى أشخاص قد يكونون بعيدين جداً عنهم... وقد يكونون في الغرفة نفسها.
مفرقعات الصغار أيضاً من اللحظات السعيدة، حتى ولو فرغ جيبك أنت بالذات في سبيل شرائها. وبما أنّك فعلتها لا مانع من مشاركتهم فيها بصفتك خبيراً لطالما دمرت صغيراً قرى النمل بمفرقعاتك.
حتى المقابر نفسها فيها الكثير من السعادة. ترشدنا الثقافة الشعبية إلى سعادة الميت نفسه في زيارة الأهل له يوم العيد ناشرين الرياحين والعطور على قبره، وموزعين الحلويات عن روحه. وهي للأهل سعادة أيضاً في تذكّره مهما أحزنهم غيابه، وفي اجتماعهم حول بعضهم البعض بسببه هو بالذات، فكأنّها هديته لهم.
هي دروب السعادة التي ينشدها كثيرون من بيننا. وهي دروب السعادة التي يتمنون أن يصلوا إليها، في عيد أم في غيره.