تصاعدت مخاوف الشارع السوداني من تداعيات ومخاطر سد النهضة بعد إعلان أثيوبيا الانتهاء من المرحلة الأولى لتعبئته.
وقال وزير الطاقة والتعدين السوداني السابق، عادل إبراهيم، لـ"العربي الجديد" إن ملء سد النهضة دون تنسيق مسبق يؤثر سلبا على إمدادات الكهرباء في السودان. وطالب إبراهيم بضرورة استمرار التنسيق بين الأطراف كافة (أثيوبيا والسودان ومصر) في كل مرحلة.
وبموجب الربط الكهربائي بين السودان وإثيوبيا تحصل الخرطوم على 200 ميغاوات يوميا، بينما تحصل على ما بين 80 و90 ميغاواتاً من مصر يومياً، حسب وزير الطاقة والتعدين السوداني الحالي، عادل إبراهيم.
ويعاني السودانيون من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، تصل إلى أكثر من 7 ساعات للقطاعات السكنية خلال اليوم الواحد.
وعزا وزير الطاقة والتعدين السوداني في تصريحات سابقة، أسباب انقطاع التيار إلى ضعف الإنتاج الناتج عن ضعف الإمداد المائي في عدد من الأنهر خلال فترة الصيف، مشيراً إلى أن الوزارة، أعدت خطة واضحة ودقيقة لتعويض الإنتاج المائي بالتوليد الحراري، وشرعت قبل أشهر في صيانة محطة بورتسودان الحرارية ومحطة قري ومحطة أم دباكر.
وقال وكيل قطاع الكهرباء السوداني، خيري عبدالرحمن، في تصريحات، مؤخرا، إن العمل جارٍ لتوليد حراري في مجال الكهرباء من 3 محطات تنتج مجتمعة 1100 ميغاوات في اليوم.
ومن جانبه، أكد عضو اللجنة الفنية الدولية للتفاوض حول سد النهضة السابق، دياب حسن دياب، لـ "العربي الجديد" أن بدء ملء سد النهضة تسبب في تراجع تصريف سد "الروصيرص"، يوم الاثنين الماضي، إلى 124 مليون متر مكعب مقارنة مع 448 مليون متر مكعب في نفس الفترة من العام الماضي.
وأوضح أن استمرار انخفاض المنسوب الفترة المقبلة يتوقف على كمية الأمطار بإثيوبيا لكن السبب المباشر في الخفض هو بدء ملء سد النهضة بدون تنسيق ودون اتفاق ملزم مع دولتي السودان ومصر.
وقال دياب إن "وجهة نظر إثيوبيا منذ بدء السد في 2011 ترتكز على عدم الاعتراف بالآخر وكسر القانون الدولي للإخطار المسبق، وهي بذلك هيأت الشعب والإعلام والبرلمان بأن النهر نهرها والأرض أرضها والسد سدها والسيادة سيادتها وبهذه النظرية بنت السد بدون اتباع أي قوانين دولية للاعتراف بالآخر ولم تتبع حتى الأسس العلمية لإنشاء مثل هذه السدود مما يهدد أمن دول المصب".
وأشار إلى رفض إثيوبيا من خلال هذا المبدأ استكمال الدراسات واستمرت في التشييد وأيضا أنهت الملء الأول دون إخطار، مما أربك التشغيل في السدود ومحطات الطلمبات على مجرى النيل الأزرق والرئيسي وحتى النيل الأبيض خلف جبل أولياء.
وأضاف دياب: إذا كان الوارد من المياه عاليا فقد لا يؤثر ذلك في المنظومة ولكن بدون اتفاق فستبقى سابقة تاريخية يمكن لكل دول المصب أن تحذو حذوها.
وفشلت المباحثات الأخيرة حول السد والتي تمت برعاية الاتحاد الأفريقي وحضور مراقبين أفارقة وأوروبيين وأميركيين في إحداث اختراق في مفاوضات الملء والتشغيل.