سبت النور.. من القدس الحزينة إلى العالم

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
11 ابريل 2015
7FD77658-E118-4A91-BACB-AA553A272D3C
+ الخط -
يحتفل المسيحيون الفلسطينيون اليوم، حسب التقويم الشرقي، بسبت النور، تمهيدا لبدء احتفالات عيد القيامة المجيد، يوم غد الأحد.

وحسب العقيدة المسيحية، فإن نور المسيح الذي صلبه وعذبه اليهود على خشبة في مدينة القدس، يسطع اليوم حيث دفن، لتكون قيامته غدا من بين الأموات معجزة مستمرة منذ أكثر من 2000 عام للمؤمنين ولمن صلبوه ونكلوا به.

ويأتي الاحتفال بسبت النور وقيامة المسيح، في ظل أوضاع بالغة الصعوبة في فلسطين، وسط سقوط الشهداء في الضفة الغربية المحتلة، وحصار خانق وظلام سببه انقطاع الكهرباء في قطاع غزة، وقتل وتشريد للاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب سورية.

وتشهد مدينة القدس منذ فجر اليوم، أطواقا ونقاطا أمنية، لمنع المسيحيين من الوصول إلى كنيسة القيامة والاحتفال بسطوع سبت النور من قبر المسيح.

ويأتي احتفال سبت النور، بعد أربعين يوما من الصوم المقدس، وأسبوع من الاحتفالات الدينية التي سبقته، وتركزت في خميس الأسرار حيث تمت الوشاية بالمسيح، والجمعة الحزينة أو العظيمة، حيث تم صلب المسيح على خشبة في القدس من قبل اليهود وجنود الرومان، تمهيدا لسطوع النور من قبره يوم السبت، وصولا إلى قيامته بعد موته غدا الأحد، لتتجسد بذلك معجزته.


وقال الأمين العام للتجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، ديمتري دلياني: "رغم كل هذه التضييقات الخانقة ومحاصرة كنيسة القيامة، إلا أن المسيحيين تجمعوا حول أسوار القدس وحواجز الاحتلال العسكرية لمن يقيمون خارج القدس على أمل أن يدخلوا إلى المدينة اليوم، فيما تجمع المئات من المسيحيين الذين يعيشون في القدس على الحواجز العسكرية التي أقامها جنود الاحتلال على بعد مئات الأمتار من كنيسة القيامة".

وحسب الطقوس المسيحية في الأراضي الفلسطينية فإن بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، ثيوفيلوس الثالث، سيدخل ظهر اليوم إلى قبر المسيح في كنيسة القيامة، وذلك بعد تفتيش القبر ووضع الشمع الأحمر عليه حتى لا يدخل إليه أحد، وبعد ذلك يتم تفتيش البطرك نفسه للتأكيد للحاضرين أنه لا يحمل أي "ولاعة" أو عود ثقاب، وبعد أن يدخل البطرك ويؤدي الصلوات بمفرده في القبر يخرج حاملا النور، وهو بمثابة المعجزة التي تتحقق كل عام حسب العقيدة المسيحية.

وحسب دلياني فإن مندوبين من جميع الكنائس الأرثوذكسية سيتواجدون لحمل النور معهم إلى كل مكان في العالم، حيث سينتظر الوكيل البطريركي في الأردن على معبر الكرامة الواصل بين الأراضي الفلسطينية والأردن ليحصل على قبس من نور المسيح لبدء الاحتفالات في الأردن، ويتم توزيع جزء من القبس إلى سورية ولبنان ومصر والعراق.

فيما يحضر ممثل بطريركية القدس في اليونان على متن طائرة خاصة ليأخذ من نور المسيح ويذهب به إلى مقر بطريركية القدس في اليونان، ومن هناك يتوزع على المدن اليونانية، ودول أوروبا الشرقية.

أما فلسطينيا، فينتظر آلاف المسيحيين على الحواجز العسكرية الإسرائيلية في رام الله، وبيت لحم، بيت جالا، بيت ساحور، الزبابدة في جنين، وصول نور السبت المقدس، حيث يضيئون قناديلهم وشموعهم، ومشاعلهم، ويشرعون في طقوس تراثية فلسطينية معروفة باسم "الزفة" يحملون فيها قبسا من نور السبت، ويطوفون الشوارع في مدنهم وهم يهتفون للمسيح المخلص الذي صلبه اليهود قبل ألفي عام على خشبة، وألبسوه تاجا من الشوك، فيما تنظر أمه مريم إلى آلامه وتبكي.

اقرأ أيضاً:
عيد الفصح: بهجة وجمعة عائلية وألوان ربيعيّة
آلام المسيح في شوارع لندن

دلالات

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..