سباحة في قمة أفريقيا

03 سبتمبر 2015
رأس انجلة (مواقع التواصل)
+ الخط -
مر أربعة عشر شهراً وأنا بعيدة عن وطني تونس، وجاء اليوم الذي انتظرته طويلا؛ إنه يوم العودة الى بلدي لقضاء العطلة الصيفية، موعد استثنائي بالنسبة لي دون أدنى شك. لم أنم ليلتي وكدت أدفع عقارب الساعة لكي تمضي سريعاً. ركبنا الطائرة، مرت الدقائق وكأنها ساعات وأنا أنتظر على أحر من الجمر هبوطها في مطار تونس قرطاج الدولي.


وما أن وطئت قدماي المطار حتى وجدت الأهل والأقارب في انتظارنا وهم لا يقلون شوقا للقائنا. وصلنا الى بيتنا القديم ودون ان اشعر وجدت نفسي ألج إلى غرفتي، بحثت في الجدران واشتممت رائحة اشتقت إليها كثيراً قبل أن أخلد إلى نوم عميق.

وفي الغد قمنا بجولة بين الأهل والأصدقاء. أخبرني أبي بأنه جهز لنا مفاجأة وأمرنا بأن نعد ملازم البحر. وفي حدود الساعة العاشرة صباحا رن جرس المنزل فكان العم سامي أقرب أصدقاء والدي، جاء ليأخذنا الى مدينة بنزرت والتي تبعد حوالي 60 كم عن العاصمة تونس.

وفي الطريق نظرت للسماء الصافية وبهرت بالأشجار الرائعة وتعجبت من البحار الهائجة وطربت لألحان العصافير الهادئة، ظللت أشاهد الجمال الرباني وكيف رسم أجمل المناظر الخلابة بكل دقة وعظمة.

دخلنا الى بيته حيث رحبت بنا عائلته وانتصبت طاولة الغداء عليها ما لذ وطاب من الطعام. قصدنا البحر الموجود في "رأس انجلة "ولمن لا يعرف هذا المكان فإن "رأس انجلة" هي قرية صغيرة تقع على الساحل الشمالي للبلاد التونسية وهي آخر نقطة في افريقيا تتبع إدارياً لولاية بنزرت. كان البحر أزرق صافياً يحاكي زرقة السماء وصفاء البلور.

قضينا يوما ممتعا اغتنمنا خلاله الفرصة للاستجمام ومصارعة الأمواج، ثم التسابق بيننا على الرمال الذهبية، قبل أن يأتي سريعاً موعد العودة إلى المنزل فقد حان وقت غروب الشمس. كان يوما لن انساه ما حييت وذكرى ستظل عالقة بذهني. عدنا الى العاصمة، ومباشرة توجهت الى المنزل الذي أعشقه الى حد الجنون، منزل عمتي ناجية والتي أجد لديها دلالا أراهن كل شخص أن يستمتع به فهي بالنسبة لي ولأختي بمثابة الصديقة والعمة والاخت والام، هي كل ذلك مجتمعا.

أما الجزء الآخر فلقد حرصت على استغلاله للقاء صديقتي عمري، التوأم سارة وياسمين واللتين كانتا بدورهما في شوق كبير للقائي. مرت الأسابيع وكأنها ساعات قليلة إذ إن يوم السفر قد حان.

حقا لقد كان يوما صعبا جدا وهل يوجد أصعب من مرارة الفراق؟ عدت وهاتفي محمل بعديد الصور التي تختزل هذه العطلة الرائعة على أمل لقاء قريب يوما ما.

*13 سنة (تونس)
دلالات
المساهمون