سام سامي.. لو رسمتْ شهرزاد بدل أن تحكي

20 يونيو 2019
سام سامي/ إيران
+ الخط -

يقيم الفنان الإيراني سام سامي في مؤسسة "وحدة باراسول للفن المعاصر" في لندن عند السابعة من مساء اليوم محاضرة تحت عنوان "عن شهرزاد.. والأنوثة الخالدة".

يتناول الفنان المعاصر المقيم بين أمستردام وطهران، الرموز المستهلكة وتناقضاتها حول شهرزاد وشقيقتها دنيازاد والسلطة والهيمنة كما تمّ تأويلها في "ألف ليلة وليلة"، ويسأل "ما الذي ستفعله شهرزاد في ألف ليلة وليلة إذا كان عليها أن ترسم؟".

يبحث سامي في مسألة اندماج الأشكال الإبداعية في الثقافة الإيرانية، والذي بات واضحاً بشكل كبير، كما في حالتي الأدب والسينما. مع ذلك، يرى أن هناك القليل من العمق، عندما يتعلّق الأمر بالكيفية التي حاول بها الحداثيون الإيرانيون الدمج بين أشكال الكتابة وإنتاج الفنون المختلفة.

منطلقاً من سؤال الأدب، باعتباره شكلاً جوهرياً من أشكال الكينونة والوجود بالنسبة إلى تاريخ الثقافة الفارسية، ثم يتناول مسألة تطبيق موضوع الأدب نفسه على الفنون البصرية، وهو أمر أصيل في الثقافات الشرقية، والمنمنمات نموذج ساطع على ذلك، لكن سامي يضيء العلاقة المركبة بين الصورة والنص، من خلال "ألف ليلة وليلة" نموذجاً.

يعود سامي إلى عدّة تجارب في الثقافة الإيرانية، من بينها تجربة بهرام بيزاي (1935)، واحد من أبرز الكتاب المسرحيين الإيرانيين الذي بدأ النشر في مطلع الستينيات، ويعتبر الكاتب المسرحي الذي كان يبحث دائماً عن اكتشاف وابتكار قوالب السرد غير الكلاسيكية وغير الغربية.

لتحقيق هذا الغرض، استفاد بيزاي بشكل كبير من المصادر الأدبية الإيرانية الكلاسيكية، ومن بينها "ألف ليلة وليلة"، ومنها استلهام مسرحيتي "الرحلة الثامنة لسندباد" (1964) و"الألف ليلة والليلة الأولى" (2003)، وهما العملين اللذين يعود إليها سامي في المحاضرة.

يقف سامي أيضاً عند الأدب المانوي، والشعر الفارسي ما بعد الإسلام والمنهجيات التي من خلالها ينتج كلّ فنان نمطاً خاصاً من شهرزاد "ألف ليلة وليلة"، ويعتبر أنه ومن خلال ذلك، يمكن للمرء أن يعيد قراءة تاريخ الفنون البصرية في إيران من وجهة نظر شهرزاد ومسؤوليتها الأخلاقية الأنثوية عن الآخر.

يركّز سامي في أعماله الفنية على ممارسة الرسم والبحث في الفلسفة والأدب الفارسي وتاريخ الرسم والتحليل النفسي. من سمات عمله الخروج عن تقليد الرسم المسطح والعودة إلى السؤال الأساسي حول كيف يمكن للفنانين تمثيل العالم ثلاثي الأبعاد في فضاء الرسم كاستعارة، لمجموعة من الأفكار.

معظم أعماله هي منشآت تقارن تاريخ الأدب الفارسي والفن البصري، واحتلت مواضيع مثل الحرب وتاريخ اللاهوت والتغيرات المعرفية موضوع الاستكشافات الفنية لسامي.

المساهمون