في كتابه "أن تصبح عربياً، تواريخ الكريول والهوية الحديثة في عالم الملايو" (منشورات كامبريدج، 2018)، يكشف الباحث ساميت ماندال ملامح التهجين والروابط العابرة للمناطق التي تسم الهويات الآسيوية، من خلال الوقوف عند الهوية العربية في الملايو خلال فترة الاستعمار الأوروبي.
يبحث الكتاب في مظاهر العنصرية التي سادت في القرن التاسع عشر نتيجة لذلك. يتتبع الأكاديمي الماليزي تحوّلات العرب من وجه مألوف ومتعدّد الأوجة في مالاوي إلى شخصيات غريبة يجري تعريفها وفقاً لدورها الاقتصادي والسياسي.
يروي الكاتب كيف أن ثمة خاصية سائلة في الشخصية العربية، فقد كان رد فعل عرب الكريول على تقييدهم بناء علاقات عابرة للحدود مع الامبراطورية العثمانية، حيث أقاموا مؤسسات اجتماعية حديثة ومدارس وصحافة، أدت إلى تقديم تمثيلات قوية لكنها متضاربة للهوية العربية والإسلامية الحديثة.
تحت عنوان "العرب في عالم الملايو: تواريخ الكريول في سياق عنصري"، يلقي ماندال محاضرة في مركز "إيوم" (أوروبا في الشرق الأوسط) في برلين، عند الخامسة من مساء غد الثلاثاء.
يناقش ماندال في محاضرته نقاط الاشتباك والتواصل والتوتر التاريخية للهويات العربية في عالم الملايو من خلال دراسة تاريخ طويل من العلاقات والتفاعلات العربية مع آسيا.
بالنسبة إلى الباحث فإن "عالم الملايو" يعتبر في هذه الحالة علامة غير كاملة ولكنها مفيدة تجسد الجغرافيا الثقافية السائلة في المنطقة قبل تقسيمها إلى دول استعمارية، ثم فيما بعد الدول القومية إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة.
يذكر أن سوميت ماندال أستاذ مشارك في كلية السياسة والتاريخ والعلاقات الدولية بجامعة نوتنغهام - ماليزيا. كما أنه يعمل على تأريخ المجتمعات الإسلامية في المحيط الهندي مع التركيز بشكل خاص على مسائل الهوية وإشكالياتها.
تمتد اهتمامات ماندال لتشمل السياسة الثقافية في إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة، ويجري حالياً أبحاثاً حول تاريخ الأضرحة الإسلامية التي تمتدّ بين ماليزيا وجاكرتا وإندونيسيا وصولاً إلى كيب تاون.