ساعات عربية

04 يناير 2016
نذير طنبولي / مصر
+ الخط -

لا يمكن الحديث عن منجزاتٍ علميّة عربية فارقة؛ سواءً في عام 2015، أو ما سبقه من سنوات قريبة. ضجيجٌ إعلاميّ أُثير في أيلول/ سبتمبر الماضي حول الطالب الأميركي، السوداني الأصل، أحمد محمد (14 عاماً) الذي صنع ساعةً إلكترونية في مدرسته في تكساس، وأُلقي القبض عليه، تخوّفاً من أن يكون ما صنعه قنبلة.

تساؤلات كثيرة دارت حول القضية؛ هل أُلقي القبض عليه فقط لأنه مسلم؟ أم هو إجراء أمني كان يُمكن اتّخاذه بحق أي طالب بغضّ النظر عن دينه وعرقه؟

بغضّ النظر عن الإجابة، وبينما انهمك محمد بتصنيع ساعة إلكترونية، انشغلت الأوساط الاجتماعية العربية باختراعٍ آخر صدّره لنا الغرب هذا العام؛ هو لوح التزلّج الإلكتروني ذو العجلين.

في "المولات"، نجد أن المحلّات المتخصّصة في بيع الأجهزة الإلكترونية، تتسابق على بيعه بأسعار تنافسية. كما نجد أطفالاً، بعمر محمد، يصولون ويجولون داخل الأسواق، وفي الأزقّة، وهم يعتلون ذلك اللوح، الذي يُغنيهم عن استعمال أقدامهم.

نتذكّر هنا قول نيتشه: "كل الأفكار العظيمة تولد أثناء المشي". ما الذي سيُولد، إذن، من أفكار ونحن تنازلنا حتّى عن المشي، ومنحنا آلةً شرفَ القيام بالمهمّة؟

بينما كان ذلك الفتى السوداني يحاول أن يتقصّى قدراته على الإنتاج، وربّما الاختراع في يومٍ ما، نكرّس كل ما يُتاح لها من وسائل الخمول. هل سنجد أنفسنا يوماً مُحاطين بآلاتٍ تنوب عنّا في ممارسة الحياة برمّتها إلى درجة أن نتلاشى تماماً؟


اقرأ أيضاً: بحروف لاتينية

المساهمون