سؤال إجباري

08 يناير 2015
أين تقع تلك الدولة؟ (Getty)
+ الخط -

اقرأ هذا الموضوع ثم أجب عن السؤال:

في كتاب "تحدّي الفقر في العالم" للاقتصادي وعالم الاجتماع السويدي "جنار ميردال"، والذي كتبه عام 1970، تعرّض لنظرية سماها "نظرية الدولة الرخوة"، وفيها يرى أن كثيراً من دول العالم الثالث تعاني الخضوع لما سماه الدولة الرخوة، وأن هذه الدولة الرخوة تكاد تكون هي سرّ البلاء الأعظم وسبباً أساسياً من أسباب استمرار الفقر والتخلّف، وهو يعني بالدولة الرخوة: دولة تُصدر القوانين ولا تطبّقها، ليس فقط لما فيها من ثغرات، ولكن لأن لا أحد يحترم القوانين، والكبار لا يبالون بها لأن لديهم من المال والسلطة ما يحميهم منها، والصغار يتلقّون الرشى لغضّ النظر عنها، والرُخص والتصريحات معروضة للبيع، سواء أكانت لبناء غير قانوني، أم لاستيراد سلعة ممنوعة، أم لاسترداد ضريبة واجبة الدفع، أم لفرض حماية لسلعة مسموح باستيرادها. والقيود لا تُفرض إلا لكي يثرى البعض من كسرها والخروج عليها، والضرائب نادراً ما تحصل أصلاً، والمناصب يلهث الناس للحصول عليها لما تجلبه من مغانم مادية، والإمضاءات تباع أو توهب للمحاسيب والأقارب والأنصار، والعملات الأجنبية وبدلات السفر توزّع بلا حساب على أصحاب السلطة والمقرّبين منهم، وقروض البنوك تُمنح بأسعار فائدة رمزية لمن لا يستحقها، بينما يحرم منها من تقرّرت هذه الفوائد الرمزية أصلاً لصالحهم. وفي هذه الدولة الرخوة يعمّ الفساد إذن، وتنتشر الرشى، فرخاوة الدولة تشجّع على الفساد، وانتشار الفساد يزيدها رخاوة، والفساد ينتشر من السلطة التنفيذية والسياسية إلى التشريعية، حتى يصل إلى القضاء والجامعات.

صحيح أن الفساد والرشوة موجودان بدرجة أو بأخرى في جميع البلاد، ولكنهما فى ظلّ الدولة الرخوة يصبحان نمط حياة. ويفسّر ميردال ظاهرة الدولة الرخوة تفسيراً طبقياً محضاً، فهي ترجع إلى ما تتمتّع به الطبقة العليا من قوة تستطيع بها فرض إرادتها على سائر فئات المجتمع، وهي وإن كانت تُصدر قوانين وتشريعات تبدو وكأنها ديمقراطية وعادلة فى ظاهرها، فإن لهذه الطبقة من القوة ما يجعلها مطلقة التصرّف في تطبيق ما في صالحها، وتجاهل ما يضرّ بها، وأفراد هذه الطبقة لا يشعرون بالولاء لوطنهم، بقدر ما يدينون بالولاء لعائلاتهم وأقاربهم أو عشائرهم ومحاسيبهم. كما يلفت ميردال النظر إلى أن هناك ما يشبه الاتفاق الضمني بين المشتغلين بالتنمية على التزام الصمت التام إزاء ظاهرة الدولة الرخوة، وحتى إذا تناولوها في أحاديثهم الشفوية، وتندّروا بها، فهم لا يكتبون عنها، والمؤسسات الدولية لا تمسها طبعاً ولا بكلمة واحدة من قريب أو من بعيد في تقاريرها وتحليلاتها، ولهذا الصمت أسباب عديدة مرتبط معظمها بالمصالح بين هذه المؤسسات الدولية وتلك الدول الفاسدة.

وبعد عرض القطعة أجب عن السؤال الآتي: أين تقع تلك الدولة؟

*مصر

المساهمون