العراق: ارتفاع خطر في مؤشر الأشعة ما فوق البنفسجية وتحذيرات من السرطان

28 يوليو 2024
محاولة للوقاية من أشعة الشمس في العراق، 29 يوليو 2023 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تحذيرات من ارتفاع الأشعة فوق البنفسجية في العراق**: الهيئة العامة للأنواء الجوية تحذر من التعرّض للأشعة فوق البنفسجية في وقت الظهيرة، مما قد يسبب حروقاً في الجلد وأضراراً في العين.
- **تأثيرات صحية خطيرة**: ارتفاع الإشعاع الشمسي يزيد من خطر الإصابات بحروق وبالسرطان، خاصة في محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وبابل وواسط.
- **تحديات العمال**: العمال يواجهون صعوبة في تجنب الأشعة بسبب ظروفهم المعيشية، والحكومة تمنح عطلاً رسمية وتقليص ساعات الدوام في أيام الحر الشديد.

أفادت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي في العراق بتسجيل ارتفاع خطر في مؤشّر الأشعة ما فوق البنفسجية في عدد من المحافظات، وسط تحذيرات من التعرّض لها في وقت الظهيرة، خصوصاً إذا كانت الأشعة عمودية، الأمر الذي قد يسبّب حروقاً في الجلد وأضراراً في شبكية العين. وأشارت الهيئة إلى أنّ ارتفاع الحرارة في الشهرَين الأخيرَين تجاوز أحياناً نصف درجات الغليان (50 درجة مئوية)، في حين رُصدت حالات إغماء متكرّرة معظمها في مخيمات النازحين.

وأوضحت الهيئة العاملة للأنواء الجوية، اليوم الأحد، أنّ في الأيام التي يكون فيها الإشعاع الشمسي مرتفعاً، تعلو مستويات الأشعة ما فوق البنفسجية بدورها، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابات بحروق وبالسرطان. وشدّدت الهيئة على ضرورة اتّخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية العينَين، لافتةً إلى أنّ مستوى الإشعاع الشمسي يكون مرتفعاً جداً في محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وبابل وواسط.

ويحذّر أهل الاختصاص من خطورة الأشعة ما فوق البنفسجية على صحة الإنسان، ولا سيّما على الجلد والشفاه والعيون. في هذا الإطار، يقول الطبيب مهنّد علي، المتخصص في الأمراض الجلدية بأحد مستشفيات بغداد، إنّ "التعرّض للأشعة ما فوق البنفسجية يسبّب أضراراً خطرة، من بينها ما يطاول الحمض النووي والجلد وتلف خلايا البشرة، وصولاً إلى السرطان". ويشدّد علي لـ"العربي الجديد" على "ضرورة قصوى لتجنّب تلك الأشعة قدر المستطاع من خلال عدم التعرّض للشمس، خصوصاً عند الظهيرة". ويضيف أنّ "ثمّة أضراراً مباشرة تسبّبها الأشعة ما فوق البنفسجية على شبكية العين"، داعياً إلى "وجوب الابتعاد عن أشعة الشمس ووضع نظّارات لحماية العين منها". ويتابع أنّ "ثمّة ضرورة لاستخدام مستحضرات واقية من الشمس عند الخروج من المنزل في هذه الأيام".

عمّال ضحايا الأشعة ما فوق البنفسجية

في سياق متصل، يرى ناشطون في مجال حقوق الإنسان أنّه من الصعب للعمّال الذين يشتغلون تحت الشمس، ولا سيّما بأجور يومية، تجنّب الأشعة ما فوق البنفسجية الصادرة عنها. ويقول الناشط علي العبيدي لـ"العربي الجديد" إنّ "هؤلاء العمّال من الطبقة الكادحة في المجتمع غير قادرين على تجنّب تلك الأشعة، بسبب ظروفهم المعيشية التي تحتّم عليهم الخروج إلى العمل لكسب قوتهم" ولو تحت الشمس الحارقة. كذلك يشير العبيدي إلى أنّ "الموظفين في العراق ينهون دوامهم عند الظهيرة"، ومن ثم هم يتعرّضون لأشعة الشمس. 

ويلفت العبيدي إلى أنّ "الحكومة العراقية تمنح عطلاً رسمية في أيام الحرّ الشديد وأشعة الشمس الحارقة، ومن هنا لا بدّ من أن تُلزم أرباب العمل في المؤسسات الأهلية بالالتزام بتلك العطل وبعدم إجبار عمّالها على الخروج مباشرة تحت أشعة الشمس". ويتحدّث عن "حالات إغماء كثيرة سُجّلت في شهر يوليو/ تموز الجاري بين العمّال الذين يشتغلون في أوقات الظهيرة وتحت أشعة الشمس مباشرة".

وقد أصدرت الحكومة العراقية أخيراً توجيهات بتقليص ساعات الدوام الرسمي في عموم الدوائر الحكومية وحتى المؤسسات الأهلية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كذلك منحت الحكومات المحلية صلاحيات تعطيل الدوام الرسمي في حال تسجيل ارتفاع في درجة الحرارة يلامس نصف درجة الغليان.

تجدر الإشارة إلى أنّ مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك كان قد أفاد، في أغسطس/ آب 2023، بأنّ حرارة الصيف الشديدة والتلوّث في جنوب العراق الذي كان يزوره يشيران إلى أنّ "حقبة الغليان العالمي" قد بدأت. وبحسب بيانات الأمم المتحدة، يُعَدّ العراق من بين أكثر الدول عرضة لتغيّر المناخ في العالم.

المساهمون