زيارة شكري إلى بيروت: "استطلاعية" رفقة هاجس باسم يوسف

18 اغسطس 2016
شكري لم يلتق جنبلاط وقيادة حزب الله (فرقان كولدمير/الأناضول)
+ الخط -

كان لافتا عدم لقاء وزير الخارجية المصري، سامح شكري، برئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي"، النائب وليد جنبلاط، خلال زيارته إلى لبنان، بسبب استضافة مهرجانات "بيت الدين" الإعلامي المصري باسم يوسف، رغم العلاقات القوية التي تربط جنبلاط بمصر. 

شكري، الذي التقى مختلف المكونات السياسيّة اللبنانية، لم يدعُ جنبلاط إلى لقاء، كما لم يطلب زيارته، وفق ما أكّدته مصادر في "الحزب التقدمي الاشتراكي" لـ"العربي الجديد"، ما دفع الوزير أكرم شهيب، الذي يمثل جنبلاط في الحكومة، إلى عدم تلبية دعوة السفير المصري في بيروت، محمد بدر الدين زايد، إلى لقاء موسع جمع عددا كبيرا من المسؤولين اللبنانيين في منزله. 

وعند سؤال المصادر ذاتها عن السبب وراء عدم الاتصال بجنبلاط، ذكرت أن الأمر له علاقة بمشاركة باسم يوسف في مهرجانات "بيت الدين"، وهو ما دفع جنبلاط إلى "السخرية" عبر موقع "تويتر" مما جرى، عبر نشر صورة عبارة عن عدد كبير من كاميرات المراقبة، وأرفقها بعبارة: "الزيارة الاستطلاعية المصرية ذات الأبعاد المختلفة والمتنوعة".



وإذا كان سبب عدم لقاء جنبلاط هو باسم يوسف، فإن "حزب الله" قاطع أيضاً الدعوة المصرية إلى اللقاء الموسع، والتي وُجهت إلى أحد وزرائه، كما لم يسعَ شكري إلى لقاء خاص مع أحد مسؤولي الحزب. 

ورغم غياب "حزب الله" وجنبلاط، إلا أن شكري وضع زيارته في سياق "استطلاع آراء القوى اللبنانيّة".

وكان السفير المصري في بيروت قد استبق زيارة وزير خارجية مصر بالإعلان عن أن "الزيارة ستحمل أفكاراً جديدة في ما يتعلق بطريقة التفاعل مع الشأن اللبناني، وستكون بداية أو تحريكاً للموقف".

التصريح الأول لشكري من لبنان وضع زيارته في سياق "التأكيد، من جديد، على مدى اهتمام مصر وحكومتها بالأوضاع في لبنان، وإدراكنا للتأثيرات التي تنتج عن الصراعات القائمة في سورية، والضغوط التي نتجت عن ذلك، والعبء الذي يتحمله لبنان، وضرورة العمل على رفع هذه الأعباء، والعمل على استقرار الأوضاع في المنطقة بشكل يتيح استمرار العمل، للوفاء بالاستحقاقات في الوضع السياسي"

وبعد ذلك، أعلن من وزارة الخارجية اللبنانيّة أنه "هنا لنبذل كل جهد في تقريب وجهات النظر، وفقا لتفاهم يتم من خلال الرموز السياسية ومكونات الشعب. نحن دورنا ميسّر، ونتعامل مع كل الأطراف. مصر ليس لديها تفضيل لأي مرشح (لرئاسة الجمهوريّة) في أي اتجاه".



وبعد إعلان أن دور بلاده هو "تيسير الحلّ"، أشارت السفارة المصرية، في بيان لها عقب "العشاء الفلكلوري" الذي جمع عددا كبيرا من المسؤولين اللبنانيين في منزل السفير المصري، إلى "اهتمام مصر البالغ بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يتفق عليه اللبنانيون في أسرع وقت"، رابطا بين هذا الأمر وبين تفعيل عمل كافة مؤسسات الدولة اللبنانية، وتجنيب البلد مخاطر الصراعات والتجاذبات الإقليمية، "بغية ضمان استقراره، وحفاظاً على مصلحة شعبه الشقيق".

بعد ذلك، أعلن شكري بنفسه وجود رؤية مصرية للحلّ في لبنان، "نطرحها عليهم (القوى السياسية اللبنانيّة) ونستقطب ردود أفعالهم"، ورفض الخوض في تفاصيل هذه الرؤية، معتبراً أن "هذه الزيارة هي خطوة أولى، وسيتبعها مزيد من التواصل".

هكذا، تراوحت الزيارة المصرية بين نفي وتأكيد لوجود مبادرة مصرية للحلّ، لكن هذا التباين، على لسان الدبلوماسية المصرية نفسها، غاب عن السياسيين اللبنانيين، فقد رأى النائب مروان حمادة أن زيارة شكري إلى لبنان "استطلاعية فقط، وبإقرار منه، إذ جال على رؤساء الأحزاب اللبنانية، واستمع إلى وجهات نظرهم التي سمعناها للمرة الألف".

وأكد النائب محمد قباني، الذي التقى شكري، لـ"العربي الجديد"، أن الأخير "كان مستمعاً أكثر منه متحدثا"، وأنه لم يطرح مبادرة محددة ومبلورة، بل دعا اللبنانيين إلى استعجال الحلّ. وأشار إلى أن غرض الزيارة هو الاستماع للبنانيين، وإعادة مصر إلى الخارطة السياسيّة الإقليميّة.

وأبلغ أحد النواب الذين التقوا وزير الخارجية المصري، "العربي الجديد"، أن هدف الزيارة كان "التسويق والدفاع عن الموقف المصري في سورية، والمتمثل في دعم بقاء نظام بشار الأسد، تحت عنوان هاجس حكم "الإخوان المسلمين" وانتشار الإرهاب، والتعريف بالسفير المصري الجديد الذي سيُكلّف الشهر المقبل، والذي كان ضمن الوفد، والاستماع إلى آراء القوى اللبنانيّة، ودعوته للاستعجال في إنضاج حلّ داخلي، لأن لا أحد يعرف كيف ستتجه التطورات في المنطقة"، كما نُقل عن شكري.



المساهمون