روما× السيتي.. الجندي المجهول لبيلجريني وجارسيا الذي لا يتطوّر

11 ديسمبر 2014
السيتي تأهل عن استحقاق (getty)
+ الخط -
تمكن مانشستر سيتي من تحقيق الأمر الذي لم يكن في الحسبان، فبعد هزيمة مُرّة من سسكا موسكو في قلب ملعب الاتحاد، نجح السيتي في تحويل تأخره أمام بايرن ميونيخ إلى فوز في الدقائق الأخيرة، ليقلب الطاولة على الجميع في الجولة الأخيرة بعد أن انتصر على روما في قلب ملعب الأوليمبيكو، ليرافق النادي البافاري إلى الدور التالي.

غيابات كبيرة.. تعويض رائع
عانى السيتي من غيابات واضحة في صفوفه، فالفريق افتقد لقائده كومباني ولعقلي وسطه يايا توريه ودافيد سيلفا، بينما كانت الخسارة الأفدح متمثلة في مهاجمه سيرخيو أجويرو الذي كان بطل ملحمة إعادة الأمل للسيتي أمام البايرن.

السيتي لم يستطع تعويض غياب أجويرو، وإن عوّض لمحاته الفردية بلمحة فردية بطولية من سمير نصري، بينما عوّض بشكل كبير غياب يايا توريه ـ منخفض المستوى أصلاً هذا الموسم ـ في حين أتى دور مانويل بيلجريني في عملية تعويض دافيد سيلفا في فقرة نتحدث عنها لاحقاً ليتبقى إلياكيم مانجالاً بديلاً لا مفر منه عن كومباني.

هل صار رودي جارسيا جامداً؟
المدرب الفرنسي كان مصراً على دخول المباراة بطريقة اللعب نفسها التي لطالما لعب بها.. 4/3/3 مع الاعتماد على طرفي الهجوم متمثلين في جيرفينيو وليايتش لصنع اختراقات من على الأطراف.

لكن جارسيا ولاعبيه لم يكونوا يعرفون ما هي الخطوة التالية، فلا توتي قادر على ملاحقة الجناحين السريعين والتقاط ما يسفر عن اختراقاتهم ولا بيانيتش ونايجولان قادران على مساندة توتي في منطقة الجزاء، فهما مثقلان بمهام صناعة الألعاب وغير قادرين على الانضمام بهذه السهولة في ظل لعب السيتي بطريقة 4/5/1.

المشكلة في أن جارسيا لم يدرس نقطة الضعف الأهم للسيتي في الوقت الحالي، وهو المدافع إلياكيم مانجالا، فرغم إظهاره لجودته كمدافع مع بورتو، إلا أن اللاعب الفرنسي بدا مرتبكاً منذ بداية الموسم ويقع في الكثير من الأخطاء، لكن جارسيا لم يحاول التعامل معه تماماً، بل أصر على الاختراق من الأطراف أمام ظهيرين ممتازين ككليتشي وزاباليتا.

نصري جندي معروف.. ميلنر جندي مجهول!
في المقابل، عمد مانويل بيلجريني إلى إيجاد فكرة بديلة مميّزة جداً لتعويض دافيد سيلفا، وكلمة سر تلك الفكرة هي جيمس ميلنر.

يلعب الإنجليزي في عمق الملعب عندما تكون الكرة بحوزة فريقه، ثم ينطلق للأطراف بدون كرة مفسحاً مجالاً لسمير نصري للدخول في العمق أو حتى لمساندة الأخير نفسه على الأطراف وتشكيل عملية تمهيد واضحة للكرات العرضية.. ميلنر كان يكرر الأمر في بعض الأحيان مع نافاس لكن بدرجة أقل، وفي كل الأحوال فقد أسفر ذلك التحرك ـ الذي تكرر مراراً طوال المباراة ـ عن الهدف الأول بعد أن سحب ميلنر كيتا معه ليفسح المجال لنصري للضرب (شاهد الصور).





أما في الصعيد الدفاعي، فيتم تثبيت ميلنر تماماً على الرواق الأيسر لإفساد أي محاولة من مايكون لمساندة جيرفينيو أو حتى للانطلاق بمفرده، والكل يعلم بمدى جنون البرازيلي بإحداث لقطات خطيرة في وقت لا يتوقعه أحد، لكن ميلنر كان لكل هذا بالمرصاد.

الخلاصة
رودي جارسيا هو حاله شبيهة بحالة برندان رودجرز، وإن كان أفضل حالاً.. عدم تطوير للفريق عمّا كان عليه في الموسم الماضي ومعاناة مع فكرة حفظ المنافسين لأسلوب لعب الفريق.

بينما على السيتي وجماهيره أن تدرك أن موقفهم الذي كان أشبه بـ"نقطة المباراة" في التنس لصالح الخصم عقب هزيمتهم من سسكا نجحوا في تجاوزه وعادوا لنقطة الصفر، الصفر قد يتحوّل إلى ملحمة كما حدث مع كثيرين قبلهم أو ربما يتحوّل الفوز الغالي في الأوليمبيكو لطي النسيان إن لم يقوموا باستثماره على أكمل وجه، لكن عليهم انتظار القرعة، فربما تكون رحيمة بهم هذه المرة بعدما كانت قاسية في دور المجموعات.

المساهمون