روسيا وإيران تستعرضان قوتهما الاقتصادية

25 نوفمبر 2015
حسن روحاني وفلاديمير بوتين (Getty)
+ الخط -

قبيل انطلاق أعمال قمة منتدى الدول المصدرة للغاز GECF أول من أمس الأثنين، استعرضت كل من روسيا وإيران قوتهما الاقتصادية في مواجهة الغير، وأعني، بالغير هنا، الغرب الذي يفرض عقوبات اقتصادية وعسكرية على موسكو، ودول الخليج الرافضة للمد الشيعي في المنطقة، وسعت الدولتان إلى الاستفادة من أخطر الأسلحة الاقتصادية التي تمتلكانها، وهي الغاز وقود المستقبل لسنوات طويلة قادمة، ومعه بالطبع الاستفادة من النفط والاستثمارات الغربية المتوقع تدفقها على قطاع الطاقة الواعد.

وحولت طهران قمة منتدى الغاز التي استضافتها إلى تظاهرة اقتصادية عالمية، سوقت من خلالها نفسها اقتصادياً وسياسياً بامتياز، والأهم أنها بعثت برسالة للوفود المشاركة، مفادها أن إيران باتت واحة للاستثمارات العالمية الآمنة، وبديلاً قوياً ومحتملاً للاستثمارات الهائلة الهائمة على وجهها في كل دول العالم والتي تبحث عن الأمان، خاصة الفارة من المنطقة العربية الملتهبة والمليئة بالحروب والصراعات والقلاقل، أو الأموال التي تخشي مخاطر وأزمات وكساد أسواق المال الكبرى وعلى رأسها الصين والأسواق الناشئة وأوروبا.

كما احتفت إيران، خلال قمة منتدى الدول المصدرة للغاز أيضاً، بإعلان روسيا منحها قرض قيمته 5 مليارات دولار، لتمويل مشاريع في السكك الحديدية وإنشاء محطات توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الحرارية، والأهم من ذلك التأكيد للوفود المشاركة على أن موسكو وطهران تخططان لاستثمار ما بين 35 و40 مليار دولار في مشاريع اقتصادية مشتركة، وهذه رسالة للعالم بضخامة المشاريع المستقبلية والاستراتيجية بين البلدين.

وبينما يغرق العالم العربي في الفوضى الأمنية والقلاقل الاجتماعية والمخاطر الجيوسياسية، استقبلت طهران يوم الاثنين زعماء ورؤساء 12 دولة تمتلك أكثر من 70% من احتياطي الغاز العالمي.

طهران سبقت قمة مصدري الغاز بتصريح، لافت للنظر، أعلنت من خلاله على لسان نائب وزير النفط الإيراني، أمير حسين زماني، أنها ستصدر الغاز إلى دول الخليج، وأنها ستتمكن في غضون خمس سنوات من تصدير الغاز إلى سلطنة عمان والإمارات والكويت، وربما سيصل غازها حتى إلى باكستان شرقاً، يحدث ذلك في الوقت الذي تخوض فيه دول الخليج صراعاً شرساً ضد الحوثيين الذين تدعمهم طهران على الأراضي اليمنية.

أما روسيا فقد أكدت حضورها القوى فى قمة منتدى الدول المصدرة للغاز، من خلال مشاركة رئيسها فلاديمير بوتين، ووفد رسمي رفيع المستوى، واللافت للنظر، احتفاء كبار المسؤولين الإيرانيين، وعلى رأسهم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية والرئيس الإيراني، الشديد بالرئيس الروسي، والإعلان عن مشروعات مشتركة كبرى، تم الاتفاق على تنفيذها في مجال الطاقة والغاز والنفط عقب رفع العقوبات الغربية المفروضة على طهران مباشرة.

موسكو وطهران تحاولان الاستفادة من الإمكانات الاقتصادية التي في حوزتهما وتنسيق مواقفهما الاقتصادية والسياسية واستخدام ما لديهما من ثروات للدفاع عن مصالحهما وقضاياهما الخارجية، والعرب، في المقابل، لا يزالون غارقين في الصراعات المسلحة والحروب والانقلابات والفقر والفساد والبطالة واستنزاف الثروات والفشل في إدارة الموارد المحدودة.

السؤال: من الأكثر هيمنة على المنطقة في المستقبل؟

اقرأ أيضا: مؤامرة موسكو وطهران ضد العرب

المساهمون