استمع إلى الملخص
- وزيرة المال راشيل ريفز حذرت من قرارات صعبة تتعلق بخفض الإنفاق وزيادة الضرائب، مشيرة إلى فجوة مالية تركها المحافظون بقيمة 22 مليار جنيه إسترليني، مع تأكيدها على ضرورة ارتفاع الضرائب لتحقيق نمو مستدام.
- تواجه بريطانيا مستويات ديون حكومية مرتفعة، حيث تقترب من 100% من الناتج المحلي الإجمالي، مع توقعات بتوفير 40 مليار جنيه إسترليني سنويًا بحلول 2030 لتجنب التقشف.
من المرتقب أن يُدافع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في كلمة، الاثنين، عن مشروع ميزانيته الأولى التي سيكشف عنها الأربعاء، وسط جدل حول زيادات في الضرائب ومخاوف من العودة إلى التقشف في المملكة المتحدة. وهذه الميزانية هي الأولى لحزب العمال الذي وصل إلى السلطة في بداية يوليو/تموز وقد باتت موضع ترقّب، كما أنها تثير خشية بعدما أعلن رئيس الوزراء أنها ستكون "مؤلمة" بسبب زيادات ضريبية وتخفيضات في الإنفاق.
ونقل بيان أصدره داونينغ ستريت، الأحد، عن ستارمر قوله إنه سيرفض "التقشف والفوضى والانحدار، من أجل الاستقرار الاقتصادي والاستثمار والإصلاح". ومع تراجع الحماسة بعد أربعة أشهر من الانتخابات العامة، وعد رئيس الوزراء الشعب البريطاني بـ"أيام أفضل"، من خلال الاستثمار "في المستقبل" وإعادة بناء الخدمات العامة. وينحى ستارمر باللائمة على "الإرث الكارثي" للمحافظين الذين تولوا السلطة في المملكة المتحدة لمدة 14 عاماً، معتبراً أن حزب العمال الآن في "وضع غير مسبوق".
وسبق لوزيرة المال راشيل ريفز أن حذّرت من أنه سيتعين على الحكومة الجديدة اتخاذ "قرارات صعبة" لناحية خفض الإنفاق وزيادة الضرائب، في أول ميزانية لها من المقرر أن تقدمها في 30 أكتوبر/تشرين الأول. ومنذ فوز حزب العمال، اتهمت الوزيرة مراراً المحافظين بزعامة رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك بترك فجوة بقيمة 22 مليار جنيه إسترليني (حوالى 26 مليار يورو)، في ميزانية هذا العام.
وكشفت ريفز عن القواعد المالية الجديدة في مقال رأي في صحيفة "فاينانشال تايمز"، الخميس الماضي، قائلة إن النمو المستدام يتطلب "خطة مسؤولة وطويلة الأجل للاستثمار في المستقبل وتحسين مستويات المعيشة"، وأكدت أن "الضرائب ستحتاج إلى الارتفاع" في الموازنة، من دون الكشف عن تفاصيل كثيرة حول الضرائب التي سيجرى تضمينها.
ورغم ذلك، قال رئيس الوزراء إنه لن "يستخدم هذا الأمر ذريعةً"، وإنه يتوقع أن "يتم الحكم عليه على أساس قدرته على التعامل مع هذا الوضع" الذي يتطلب اتخاذ "قرارات صعبة". وأعطت الحكومة تأكيدات بأنها لن ترفع الضرائب على "الأشخاص الذين يعملون"، وهو الوعد الرئيسي لحملتها، لكنّ غياب معايير دقيقة لتحديد هذه الفئة يثير الآن تساؤلات.
وكررت وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون القول، الأحد، إنه "عندما ينظر الناس إلى كشوف رواتبهم، فإنهم لن يروا ضرائب أعلى"، دون أن تتمكن من تقديم مزيد من التفاصيل. وسيتعين على وزيرة المال توفير ما يصل إلى 40 مليار جنيه إسترليني سنويا بحلول عام 2030 إذا أرادت تجنب العودة إلى التقشف، بحسب ما تقول الصحافة البريطانية واقتصاديون.
وتواجه بريطانيا أعلى مستويات الديون الحكومية منذ ستينيات القرن الماضي، حيث يقترب الرقم من 100% من الناتج المحلي الإجمالي البريطاني، وفقاً للبيانات الرسمية. كما ارتفع الاقتراض العام أعلى من المتوقع في سبتمبر/أيلول. ومع ذلك، فقد تلقت الحكومة دفعة من بعض البيانات الإيجابية خلال الشهر الماضي.
(فرانس برس، العربي الجديد)