شهدت وزارة الداخلية الإيرانية يوماً حافلاً، اليوم الجمعة، إذ سجّلت أسماء مهمة طلباتها للترشح للانتخابات الرئاسية، منها الرئيس المعتدل الحالي حسن روحاني.
وفي تصريحات صحافية، ركّز روحاني على إنجازاته خلال دورته الرئاسية الجارية، قائلاً إنه يجب الحفاظ على استمرار الاتفاق النووي مع الغرب، معتبراً أن من انتقدوا الاتفاق وطالبوا بتمزيقه في الداخل لا يستطيعون الحفاظ عليه.
وأوضح روحاني أن حكومته سعت إلى ترميم علاقات إيران مع الآخرين، واستطاعت فعل ذلك على الرغم من الظروف الصعبة، معتبراً كذلك أنها حقّقت إنجازات اقتصادية على الصعيد الداخلي.
وعن خططه لحكومته المقبلة، أشار الرئيس الحالي إلى أنه سيركّز على تحقيق الخطة الاقتصادية التي أقرّها الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، والمسمّاة بـ"رؤية عشرين عاماً"، والتي من المفترض أن تكتمل بعد أربع سنوات من الآن.
وبعد ترشح روحاني، وصل المحافظ إبراهيم رئيسي إلى مقر وزارة الداخلية، ليسجّل ترشحه للرئاسيات، وهو المدعوم من الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية، والتي تصبّ كل اهتمامها على هذا الرجل في الوقت الراهن.
رئيسي، والذي يتولّى منصب سادن العتبة الرضوية، أعلن في تصريحات صحافية أن شعار حكومته التي ينوي تشكيلها في حال فوزه هو "العمل والكرامة"، مشدداً على ضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية للمواطن الإيراني بالدرجة الأولى، خاصة من يقطن في الأرياف والمناطق النائية.
وذكر رئيسي أن سياسة البلاد الخارجية يجب أن ترتكز على سياسة التعامل بعزة وكرامة، حسب تعبيره، مضيفاً أنه قرّر الترشح ليغيّر الأوضاع بما يصب في مصلحة المواطن، متهماً الحكومة الحالية بسوء الإدارة.
كذلك سجّل النائب المحافظ السابق علي رضا زاكاني اسمه للترشح، وهو أحد المرشحين الخمسة الذين اختارتهم "الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإسلامية"، لتمثيل الجبهات المحافظة في سباقها مع الرئيس الحالي، إذ سينسحب الجميع لصالح دعم واحد منهم في نهائيات السباق، وركّز زاكاني كذلك على ضرورة حلحلة المسائل الاقتصادية بالدرجة الأولى.
على ضفة التيار الإصلاحي، وبعد أن أعلن المجلس الأعلى للتخطيط، والذي يترأسه الإصلاحي محمد رضا عارف، عن دعم هذا التيار لروحاني، وسجل النائب الإصلاحي الحالي وأمين حزب مردم، سالاري مصطفى كواكبيان، أوراقه.
ورداً على سؤال بشأن إمكانية انسحابه لصالح روحاني، أكد كواكبيان أنه سيبقى في السباق حتى النهاية، مضيفاً أنه أصرّ على الترشح بعد أن أعلن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد ترشحه هو الآخر، مستبعداً أن تمنح لجنة صيانة الدستور الأهلية لهذا الأخير، وهو ما يعني إقصاءه مبكراً.
وتقدّم أيضاً أمين الحزب الشعبي للإصلاح محمد زارع فومني بأوراق ترشحه، منتقداً أن ينسحب كل الإصلاحيين لصالح حسن روحاني، وهو ما حصل خلال نهائيات الانتخابات الرئاسية الماضية.
وبعد أن أقفلت وزارة الداخلية أبوابها، أعلن رئيس هيئة الانتخابات علي أصغر أحمدي أن عدد من سجلوا أسماءهم للترشح للرئاسيات بلغ 863 شخصاً حتى اليوم، معظمهم شخصيات غير معروفة، وتراوح أعمارهم بين 18 و88.
يذكر أن عملية التسجيل ستنتهي يوم غد السبت، وهي التي بدأت الثلاثاء الماضي، لتدرس بعدها لجنة صيانة الدستور طلبات المرشحين، وستعلن وزارة الداخلية بعد ذلك عن الأسماء التي ستمنح أهلية الترشح في 26 و27 إبريل/ نيسان الجاري، والتي سيحق لها خوض السباق عملياً.