روحاني: واشنطن طلبت التفاوض مع طهران

04 ديسمبر 2018
روحاني أكّد رفض إيران لعروض الحوار (فرانس برس)
+ الخط -
قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن الولايات المتحدة الأميركية طلبت عقد حوار مباشر مع طهران ثماني مرات وغير مباشر ثلاث مرات، مؤكداً رفض بلاده لهذه العروض.

وفي تصريحات صادرة عنه من محافظة سمنان، وسط البلاد، اليوم الثلاثاء، أضاف روحاني أن "أميركا ورئيسها، دونالد ترامب، قد أخفقا، مقابل أن إيران حققت انتصارًا"، مضيفًا أن الاتفاق النووي فتح أمامها طريق التجارة والتعاملات المالية، وهو الاتفاق المدعوم من المجتمع الدولي الذي أدان كذلك انسحاب واشنطن منه.

وأشار روحاني، في سياق آخر، إلى ضرورة صك لوائح مجموعة العمل المالي الدولية لمكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال المعروفة باسم (فاتف)، وهو ما يعني انضمام إيران إليها، ويؤمن الأرضيات اللازمة لتسهيل علاقاتها وتبادلاتها المالية مع العالم، حسب رأيه.

وتأتي تصريحات الرئيس الإيراني هذه بعد أن تعرض وزير خارجيته، محمد جواد ظريف، لانتقادات حادة في الداخل، إذ أبدى امتعاضًا من رفض البعض صك هذه المقررات، مؤكدًا وجود مستفيدين من عمليات غسيل الأموال في إيران نفسها.

وذكر روحاني، كذلك، أنه ليس من المهم أن تكون فاتف إيجابية أو سلبية، لكن الأهم تجهيز سبل الارتباط مع مصارف العالم، معتبرًا أن الصمود بوجه أميركا يتطلب حلحلة بعض المشكلات.

وأوضح روحاني أن عمليات غسيل الأموال تجرى في كل العالم، وليس في إيران وحدها، داعيًا إلى مكافحة هذه الظاهرة لتحقيق الشفافية بما يصب في مصلحة البلاد.



استمرار التراشق مع واشنطن

وبعد أن طلب المبعوث الأميركي الخاص بإيران، برايان هوك، من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات تستهدف برنامج إيران الصاروخي، عقب تصاعد التصريحات الأميركية، وحتى الأوروبية، المنتقدة للتجارب الصاروخية الإيرانية، بالتزامن مع زيارة لوزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى بروكسل، لإجراء محادثات مع شركائه الأوروبيين، كتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تغريدة على "تويتر" اعتبر فيها أن الاستهزاء بقرار مجلس الأمن الدولي لن يغطي على فشل أميركا في الالتزام بالتعهدات، وعدم الامتثال للمقررات الدولية.

وأشار ظريف إلى القرار 2231، الذي رأى بومبيو أن صواريخ إيران تنتهكه، فقال الوزير الإيراني إن هذا القرار لا يحظر امتلاك قوة ردع إيرانية، داعيًا للالتزام بالبنود الحقيقية.

من جهته، أصدر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، بيانًا، اليوم الثلاثاء، ندد فيه بالانتقادات الغربية ومساعي بعض الأطراف إلى جر ملف طهران الصاروخي لمجلس الأمن، قائلًا إنه "لا داعي لنكرر أن صواريخ إيران دفاعية وتهدف للحفاظ على قوة الردع"، مؤكدًا أن "طهران لا تنظم برامجها وفقًا للقلق القائم على ادعاءات واتهامات آخرين"، بحسب تعبيره.

وأضاف قاسمي أن هذه الخطوات "محاولات مكررة لعزل إيران وشيطنتها، وهو ما تتحمّل مسؤوليته أجندات بعض الدول"، مجددًا التأكيد على أن برنامج إيران العسكري لا ينتهك القرار 2231، رافضًا توجيه الاتهامات لبلاده التي ترى أن هذا السلوك "غير بنّاء".

كذلك نقل بيانه أن "طهران توصي بعض الأطراف بالتخلي عن هذا السلوك أحادي الجانب الذي قد يدفع ثمنه بالنتيجة على أمن واستقرار المنطقة"، داعيًا الأطراف الأوروبية إلى "التصرف بحكمة".

وفيما يمنع القرار 2231 إيران من امتلاك صواريخ باليستية قابلة لحمل رؤوس نووية، ذكر قاسمي أن طهران لم ولن تسعى لامتلاك هذا النوع من الصواريخ، وطلب من الغرب "الذي يقوم بتسليح أنظمة ترتكب جرائم في المنطقة ألا يتصرف بازدواجية وبطريقة غير مناسبة مع برنامج عسكري سلمي ومشروع".