رواية جديدة بشأن مقتل جنود أميركيين في العراق

14 اغسطس 2017
تنفي الحكومة العراقية وجود قوات أميركية (محمد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -


بعد إعلان الولايات المتحدة، أمس الأحد، عن مقتل وإصابة سبعة جنود أميركيين، بتفجير استهدفهم غرب الموصل بمحافظة نينوى شمال العراق، وتبنّي تنظيم "داعش" الإرهابي للهجوم، نفت بغداد رواية واشنطن، فيما شكّك مسؤولون عراقيون بصحة النفي.

وأكدت السلطات العراقية، أنّ الجنود الأميركيين تعرّضوا لـ"حادث عرضي"، مشيرة إلى أنّ أياً من الجنود لم يكن مشاركاً بعملية أو نشاط قتالي، فيما أكد مسؤولون بالجيش العراقي، أنّ الجنود تعرّضوا لقصف صاروخي، عندما كانوا يتجمّعون قرب محطة لضخ المياه قرب بلدة تلعفر.

وقالت "خلية الإعلام الحربي" العراقية، اليوم الإثنين، إنّ جنديين أميركيين قُتلا وأصيب آخرون، بحادث غير قتالي شمال العراق، موضحة، في بيان، أنّه "أثناء فحص أحد المدافع في موقع شمال العراق، انفجرت قذيفة داخل مدفع، ما أدى إلى مقتل جنديين أميركيين وإصابة ثلاثة آخرين".

وأضافت، في البيان، أنّ "الحادث ليس قتالياً ولا اشتباكاً مع العدو ولا استهدافاً من قبل داعش، بل هو ضمن عمل روتيني يقوم به عدد من الجنود المرافقين للمستشارين الأميركيين في فحص وتجربة الأسلحة الأميركية".

أما تنظيم "داعش"، فقال إنّه شنّ هجوماً صاروخياً على القوات الأميركية التي تساند الجنود العراقيين قرب بلدة تلعفر، مؤكداً، في بيان نشر على مواقع مقربة منه، أنّ عناصره هاجموا قطعات الجيش الأميركي قرب قرية البويرة بصواريخ طراز "غراد"، مشيراً إلى مقتل وإصابة عشرة جنود أميركيين، خلال الهجوم.

وأعلن الجيش الأميركي الذي يعمل ضمن التحالف الدولي في العراق، أمس الأحد، عن مقتل اثنين من جنوده، وإصابة خمسة آخرين شمالي البلاد، موضحاً أنّ الجنود قُتلوا وأُصيبوا في عملية قتالية، ولفت إلى فتح تحقيق في ملابسات الحادث.

ويرتفع عدد الجنود الأميركيين الذين قُتلوا وأُصيبوا في العراق، خلال عامين، إلى 12 جندياً، وفقاً لبيانات سابقة للجيش الأميركي.

وقد أرجع مسؤول بوزارة الدفاع العراقية، بيان بغداد الذي نفى أن يكون مقتل الجنود الأميركيين بسبب عمليات قتالية، إلى التزام الحكومة بالرواية الرسمية، وهي عدم مشاركة أي قوة غير عراقية بجهود القتال البري ضد تنظيم "داعش"، واصفاً البيان بأنّه للاستهلاك المحلي الداخلي، بحسب قوله.

ولفت المسؤول العراقي لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الجنود الأميركيين قُتلوا بقصف صاروخي، وتم نقل المصابين إلى مستشفى عسكري أميركي في أربيل بإقليم كردستان، كاشفاً أنّ اثنين من الجرحى الخمسة بحالة حرجة.

ويرى الخبير الأمني العراقي علي البدري، أنّ تضارب روايات مقتل وإصابة الجنود الأميركيين في العراق، يعكس مدى التخبّط الذي تعيشه القوات المقاتلة في العراق، مشيراً خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ وجود ثلاث روايات للحادثة "يفقد الثقة بأي تصريحات مقبلة".

ولفت البدري، إلى أنّ مقتل جنود أميركيين قرب ساحات القتال في تلعفر، "يحرج الحكومة العراقية التي تنفي وجود قوات أميركية مقاتلة، وتتحدّث عن مستشارين عسكريين فقط"، متوقعاً المزيد من التخبط خلال المرحلة المقبلة، مع قرب انطلاق معركة تحرير تلعفر من سيطرة تنظيم "داعش".


المساهمون