رهاب النازية و"معاداة السامية" "يضرب" في أميركا

12 ديسمبر 2014
ألمانيا في العام 1939 (Getty)
+ الخط -

النفوذ اليهودي في الولايات المتحدة الأميركية لا يعتبر قوياً على الصعيد السياسي والاقتصادي وحسب، وإنما أيضا على الصعيد الاجتماعي، ولا سيما حين يلعب اليهود على وتر حسّاس مثل "معاداة السامية" أو أي ّعلاقة برموز النازية سواء من قريب أو من بعيد.

فقد أعلنت أكبر سلسلة متاجر بيع أدوية في الولايات المتحدة واسمها "والغرينز"، سحبها ورق تغليف هدايا من متاجرها المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، بسبب تقدّم امرأة يهودية من منطقة نورثريدج في كاليفورنيا بشكوى ضدّ الشركة اعتراضاً على وجود نقش علامة النازية على الورق المخصّص لعيد الأنوار اليهودي "حانوكا".

شيرل شابيرو، التي كانت تتسوّق في القسم المخصّص للعيد اليهودي لدى المتجر، أخبرت مراسل محطة "ان بي سي" الأميركية التالي: "لم أستطع تصديق عينيّ. لم أدرِ ماذا أفعل. تحدّثت إلى مدير المتجر وعبّرت له عن غضبي. وعندما عدت إلى المنزل أخبرت الرابي عن ما حدث، وهو الآخر لم يصدق الأمر".

إدّعاء المرأة حول تصميم النقش يطرح تساؤلات عن أيّ مدى يمكن أن يذهب المرء في خياله أو تشبيهه لعلامة ما وربطه بمسألة حسّاسة كهذه. لا سيما أنّه من الصعب جدا للناظر إلى التصميم في الصورة (مرفقة) أن يرى فعلا الشعار النازي.

عدد من الصحافيين ومن بينهم يهود تداولوا الخبر، وتساءل أحدهم: "كم ينبغي لشيء ما أن يشبه الصليب المعقوف كي يُعتبر مهينا؟".

وحول الموضوع علّقت الصحفية الكندية الإسرائيلية ليزا غولدمان، المقيمة في نيويورك، في حديث لـ"العربي الجديد" قائلة: "إذا كان قرار والغرينز منطقيا من حيث قاعدة عملائها فهذا أمر راجع لها. لكنّني شخصيا أعتقد أنّ مسألة كهذه ينبغي ألا تسبّب مشكلة على الإطلاق".

من جهتها أعلنت الشركة، على لسان متحدثها فيل كاروسو، أنّها تقوم حالياً بجمع المنتج من رفوف المتاجر. ولم يعلّق المتحدّث على تصميم النقش، كما لم يعطِ معلومات حول الكميات المسحوبة من السوق.

تسلّط هذه القضية الضوء على مسألة قديمة جديدة. فورق التغليف هذا ليس سوى أحدث حلقة في سلسلة المنتجات التي تحمل رسم الصليب المعقوف، التي رصدتها الأسواق في السنوات الأخيرة. ففي تشرين الأول/أكتوبر الماضي اعتذرت شركة "سيرز" الأميركية العملاقة بشدّة عن بيعها خاتماً عليه رسم صليب معقوف. وفي آب/أغسطس الماضي سحبت سلسلة متاجر "زارا" العالمية قميص أطفال بنجمة سداسية تردّد أنّه يشبه أزياء النزلاء اليهود في المعسكرات النازية.

المساهمون