من الواضح أن شركات الإنتاج السورية والعربية تتجه نحو الأعمال الشامية في مشاريعها الفنية الجديدة، وذلك لما لهذه الأعمال من صدى وتأثير واضح في الشارع العربي. وفي كل موسم رمضاني كنا نشاهد عدة أعمال شامية تراوح بين أربعة وخمسة أعمال كحد أقصى. لكنّ هذا العدد لن ينطبق على الموسم القادم، 2021، خصوصاً مع بدء تصوير أعمال شامية كثيرة في سورية، بعضها ضخم إنتاجياً وبعضها الآخر متواضع.
"حارة القبة"
يعود المنتِج هاني العشي بمسلسل جديد مكون من ستين حلقة، جمع فيه أهم نجوم الدراما السورية، منهم سلافة معمار، عباس النوري وغيرهما. العمل يعيد أيضاً المخرجة رشا شربتجي للدراما السورية الخالصة في تجربة ثانية لها بأعمال البيئة الشامية بعد "أسعد الوراق"، عام 2010. ووسط حديث عن تسييس العمل تاريخياً ومحاولة سحب البساط من "سوق الحرير" لبسام الملا، إلا أن العمل أصبح منتظَراً لكثرة الأسماء والنجوم الموجودين فيه، بالإضافة للمخرجة رشا التي غابت عن الدراما السورية منذ عام 2017 بعد تقديم مسلسل "شوق".
"سوق الحرير 2" و"حرملك 3"
ينطلق قريباً أيضاً تصوير الجزء الثاني من مسلسل "سوق الحرير" مع أبطاله الأساسيين في الموسم الأول، وهم بسام كوسا، كاريس بشار، نادين تحسين بيك، قمر خلف، سلوم حداد وغيرهم. والعمل رغم برودة أحداثه في الجزء الأول، إلا أنه حقق متابعة جماهيرية واسعة في رمضان الماضي، الأمر الذي لم يتحقق مع ثاني أجزاء "حرملك" الذي دخل في دوامة تائهة لم تجعله قادراً على صنع حالة جماهيرية. ورغم ذلك، انتهى الجزء الثاني بموعد مع جزء ثالث جديد لا أخبار عنه حتى اللحظة، ولا تُعرَف آلية تقديمه وإن كان سيلحق بركب موسم 2021.
"باب الحارة 11"
مشاكل رقابية تعترض نَص "باب الحارة 11"، فبعدما أعلنت شركة "قبنض" عن الجزء الجديد بمؤتمر صحافي، إلا أنه لم يُنَفَّذ حتى اللحظة. لاحقت النص مشاكل رقابية طالبته بتعديل ليتم تصويره، مع أنباء عن دخول دريد لحام في هذا الجزء من المسلسل، وعودة فنانين من "باب الحارة" الذي قدمه بسام الملا.
"عرس الحارة"
كاتب مسلسل "باب الحارة"، وهو مروان قاووق، سيكون صاحب هذا العمل المكون من جزأين أيضاً، حسب تصريح أولي. ويدور المسلسل في أحداث ومشاكل اجتماعية تتخللها حالات ثأر وانتقام وغيرها من القصص التي تبدأ ذروتها من عرس في الحارة. ويرجح أن يتسلم دفة الإخراج كنان اسكندراني، في حين رُشِّحَت للبطولة الفنانة صباح الجزائري. وتداولت بعض صفحات "السوشال ميديا" خبراً مفاده أن صبية متحولة جنسياً ستكون بطلة في العمل، كما أن المسلسل سيضم على قائمته فنانين لبنانيين، على أن يتم تصويره بين دمشق وبيروت.
"العربجي"
كتب عثمان جحى هذا المسلسل منذ مدة، وهو في طور التحضيرات لبدء تصويره قريباً. ويتحدث العمل عن قائد لعربات تجرها أحصنة "عربجي" وما تعترضه من مشاكل وأحداث مختلفة تتفرع عنها حكايا أخرى. العمل سيكون من جزء واحد فقط، وسيتسلم دفة إخراجه سمير حسين، في حين ترشّح للبطولة الفنانَان باسم ياخور وكاريس بشار.
"أولاد سلطان"
عمل شامي جديد بوشرت عمليات تصويره في دمشق، من إخراج غزوان قهوجي وكتابة سعيد حناوي. والعمل لا يضم عدداً كبيراً من النجوم السوريين، وحتى الآن لم يتم اختيار الأبطال الأساسيين للعمل. فبعد ترشيح الفنانة صفاء سلطان للبطولة اعتذرت عن ذلك، لتبقى أسماء الأبطال المشاركين في المسلسل قيد البحث والانتظار.
"جوقة عزيزة"
يقدم الكاتب خلدون قتلان حكاياه في الدراما الشامية عبر قصص متداولة يقرأها من كتب قديمة أو يسمع عنها، فيحيكها بطريقته عبر حكاية درامية يعرضها على الشاشة بأسلوب تراثي، كما فعل في مسلسلي "بواب الريح" و"قناديل العشاق". واليوم يقدم مسلسل "جوقة عزيزة"، الذي ستنتجه شركة "غولدن لاين". ويجري التحضير للعمل الذي ترشحت لبطولته كاريس بشار أيضاً، ويدور المسلسل حول فرقة غنائية تمتلكها عزيزة، ما يعيدنا بالفكرة لأجواء مسلسل "قناديل العشاق" الذي لعبت بطولته سيرين عبد النور.
إذن ومبدئياً هناك ثمانية مسلسلات شامية للموسم القادم، وهذا العدد غير مسبوق في المواسم الماضية، ما يعني أن الماكينة الإنتاجية للأعمال تتوجه نحو الإطار الشامي الذي يضمن مشاهدة أكبر مقارنةً بالأعمال الاجتماعية والكوميدية التي لم يعد سوقها رائجاً عربياً، فيبدو أن للشروال والطربوش والملاية النصيب الأكبر من الحضور.