تختلف أشكال الاحتفال في المناسبات والأفراح في مناطق العراق، فمحافظات الجنوب مثلاً، ما تزال تستخدم الأهازيج التي تمتد تاريخياً إلى السومريين، وهو ما يُعرف بـ"المهوال"، حيث يقوم واحد من الناس بإلقاء قصيدة تعبر عن مشاعر المناسبة، ثم يقوم الجميع بضرب الأرض بكعوب الأرجل "الدبج"، أما شمال البلاد وهي المدن المعروفة باسم "إقليم كردستان"، فلها رقصتها الخاصة، التي تستخدم في احتفالات أعياد "نوروز"، الدبكة السريعة، التي تجمع الرجال والنساء، أما في غرب البلاد، وتحديداً في مناطق الأنبار وصلاح الدين، فرقصة "الجوبي" هي علامة الأفراح.
يجتمع الرجال بشكل دائري أو نصف دائري، ويسمون "الجوابة". يرتدون لباسهم التقليدي العراقي، وهو "الدشداشة"، والشماغ والعقال، أو من دون الأخيرين، يرقص الرجال على نغم الطبول، مع رفع أول الرجال وآخرهم ضمن صف الراقصين مسبحة.
لم تنقطع رقصة الجوبي في مناطق غرب البلاد، إلا بعد غزو "داعش"، الذي عدَّ "الجوبي" من المحرمات ورأى أنها تؤثر سلباً على الرجولة، لكنها عادت بقوة بعد طرد التنظيم، وعودة غالبية أهالي مناطق الأنبار وصلاح الدين إلى ديارهم، بل إنها زادت، نكاية بالمتطرفين، بحسب المطرب الشعبي من صلاح الدين، عبيد الدليمي.
يقول لـ"العربي الجديد"، إن "احتلال تنظيم داعش لبعض المناطق العراقية، تسبب بدمار كثير في المدن، وكبت للحريات الشخصية بشكل أكبر، وما إن عادت الحياة إلى طبيعتها بعد التحرير، عاد عملنا من جديد"، مبيناً أن "المراحل التي سبقت احتلال "داعش" كان أداء الجوبي يقتصر على المناسبات التي تمثل حدثاً بارزاً لدى الأهالي، أما اليوم فالأمر اختلف، فبعد نجاح الأولاد في المدارس مثلاً يتم استدعاؤنا لإحياء ليلة مليئة بالفرح، بالإضافة إلى أن بعض الأهالي إذا زارهم أحد من مناطق الجنوب، يستدعوننا، لتأدية المناسبة على طريقة أهل الغرب".
ويشرح الدليمي، أن "فرقة "الجوبي" تتكون من مجموعة يتراوح عدد أفرادها بين خمسة أشخاص إلى عشرة أشخاص، نسميهم "الجوابة" أو "أهل الجوبي"، وهم عازف اليرغول أو الشبابة والطبل، بالإضافة إلى المنشد"، موضحاً: "للجوبي أنواع، فرقص أهالي الحويجة في كركوك يختلف عن الأنبار وصلاح الدين".
من جهته، يبيَّن خالد العلواني، وهو من مدينة الرمادي، لـ"العربي الجديد"، أن "مناسبات الجوبي كثيرة، وغالبا ما ترتبط بالفرح سواء في الأعراس أو الاحتفالات الوطنية أو الأعياد الدينية، وحالياً تساهم هذه الرقصة في إحياء الاختلاط الاجتماعي، بين المكونات المجتمعات العراقية، إذ يرقص الجميع من كل المناطق على النغم ذاته".
ويكمل أن "الرقصة تقدم على شكل جماعات يشكلون نصف دائرة ويتشابك الراقصون بالأيدي ويقومون بتحريك أطرافهم السفلية بشكل إيقاعي منتظم ليضربوا الأرض بقوة مع تحريك أذرعهم وهي متشابكة بشكل انسيابي منتظم ويظهر راقص واحد أو اثنان وسط الدائرة يرفع بيده المسبحة أو قطعة من القماش، في حركة تشجيعية للراقصين".
وبالنسبة لتسمية رقصة "الجوبي" بهذا الاسم، فيختلف فيها الباحثون، منهم من اعتقد أنها تعود إلى "اسم أسرة منسوبة إلى "جوب: الخشب" بالفارسية، مع ياء النسبة العربية، ونقلت من التركية، معناها الخشّاب أو تاجر الخشب"، وهناك من رأى أن "الجوبي" من مفردة "جا" التي تقال في مناطق جنوب البلاد، وآخرون ذهبوا إلى أنها جاءت من الأكراد، كون الجوبي هم قبيلة كردية.
إلى ذلك، يوضح الباحث بشؤون الموروث الشعبي العراقي، أحمد عبد الحميد، أن "العراق كله يشترك في الرقصة، مع اختلافات بسيطة، فدبكة أهالي الجنوب و"المهوال" لا تختلف كثيراً عن غرض الجوبي، والأمر نفسه ينطبق على محافظات الشمال، فجميع الرقصات الشعبية الرافدينية، تعبر عن الشخصية نفسها"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الدبكة الشعبية التي تربط الأخوة أو أبناء القبيلة أو المجتمع المتشابه بعاداته، مرتبطة بالأساطير السومرية والبابليين، وهي التي تقوم على أساس الدوران حول المكان المقدس".
ويلفت إلى أن "الدبكة الجبلية تختلف في حركاتها عن الرقصة البدوية، وعن دبكة الفلاحين في منطقة الفرات الأوسط، ولكنها تتشابه بالقفز المنتظم والعنيف على الأرض، وهو أسلوب الرقص الذي كان الأجداد من السومريين، يؤدونه كطلب من الأرض لاستنبات البذور ونمو الزرع، بالإضافة إلى قتل الشياطين التي تستقر في عمق الأرض".
يجتمع الرجال بشكل دائري أو نصف دائري، ويسمون "الجوابة". يرتدون لباسهم التقليدي العراقي، وهو "الدشداشة"، والشماغ والعقال، أو من دون الأخيرين، يرقص الرجال على نغم الطبول، مع رفع أول الرجال وآخرهم ضمن صف الراقصين مسبحة.
لم تنقطع رقصة الجوبي في مناطق غرب البلاد، إلا بعد غزو "داعش"، الذي عدَّ "الجوبي" من المحرمات ورأى أنها تؤثر سلباً على الرجولة، لكنها عادت بقوة بعد طرد التنظيم، وعودة غالبية أهالي مناطق الأنبار وصلاح الدين إلى ديارهم، بل إنها زادت، نكاية بالمتطرفين، بحسب المطرب الشعبي من صلاح الدين، عبيد الدليمي.
يقول لـ"العربي الجديد"، إن "احتلال تنظيم داعش لبعض المناطق العراقية، تسبب بدمار كثير في المدن، وكبت للحريات الشخصية بشكل أكبر، وما إن عادت الحياة إلى طبيعتها بعد التحرير، عاد عملنا من جديد"، مبيناً أن "المراحل التي سبقت احتلال "داعش" كان أداء الجوبي يقتصر على المناسبات التي تمثل حدثاً بارزاً لدى الأهالي، أما اليوم فالأمر اختلف، فبعد نجاح الأولاد في المدارس مثلاً يتم استدعاؤنا لإحياء ليلة مليئة بالفرح، بالإضافة إلى أن بعض الأهالي إذا زارهم أحد من مناطق الجنوب، يستدعوننا، لتأدية المناسبة على طريقة أهل الغرب".
ويشرح الدليمي، أن "فرقة "الجوبي" تتكون من مجموعة يتراوح عدد أفرادها بين خمسة أشخاص إلى عشرة أشخاص، نسميهم "الجوابة" أو "أهل الجوبي"، وهم عازف اليرغول أو الشبابة والطبل، بالإضافة إلى المنشد"، موضحاً: "للجوبي أنواع، فرقص أهالي الحويجة في كركوك يختلف عن الأنبار وصلاح الدين".
من جهته، يبيَّن خالد العلواني، وهو من مدينة الرمادي، لـ"العربي الجديد"، أن "مناسبات الجوبي كثيرة، وغالبا ما ترتبط بالفرح سواء في الأعراس أو الاحتفالات الوطنية أو الأعياد الدينية، وحالياً تساهم هذه الرقصة في إحياء الاختلاط الاجتماعي، بين المكونات المجتمعات العراقية، إذ يرقص الجميع من كل المناطق على النغم ذاته".
ويكمل أن "الرقصة تقدم على شكل جماعات يشكلون نصف دائرة ويتشابك الراقصون بالأيدي ويقومون بتحريك أطرافهم السفلية بشكل إيقاعي منتظم ليضربوا الأرض بقوة مع تحريك أذرعهم وهي متشابكة بشكل انسيابي منتظم ويظهر راقص واحد أو اثنان وسط الدائرة يرفع بيده المسبحة أو قطعة من القماش، في حركة تشجيعية للراقصين".
وبالنسبة لتسمية رقصة "الجوبي" بهذا الاسم، فيختلف فيها الباحثون، منهم من اعتقد أنها تعود إلى "اسم أسرة منسوبة إلى "جوب: الخشب" بالفارسية، مع ياء النسبة العربية، ونقلت من التركية، معناها الخشّاب أو تاجر الخشب"، وهناك من رأى أن "الجوبي" من مفردة "جا" التي تقال في مناطق جنوب البلاد، وآخرون ذهبوا إلى أنها جاءت من الأكراد، كون الجوبي هم قبيلة كردية.
إلى ذلك، يوضح الباحث بشؤون الموروث الشعبي العراقي، أحمد عبد الحميد، أن "العراق كله يشترك في الرقصة، مع اختلافات بسيطة، فدبكة أهالي الجنوب و"المهوال" لا تختلف كثيراً عن غرض الجوبي، والأمر نفسه ينطبق على محافظات الشمال، فجميع الرقصات الشعبية الرافدينية، تعبر عن الشخصية نفسها"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الدبكة الشعبية التي تربط الأخوة أو أبناء القبيلة أو المجتمع المتشابه بعاداته، مرتبطة بالأساطير السومرية والبابليين، وهي التي تقوم على أساس الدوران حول المكان المقدس".
ويلفت إلى أن "الدبكة الجبلية تختلف في حركاتها عن الرقصة البدوية، وعن دبكة الفلاحين في منطقة الفرات الأوسط، ولكنها تتشابه بالقفز المنتظم والعنيف على الأرض، وهو أسلوب الرقص الذي كان الأجداد من السومريين، يؤدونه كطلب من الأرض لاستنبات البذور ونمو الزرع، بالإضافة إلى قتل الشياطين التي تستقر في عمق الأرض".