رغوة مالحة

14 سبتمبر 2019
مقطع من عمل للفنانة هناء مال الله/ العراق
+ الخط -

-1-

قالتْ انهضْ سيَرخصُ الخشب
العشبُ ثوبُها والعاقول غطّى مساحات كئيبة منسية من فوقنا
سيرخصُ الخشب، أحفظُ صوتَها عن ظهر قلب، له رائحةُ الحطب
ضَعي الماء على النار وخذي في حسابك أصدقائي
ثيابُنا يجب أن تنظف من أمراضهم
آنَ لنا والأشجار أن نشيخَ ونهرم
ستنتهي الحرب
وسأصنعُ لكِ سريراً أكبر


-2-

تُرِكَت تلك السيدة بِحَيْرةٍ أمامَ لوحةٍ لم تَكْتَمِلْ.
خرجتِ الفرشاةُ عنوةً من حدودِ البياض وعبَرتْ إلى الجدار.
يندُّ عنها لونٌ لهُ صوتُ آهةٍ تأخُذُ شكْلَ خطٍّ طويلٍ مرتجف
مِن الغرفةِ حتى جدارِ المطبخ،
ويسارِعُ لها البابُ بالانفتاحِ لِتَفُرَّ
متدحرجةً على درجات السُلّمِ
آهةُ حيوانٍ في دفاعٍ، مُهدّدٍ بِحَشْرِه
داخل الإطار!


-3-

أعادَها القرصان المستقيل إلى حيث كانت
تعجنُ الحنّاءَ لشعرِها الأبيض
مَلّاحةٌ من أقصى الفاو
تجمعُ تشطفُ وتُصَفّي
العَكِر كان يرجعُ منصاعاً
إلى البحرِ
السطوحُ يوجِعُها القَشْط – إحدى عاداتها القديمة
أن تُنصتَ إلى حوارِ الموجة مع جذعِ نخلةٍ منقوع
كلُّ ما تبحثُ عنه في الخرائب ماثلٌ
ولتكفَّ عن العبثِ
أصابعُها التي مِن أول شتلات الورد
أشهى ما التقَمَهُ القرصان مع الرزّ والمرَق
حينَ قَدِمَ إلى الميناء بهيئةِ ربّانٍ وسيم
الشفاهُ اليابسةُ الآن من دون دسمٍ
تلعقُ في الاستراحاتِ
رغوةً مالحة

*شاعرة وكاتبة عراقية مقيمة في الدنمارك

دلالات
المساهمون