ورحّب حمدوك، في منشور على صفحته في "فيسبوك"، اليوم الأربعاء، بالتعميم الصحافي للبرهان حول اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، مؤكداً "الالتزام بالمضي قدماً من أجل إنجاز مستحقات المرحلة الانتقالية المهمة وتجاوز التحديات الماثلة أمامنا".
وأضاف حمدوك أنّ "الطريق إلى التغيير الحقيقي في السودان مليء بالتحديات والعقبات، ومع ذلك يجب أن نعي بأنّ الالتزام بالأدوار والمسؤوليات المؤسسية أمر أساسي لبناء دولة ديمقراطية حقيقية"، متابعاً: "وانطلاقاً من هذا يجب على الهياكل الانتقالية ككل ضمان المساءلة والمسؤولية والشفافية في جميع القرارات المتخذة".
وفي الوقت عينه، أكد حمدوك أنّ "الوثيقة الدستورية تبقى هي الإطار القانوني في تحديد المسؤوليات، ويجب علينا الالتزام بما تحدده من مهام وصلاحيات".
Facebook Post |
من جهته، قال الجيش السوداني، في بيان مقتضب، إنّ قيادة القوات المسلحة السودانية اجتمعت، اليوم الأربعاء، وناقشت زيارة البرهان إلى أوغندا، ولقاءه بنتنياهو.
وأشار البيان إلى أنّ الاجتماع "أيّد الزيارة ونتائجها بما يحقق المصلحة العليا للبلاد"، دون تفاصيل أخرى.
وكان البرهان قد برر، أمس الثلاثاء، في أول تعليق له على لقائه بنتنياهو في أوغندا، بأنّ اللقاء هو لـ"تحقيق المصالح العليا للشعب السوداني". وأكد البرهان في بيان، حول اللقاء الذي جرى، الإثنين، في أوغندا، أن "بحث وتطوير العلاقة بين السودان وإسرائيل مسؤولية المؤسسات المعنية"، مشيراً إلى أنه اجتمع برئيس حكومة الاحتلال "من موقع مسؤوليتي بأهمية العمل الدؤوب لحفظ وصيانة الأمن القومي وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية".
وأكد "موقف السودان المبدئي من القضية الفلسطينية وحق شعبه في إنشاء دولته المستقلة"، موضحاً أن "موقف السودان ما زال وسيستمر ثابتاً، وفق الإجماع العربي ومقررات الجامعة العربية".
وأكد وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أمس الثلاثاء، أنه لن تكون هناك خطوات لاحقة في المستقبل للتطبيع مع إسرائيل، "وذلك بعد توافق بين مجلسي السيادة والوزراء".
وواجه لقاء البرهان ونتنياهو رفضاً واسعاً داخل تحالف "قوى إعلان الحرية والتغيير"، بدءاً من "حزب الأمة" و"الحزب الشيوعي" و"حزب البعث" ومن التحالف مجتمعاً، وكانت آخر ردود الفعل، اليوم الأربعاء، من "تجمع المهنيين السودانيين"، الذي أصدر بياناً دان فيه بشدة الخطوة، وأجمع مع الأحزاب الأخرى على أنها "تمثل خرقاً كبيراً للوثيقة الدستورية".
ولفت التجمع، في البيان، إلى أنّ "اللقاء تجاوز خطير من طرف البرهان لمؤسسات السلطة الانتقالية والوثيقة الدستورية التي تحكمها"، مشدداً على "رفضه القاطع لتلك الممارسات وأي مخرجات تمخض عنها اللقاء".
وشدد على أنّ "السياسات والعلاقات الخارجية للدولة من اختصاص السلطة التنفيذية ممثلة بمجلس الوزراء، وأن محاولة اختطاف القرار فيها تحت أي ذريعة واهية تمثل خرقاً للوثيقة الدستورية، التي تحكم الفترة الانتقالية وتهدد عملية الانتقال الديمقراطي وتماسكها".
Facebook Post |
وأكد التجمع أنّ "موقف الشعب السوداني ودولته الثابت تاريخياً هو عدم التعامل أو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، دعماً للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في بناء دولته ذات السيادة الكاملة، وهو موقف لا يملك البرهان الحق في تغييره تحت أي ذريعة وبهذا الاختزال المخل، وهو كذلك ما لا يحق لأجهزة السلطة الانتقالية ذات الصلاحيات المحدودة البت فيه".
ولقي لقاء البرهان ونتنياهو رفضاً شعبياً واسعاً، حيث نظم عشرات الأشخاص، أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية بالقرب من مقر مجلس الوزراء في الخرطوم، رددوا خلالها شعارات مناوئة للتطبيع مع إسرائيل مطالبين الحكومة بالاستقالة بعد حديثها عن عدم علمها باللقاء، كما ردد المحتجون شعارات تطالب برحيل البرهان.
وبدأ حراك شعبي عاجل لمناهضة خطوات ما بعد لقاء البرهان ونتنياهو، حيث أعدت مجموعة سمت نفسها "سودانيون ضد التطبيع" مذكرة تنوي تسليمها لهياكل السلطة الانتقالية. ووصفت المذكرة اللقاء بـ"الفاجعة، لأنه جاء في سياق غير مألوف لأهل السودان وغير مفهوم ويتصادم مع وجدانهم ومواقفهم المتقدمة في نصرة القضية الفلسطينية من مبدأ الوقوف ضد المستعمر".
وكان مسؤول إسرائيلي كبير قد قال، وفق ما نقلته وكالة "رويترز"، الإثنين، إنّ إسرائيل والسودان اتفقا على "بدء تطبيع العلاقات"، وذلك بعد لقاء نتنياهو مع البرهان في أوغندا.
وأضاف المسؤول في بيان: "يعتقد نتنياهو أنّ السودان بدأ يتحرك في اتجاه جديد وإيجابي.. عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، يرغب في مساعدة بلده على المضي قدما في عملية تحديث من خلال إنهاء عزلته ووضعه على خريطة العالم". وبحسب بيان لمكتب رئيس حكومة الاحتلال، التقى نتنياهو البرهان في مدينة عنتيبي الأوغندية.