على غرار البلدان الأخرى، فرضت جائحة كورونا إجراءات استثنائية في عموم المدن والمحافظات العراقية، منذ نهاية فبراير/شباط الماضي، وما زالت مستمرة لغاية الآن، الأمر الذي أوجد لدى بعض أصحاب المصالح والمشاريع طرقا بديلة للعمل، من دون انتظار انتهاء خطر الجائحة. فعاليات "رصيف الكتب"، في مدينة الموصل شمالي بغداد، دشّنت مشروعاً شبابياً نهاية عام 2017، وسط المدينة التي تعرضت بفعل الحرب على "داعش"، إلى خراب شبه كامل، وسرعان ما باتت علامة ثقافية بارزة.
فرق تطوعية تولت عرض الكتب بمختلف العناوين والتخصصات، عبر جمعها من متبرعين أو شرائها وبيعها بأسعار مناسبة للجميع، خاصة طلاب الجامعات. لكن حظر التجوّل حال دون استمراره، ما دفع بإدارة الرصيف أن تعيد فتحه إلكترونيا، فأقاموا العديدَ من الفعاليات والأنشطة الإلكترونية، عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك. وأطلقوا عدداً من المُسابقات الثقافية الهادفة، وعرضوا كتباً جديدة تصل لطالبها من سكان الموصل.
مسؤول مشروع رصيف الكتب، محمود كداوي، قال لـ"العربي الجديد"، إنه لا بد لرصيف الكتب من الاستمرار في ظل جائحة كورونا، "لأن الناس صار لديهم وقت أكثر مع التزامهم بحظر التجوّل، لذلك من الجيد استغلاله بقراءة كتب مفيدة ومتنوعة، وهذا ما دفعنا للاستمرار بالنشاطات والمسابقات الإلكترونية التي تم إطلاقها من خلال صفحة رصيف الكتب على فيسبوك، فتم تنظيم مسابقة تحدي القراءة، في موسمها الثاني، بقراءة خمسة كتب في الأسبوع ومن ثم إجراء اختبار إلكتروني للمشاركين، وقد لاقى تفاعلاً كبيرًا ووردت لنا مشاركات من دول عربية عديدة، كالأردن، وفلسطين، وسورية، واليمن، ولبنان، وقطر، والإمارات، ومصر، والسودان، والجزائر، والمغرب، وتركيا، وموريتانيا، فضلًا عن المُدن العراقية". يضيف كداوي: "أطلقنا مسابقة خواطر نيسان، ومبادرة قُرّاء رغم الحجر، التي انطلقت بالتزامن مع اليوم العالمي للكتاب، في 23 من شهر إبريل/نيسان الماضي إلى مستشفى السلام في المدينة وقام أعضاء الفريق بجمع أكثر من 300 كتاب من أعضاء الرصيف وروّاده، وتوزيعها على الموجودين في الحجر الصحي لكل شخص مجموعة من الكتب مع رسائل إيجابية لرفع معنوياتهم ودعمهم نفسيًا". يتابع كداوي: "من ضمن النشاطات التي تم إطلاقها حديثًا، ما أطلقنا عليه اسم رصيف الكتب الإلكتروني، حيث استضفنا بعض الشخصيات عبر البث المباشر للصفحة لإلقاء محاضرات تفاعلية؛ فبدأنا مع الكاتب والصحافي نوزت شمدين، كذلك الدكتورة غادة سعيد، وهي طبيبة مقيمة في الولايات المتحدة".
اقــرأ أيضاً
فرق تطوعية تولت عرض الكتب بمختلف العناوين والتخصصات، عبر جمعها من متبرعين أو شرائها وبيعها بأسعار مناسبة للجميع، خاصة طلاب الجامعات. لكن حظر التجوّل حال دون استمراره، ما دفع بإدارة الرصيف أن تعيد فتحه إلكترونيا، فأقاموا العديدَ من الفعاليات والأنشطة الإلكترونية، عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك. وأطلقوا عدداً من المُسابقات الثقافية الهادفة، وعرضوا كتباً جديدة تصل لطالبها من سكان الموصل.
مسؤول مشروع رصيف الكتب، محمود كداوي، قال لـ"العربي الجديد"، إنه لا بد لرصيف الكتب من الاستمرار في ظل جائحة كورونا، "لأن الناس صار لديهم وقت أكثر مع التزامهم بحظر التجوّل، لذلك من الجيد استغلاله بقراءة كتب مفيدة ومتنوعة، وهذا ما دفعنا للاستمرار بالنشاطات والمسابقات الإلكترونية التي تم إطلاقها من خلال صفحة رصيف الكتب على فيسبوك، فتم تنظيم مسابقة تحدي القراءة، في موسمها الثاني، بقراءة خمسة كتب في الأسبوع ومن ثم إجراء اختبار إلكتروني للمشاركين، وقد لاقى تفاعلاً كبيرًا ووردت لنا مشاركات من دول عربية عديدة، كالأردن، وفلسطين، وسورية، واليمن، ولبنان، وقطر، والإمارات، ومصر، والسودان، والجزائر، والمغرب، وتركيا، وموريتانيا، فضلًا عن المُدن العراقية". يضيف كداوي: "أطلقنا مسابقة خواطر نيسان، ومبادرة قُرّاء رغم الحجر، التي انطلقت بالتزامن مع اليوم العالمي للكتاب، في 23 من شهر إبريل/نيسان الماضي إلى مستشفى السلام في المدينة وقام أعضاء الفريق بجمع أكثر من 300 كتاب من أعضاء الرصيف وروّاده، وتوزيعها على الموجودين في الحجر الصحي لكل شخص مجموعة من الكتب مع رسائل إيجابية لرفع معنوياتهم ودعمهم نفسيًا". يتابع كداوي: "من ضمن النشاطات التي تم إطلاقها حديثًا، ما أطلقنا عليه اسم رصيف الكتب الإلكتروني، حيث استضفنا بعض الشخصيات عبر البث المباشر للصفحة لإلقاء محاضرات تفاعلية؛ فبدأنا مع الكاتب والصحافي نوزت شمدين، كذلك الدكتورة غادة سعيد، وهي طبيبة مقيمة في الولايات المتحدة".
أما مؤسس رصيف الكتب وصاحب الفكرة، صلاح الوراق، فأكد لـ"العربي الجديد"، أنه منذ البداية "كانت الفكرة الأولى هي دعم الأقلام الشبابية، والقرّاء والموهوبين دعما معنويا، من خلال الإشارة لهم وتكريمهم بشهادة تقديرية مقدمة من رصيف الكتب، عبر منصاتنا على مواقع التواصل، كذلك ندعمهم بمنحهم الجوائز، منها النقدية ومنها بعض المشاريع الصغيرة التي تنمّي الموهبة، وقد يحصل المشارك من خلالها على مردود مادي قابل للتطوير والتوسيع". من جهته، يقول خطاب الموصلي، وهو أحد الشعراء والكتاب المشاركين في رصيف الكتب إن "هذه المبادرة تعتبر واجهة ثقافية". يضيف: "شاركت في أُولى مسابقات الرصيف بنص نثري يصف حال الموصل بعد أن طحنتها الحرب، تحت عنوان "الموصل ألم يتبدد وأمل يتجدد"، وقد فزتُ بالمرتبة الأولى. رصيف الكتب هو متنفسنا الأدبي، نبثُ من خلاله نصوصنا، ونلقي على منبره قصائدنا، وفّر لنا حاضنة ثقافية تسمح لنا بمشاركة خواطرنا عبر ملتقى الرصيف وقنواته". يتابع في حديث لـ"العربي الجديد": "كما شاركتُ في عدة مسابقات أطلقها الرصيف، وفزت ببعضها، وطُبِعَ لي نص في إحدى نتاجاته حين أصدر كتابًا يحمل عنوان "كتّاب الرصيف"، حصلتُ على عدة شهادات مطبوعة من رصيف الكتب، إضافةً إلى حصولي على العضوية فيه، كما انتفعتُ من الدورات التعليمية التي أقامها الرصيف والتي أقيمت بالتعاون مع جامعة الموصل، فقد حقق رصيف الكتب نجاحاً في الوقت المناسب، وكان يمثل اللون الجميل في ظل قتمة اللون الأسود الّذي خلفته ماكنة الحرب في مدينتنا".